معالم الهداية
التي جاء بها محمد صلى الله عليه وآله

يمكننا إجمال معالم الهداية الإلهية التي جاء بها النبي الخاتم بالأمور التالية :

الأمر الأول التوحيد :

يتقوَّم التوحيد الذي جاء به خاتم الأنبياء وكل نبي بخلع الأنداد والشركاء لله والكفر بها وعبادة الله وحده .

(وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّة رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) النحل/36 .

الطاغوت : كل نِدّ وشريك أتخذه الناس مع الله تعالى معتقدين انه مستقل في تدبير ظواهر الكون من دون اذن الله تعالى أو انه له الحق ان يشرع للناس من دون اذن الله تعالى ومن ثم يستحق العبادة والطاعة مع الله تعالى .

(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَة سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران/64 .

(قُلْ أَيُّ شَيْ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لَا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ) الأنعام/19 .

الأمر الثاني الشهادة لمحمد صلى الله عليه وآله بالرسالة:

يتقوم هذا الأمر بالاعتقاد بكون القرآن كتاب الله الذي انزله على نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وآله ليكون اخر الكتب الالهية السابقة والمهيمن عليها .

والاعتقاد بأن الكتب الإلهية السابقة المنتشرة بين الناس محرَّفة .

(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْييِ وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) الأعراف/158 .

(طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4)) طه/1-4 .

وقال تعالى : (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهِيرًا) الإسراء/88 .

وقال تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَر مِثْلِهِ مُفْتَرَيَات وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(14)) هود/13-14 .

وقال تعالى : (وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْب مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَة مِن مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِّنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) البقرة/23 .

وقال تعالى : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَابَيْن َيَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِوَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ)المائدة/48.

الأمر الثالث دين الله هو الإسلام:

وهو رؤية عن الكون والحياة ونظم حياة يقدمها الله تعالى من خلال كتابه وسنة نبيه .

أما رؤية الإسلام عن الكون والحياة فتتمثل : بالحقائق التي يقدمها القرآن عن الواقع ومفرداته الاساسية وحركة الكون والتاريخ والحياة وهدف الخلقة .

أما نظم الحياة الإسلامية : فهي المناهج العملية الشاملة لاحتياجات الفرد والمجتمع والدولة تقوم على أساس تلك الحقائق العلمية لتحقيق هدف الخلقة .

(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ) آل عمران/19 .

(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) آل عمران/85 .

(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك/14 .

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ والرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ) آل عمران/7 .

(فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)) القيامة/18-19 .

(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/44 .

الأمر الرابع مرجعية أهل البيت العلمية :

ألغى الإسلام أن تكون الكتب الإلهية السابقة وما نسب إلى الانبياء من سنن مصدراً يؤخذ منها الدين وذلك للتحريف الذي أصابها (1) وعرض للناس القرآن وسنة النبي الخاتم مصدراً أميناً لدين الله ، أما بعد النبي الخاتم فقد أشار القرآن والنبي إلى أهل البيت الذين أذهب عنهم الرجس وطهرهم ليكونوا امتدادا للنبي يروون سنته بأمانة ويؤخذ من روايات غيرهم ما وافق روايتهم وما خالف يضرب بها عرض الجدار .

قال تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)الأحزاب/33 .

روى الترمذي قال : " حدثنا عبد بن حميد حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا على بن زيد عن أنس بن مالك : (أن رسول الله كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الصلاة الفجر ، يقول : الصلاة يا أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) .

قال : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه إنما نعرفه من حديث حماد بن سلمة وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة " .

وقال الأحوذي في شرحه للترمذي :

" قوله هذا حديث غريب : وأخرجه ابن جرير والطبراني وابن مردويه .

قوله علي بن زيد : هو ابن جدعان .

قوله : (الصلاة يا أهل البيت) ، أي حضرت صلاة الفجر وحانت أو احضروا الصلاة .

قوله : (هذا حديث حسن غريب) : وأخرجه أحمد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه ابن مردويه .

قوله وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة : وفي الباب أيضاً عن عائشة أخرجه مسلم عنها قالت : خرج النبي غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (2) .

وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)) المائدة/67 .

قال السيوطي : " أخرج ابن أبى حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن أبى سعيد الخدري قال : نزلت هذه الآية (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ) على رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم في علي بن أبى طالب " (3) .

وقال النبي صلى الله عليه وآله في الغدير :

" أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، ثم قال : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : نعم ، فقال : من كنتمولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله" (4) .

وقال تعالى : (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56)) المائدة/55-56 .

قال السيوطي : أخرج عبدالرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ)الآية قال : نزلت في علي بن أبي طالب (5) .

وقد اختص النبي صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام بأن أملى عليه كل السنة النبوية .

روى النسائي واحمد عن علي عليه السلام أنه قال : كان لي من رسول الله صلى الله عليه وآله مُدخلان مُدخل بالليل ومُدخل بالنهار ، فكنت إذا دخلت بالليل تنحنح لي (6) وفي رواية أخرى قال : كانت لي من رسول الله صلى الله عليه وآله منزلة لم تكن لأحد من الخلائق انى كنت آتيه كلَّ سَحَر فأُسلِّم عليه حتى يتنحنح (7) . فان تنحنح انصرفت الى أهلي وإلا دخلت عليه .

وروى الصفار عن علي عليه السلام انه قال : ما دخل رأسي نوم ... حتى علمت من رسول الله صلى الله عليه وآله ما نزل به جبرائيل في ذلك اليوم من حلال أو حرام أو سنة أو أمر أو نهي فيما نزل وفي من نزل ... قال الراوي : وإذا غاب عنه كان يتحفظ على رسول الله الأيام التي غاب فيها فإذا التقيا قال له رسول الله : يا علي نزل عليَّ في يوم كذا كذا وكذا وفي يوم كذا وكذا حتى يعدهما عليه إلى آخر اليوم الذي وافى فيه (8) .

وروى الصفار أيضاً عن علي عليه السلام انه قال : ما من آية نزلت في ليل أو نهار .  . إلا أقرأنيها وأملاها علي وكتبتها بيدي وعلمني تأويلها وتفسيرها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها وكيف نزلت وفي من أنزلت إلى يوم القيامة (9) .

وفي رواية الباقر عليه السلام قال : قال رسول الله لعلي : اكتب ما أُملي عليك ، قال : يانبي الله اتخاف عليَّ النسيان ؟ قال : لست اخاف عليك النسيان وقد دعوت الله ان يحفِّظك ولا يُنسِيَك ولكن اكتب لشركائك ، قال : قلت ومن شركائي يانبي الله ؟ قال : الأئمة من ولدك (10) ...

قال تعالى : (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ) هود/17 .

روى ابن عساكر في تاريخ دمشق ج42 ص360 بسنده عن ضُمرة عن عطاء عن ابي اسحاق عن الحارث عن علي ، قال رسول الله : عليُّ بينة من ربه وأنا الشاهد منه .

وروى الحسكاني في شواهد التنزيل صفحة 277 بسنده عن علي بن ابي المغيرة عن ابي اسحاق عن الحارث عن علي بن أبي طالب قال رسول الله : عليُّ بينة من ربه وأنا الشاهد منه أتلوه وأتبعه .

وروى أحمد والطبراني وابن ماجة وغيرهم أن النبي قال صلى الله عليه وآله : علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي (11) .

ومراده صلى الله عليه وآله من ذلك هو التبليغ المساوق لتبليغ النبي عن ربه من حيث عدم احتمال الشك فيه انه صلى الله عليه وآله نسي او اشتبه في قليل او كثير مما يبلغه . وقد جاء هذا الاختصاص واضحا صريحا في قصة تبليغ براءة لما بعث النبي بها أبا بكر ليبلغها إلى المشركين في موسم الحج ثم نزل جبرئيل أن يبعث علياً ويأخذها منه لأنه لا يبلِّغ عنه إلا هو أو رجل منه (12) .

الأمر الخامس تولي الله تعالى ورسوله وأهل بيته والبراءة من أعدائهم:

إن محبة الله تعالى ونبيه وأهل بيته والبراءة من أعدائهم أمر فرضه القرآن والسنة .

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَاد فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)) التوبة/23-24 .

وقال تعالى : (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْر لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61) يَحْلِفُونَ بِاللهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63))التوبة/61-63 .

وقال تعالى : (أَلَمْ تَرَى إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (16) لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوح مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)) المجادلة/14-22 .

وقال تعالى : (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) الشورى/23 .

روى النحاس (ت 338) في تفسيره عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال :

" لما نزلت (قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين نودهم ؟ قال : علي وفاطمة وولدها " (13) .

وروى السيوطي في تفسيره قال : أخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهدِ عن ابن عباس (رضي الله عنه) ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله :

" لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى أن تحفظوني في أهل بيتي وتودوهم بي " (14) .

وروى الطبراني : حدثنا بكر بن سهل ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن يعلى بن مرة قال :

" كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فدعينا إلى طعام فإذا الحسين عليه السلام عنه يلعب في الطريق فأسرع النبي صلى الله عليه وآله أمام القوم ثم بسط يديه فجعل حسين يمر مرة ههنا ومرة ههنا فيضاحكه حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه فقبله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حسين مني وأنا منه أحب الله من أحبه ، الحسن والحسين سبطان من الأسباط " (15) .

روى القرطبي في تفسيره قال : (قال النبي صلى الله عليه وآله : من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ومن مات على حب آل محمد جعل الله زوار قبره الملائكة والرحمة ، ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه أيس اليوم من رحمة الله ، ومن مات على بغض آل محمد محمد لم يرُح رائحة الجنة ، ومن مات على بغض آل محمد فلا نصيب له في شفاعتي) .

قال القرطبي : وذكر هذا الخبر الزمخشري في تفسيره بأطول من هذا فقال :

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لا يشم رائحة الجنة " (16) .

الأمر السادس الطاعة لله ولرسوله ولأهل بيته:

فرض القرآن والسنة بأن يتبع المؤمنون أمر الله الذي بينه في كتابه وأمر رسوله الذي بينه في سنته وأمر أهل بيته من بعده .

قال تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلَا مُؤْمِنَة إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا)الأحزاب/36 .

وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الحجرات/1 .

وقال تعالى : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) ... يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)) النساء/54-59 .

أقول : إن آل إبراهيم هم النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام وهم المذكورون في قوله تعالى : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(129))البقرة/127-129.

الأمر السابع وظيفة الرسل :

إن وظيفة الرسل بما هم رسل وكذلك وظيفة من يقوم مقامهم من حَمَلَة علومهم هي : إبلاغ دين الله تعالى المتمثل بكتاب الله وسنة نبيه إلى المجتمع البشري بالحكمة والموعظة الحسنة والكتاب والسنة ، ولو عُمِل بهما لَـصَلُح الناس (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَات مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) الأعراف/96 . ولحلت كل المشكلات السياسية والاجتماعية .

(وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) يونس/19 .

(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم) البقرة/213 .

(فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) النحل/35 .

(رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا) النساء/165 .

(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)النحل/125 .

(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَة مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)التوبة/122 .

روى الطبراني عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله بخيف مِنى يقول : " نضَّرَ (17) الله عبداً سمع مقالتي فحفظها ثم أداها إلى من لم يسمعهافرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " (18) .

وفي سنن الدارمي عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه انه شهد خطبة رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم عرفة في حجة الوداع : " أيها الناس اني والله لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد يومي هذا بمكاني هذا فرحم الله من سمع مقالتي اليوم فوعاها فرب حامل فقه ولا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه " (19) .

وروى احمد عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " نضَّرَ الله امرأ سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه فرب مبلغ أحفظ لهمن سامع" (20) .

وروى احمد في مسنده عن عبد الله بن عَمْرو يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " بلِّغوا عنِّي ولو آية ومن كذب علىَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " (21) .

الأمر الثامن إقامة العدل في العلاقات الإجتماعية والسياسية :

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) النساء/135 .

(وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) النساء/58 .

المخاطب بهاتين الآيتين هم النبي وأوصياؤه ورواة أحاديثهم (الفقهاء العدول) ، والسر في حصر حق الحكم بالكتاب والسنة بهذه الاصناف الثلاثة هو كونهم العلماء بهما المسؤولين عن تبليغهما ولم يشأ الإسلام ان يمنح حق الحكم لغير العالم العادل ضماناً لإحقاق العدل الذي يتقوم بالقانون العادل ، والعالم به العادل في سيرته في نفسه أولا . مضافاً إلى ذلك جعل الإسلام عملية الحكم مسؤولية مشتركة بين من له حق الحكم وبين الامة وذلك حين فرض على الامة أن تبايع من له حق الحكم لإحقاق العدل وتراقب حكمه فان زاغ عن الصواب (في حالة أن يكون الحاكم العالم غير المعصوم كما هو الحال في عصر الغيبة الكبرى) أرجعته إلى صوابه أو عزلته عن منصبه الذي جعله الله له ليعدل لا ليظلم .

قال تعالى : (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة/44 .

وقوله تعالى : (وَالرَّبَّانِيُّونَ) هم أوصياء الأنبياء العلماء المطهرون .

وقوله تعالى : (وَالْأَحْبَارُ) هم حملة العلم عن الأوصياء .

وقوله تعالى : (وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ) أي كانوا مبلغين له ، وقد شاءت حكمة الله تعالى ان تكون شهادة الانبياء وأوصيائهم على الكتاب بالقول والفعل وشهادة الأحبار بالرواية عن المعصوم والفتوى وهي الاستنباط من الكتاب والسنة .

وقوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) المائدة/45 .

وأيضاً قوله تعالى : (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) المائدة/47 .

يفيد رفع الحصانة عن الحاكم غير العادل لفسقه وظلمه وكفره لتمارس الأمة وظيفتها إزاءه بالنصح أو العزل أو القتل بحسب حجم الانحراف عن الكتاب والسنة وإصراره على الظلم أو الاحتفاظ بمنصبه .

______________________

(1) المقصود : هو عدم التعامل معها على انها مصدر في عرض القرآن والسنة ، نعم يمكن أن يستفاد منها بواسطة الدراسة المقارنة مع القرآن فيعرف ما هو الصحيح منها من قبيل ما أشار القرآن إلى أن الكتب السابقة فيها خبر النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته عليهم السلام ، أو من قبيل أن قسما من علماء أهل الكتاب حرفوا الكتاب وكتموا الصحيح منه أو أن أهل الكتاب قتلوا أنبياءهم وغير ذلك مما أشار إليه القرآن من أحوالهم وبقي ذكره قليلا أو كثيرا في كتبهم .

(2) تحفة الاحوذي في شرح سنن الترمذي ج9 ص49 .

(3) الدر المنثور ج2 ص298 .

(4) الدر المنثور ج2 ص298 .

(5) الدر المنثور ج3 ص12 .

(6) المجتبى من السنن للنسائي ج3 ص2 ، مسند احمد ج1 ص80 .

(7) المصدر السابق ، مسند احمد ج1 ص85 .

(8) بصائر الدرجات ص217 .

(9) بصائر الدرجات ص292 .

(10) أمالي الشيخ الطوسي ط . النجف ج2 ص56 وبصائر الدرجات ص167 . وقد توارث الائمة عليهم السلام واحدا بعد واحد ، كتب علي  عليه السلام  ، روى حمران بن اعين عن ابي جعفر  عليه السلام قال : اشار إلى بيت كبير وقال : يا حمران ان في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا بخط علي وإملاء رسول الله ولو ولينا الناس لحكمنا بما انزل الله لم نَعْدُ ما في هذه الصحيفة (بصائر الدرجات : 143) . وفي رواية أخرى قال : والله ان عندنا لجلدي ماعز وضأن أملاها رسول الله وخط علي(بيده) وأن عندنا لصحيفة طولهاسبعون ذراعا أملاها رسول الله وخطها علي بيده وان فيها لجميع ما يحتاج إليه حتى ارش الخدش (بصائر الدرجات : 145 ، 159).

(11) مسند احمد ج4 ص165 و164 ، المعجم الكبير للطبراني ج4 ص16 ، سنن ابن ماجة ج1 ص44 . سنن النسائي ج5 ص45 ، 128 ، الآحاد والمثاني للشيباني (ت 287) ج3 ص183 .

(12) انظر تبليغ براءة .

(13) معاني القرآن للنحاس ج6 ص309 ، تفسير القرطبي ج16 ص22 .

(14) تفسير الدر المنثور للسيوطي ج6 ص7 .

(15) المعجم الكبير ج3 ص32 .

(16) القرطبي ج16 ص23 .

(17) اي نَعَّم .

(18) المعجم الكبير ج2 ص127 وج17 ص49 ، سنن ابي داود ج3 ص322 ، سنن ابن ماجة ج13 ص408 ، مسند احمد ج5 ص183 . وأيضاً في المستدرك على الصحيحين ج1 ص162 ، ومسند ابي يعلى ج1 ص47 ومسند الحميدي ومسند الشاميين ج2 ص261 ومسند الشهاب .

(19) سنن الدارمي ج1 ص74 .

(20) مسند احمد ج3 ص225 .

(21) مسند احمد ج4 ص80 .