الضلال الفكري قبل البعثة

من المفيد أن نتحدث قليلاً عن معالم الضلال الفكري وحملته ومراكزه المهمة في الجزيرة العربية والبلاد القريبة منها قبيل البعثة النبوية الشريفة قبل الحديث عن معالم الهداية التي جاء بها النبي الخاتم وأسس المجتمع الإسلامي عليها .

إن السّمَة العامة للضلال الفكري التي ابتليت به المجتمعات الرسالية التي انتسبت إلى إبراهيم وموسى وعيسى وزردشت هو الشرك في العبادة الذي نتج عنه تحوُّل الناس إلى (أرباب) وهم فئة قليلة ظالمة مستغِلّة ، و (عبيد) مظلومين مستغَلّين وهم بقية الناس .

ومعالم الشِّرك في العبادة ثلاثة وهي :

أ . عبادة الأصنام : وتتمثل بتقديسها والتقرب إليها بالنذور وتقديم القرابين لها ، وتعدّ مكة من أهم مراكز عبادة الأصنام في الجزيرة العربية آنذاك ، كما تعدّ قريش أهم قبيلة عربية إبراهيمية تدعو إلى عبادة الأصنام .

ب . عبادة الملوك : وتتمثل بتقديس أوامرهم وجعلها دينا وقانونا يؤخذ به سواء كانوا أحياء أو أمواتا ، وتعتبر المدائن في العراق عاصمة الفرس الساسانيين الزردشتيين ، من أهم مراكز عبادة الملوك آنذاك .

ج . عبادة الأحبار (علماء اليهود) والرهبان (علماء النصارى) : وتتمثل بتقديس أوامرهم وتشريعاتهم أحياء وأمواتا مع وضوح مخالفتها لكتب الله وسنن أنبيائه ، وتعتبر يثرب واليمن والكِفْل قرب الحيرة في العراق آنذاك من أهم مراكز اليهودية ، وكذلك كانت نجران والحيرة والشام والحبشة من أهم مراكز النصرانية .