الإذن بالقتال
ولما كان بعد سبعة أشهر من الهجرة نزل جبرئيل بقوله تعالى :
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْض لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41)) الحج/39-41 .
والايات تفيد بصراحة ان قتال النبي صلى الله عليه وآله لقريش انما كان بعد ظلم قريش للمسلمين واخراجهم اياهم بغير حق الا انهم يقولون ربنا الله .
وكان أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وآله على رأس سبعة أشهر من مَقدمه المدينة لِعمِّه حمزة بن عبد المطلب على ثلاثين راكباً ليس فيهم أنصاري (1) إلى ساحل البحر يطلب عِيراً لقريش من الشام تريد مكة ، ثم لم يكن قتال ورجع حمزة .
ثم عقد رسول الله لواء أبيض لعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف وبعثه على رأس ثمانية أشهر في شوال .
زواج علي بفاطمة عليهما السلام : وفي صفر ، على رأس أحد عشر شهراً (2) زوَّج رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام بإبنته فاطمة عليها السلام .
وقد روي أنَّ جبرئيل نزل ، وقال : يا محمد أنَّ الله يأمرك أن تزوج فاطمة ابنتك من علي (3) .
قال اليعقوبي : وقد كان جماعة من المهاجرين خطبوها رسول الله ، فلما زوجها علياً قالوا في ذلك ، فقال رسول الله: ما أنا زوَّجته ولكن الله زوَّجه (4) .
|