<< السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية شبهات وردود المورد الحادي عشر : حديث النبي (صلى الله عليه وآله) : من جاءكم يريد ان يتولى من غير مشورة فاقتلوهقوله : لقد كان ائمة اهل البيت يعتقدون بحق الامة في اختيار اوليائها ، وادانة الاستيلاء بالقوة اقول : بل كان ائمة اهل البيت يعتقدون بالمبدأ القرآني للحكم الذي يشخص : نص الشبهةقوله : « لقد كان أئمة اهل البيت يعتقدون بحق الامة الأسلامية في اختيار اوليائها وبضرورة ممارسة الشورى ، وادانة الاستيلاء على السلطة بالقوة . ولعلنا نجد في الحديث الذي يرويه الصدوق في (عيون اخبار الرضا) عن الامام الرضا عن ابيه الكاظم عن ابيه جعفر الصادق عن ابيه محمد الباقر عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن ابيه عن جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذي يقول فيه : "من جاءكم يريد ان يفرق الجماعة ويغصب الامة امرها ويتولى من غير مشورة فاقتلوه ، فان الله عزوجل قد اذن بذلك" لعلنا نجد في هذا الحديث افضل تعبير عن ايمان اهل البيت بالشورى والتزامهم بها ، واذا كانوا يدعون الناس الى اتباعهم والانقياد اليهم فانما كانوا يفعلون ذلك ايمانا بأفضليتهم واولويتهم بالخلافة في مقابل "الخلفاء" الذين كانوا لا يحكمون بالكتاب ولا يقيمون القسط ولا يدينون بالحق » ص 4421 . الرد على الشبهةأقول : 1 . ان كان يريد بأهل البيت (عليهم السلام) المصطلح الإسلامي الذي يفيد انهم علي والحسن والحسين والتسعة من ذرية الحسين (عليه السلام)فان ما نسبه اليهم غير صحيح لان قولهم الوصية والنص القرآني الذي يحدد حق الحكم للنبي والوصي والفقيه العادل وقد بحثناه مفصلا قي الحلقة الثانية الفصل الأول . 2 . قوله « ان أهل البيت يدينون الاستيلاء على السلطة بالقوة » ، ان كان يريد البيعة على الحكم في مرحلتها الأولى فهو صحيح اما اذا كان يريد البيعة على الجهاد ودفع الغاصبين فهو غير صحيح وقد مر بيانه . 3 . ثم ان الحديث الذي استشهد به على فرض صحة صدوره عن الإمام (عليه السلام) له عدة معان : الأول : ان يريد الرسول (صلى الله عليه وآله) بالجماعة ، الجماعة بعد أي بيعة تحققت سواء كان المبايع هو المنصوص عليه أم لا . الثاني : ان يريد بالجماعة الجماعة بعد البيعة المشروعة حيث اجتمع أهل السابقة والجهاد على المنصوص عليه شرعا . الثالث : ان يريد بالجماعة الأمة قبل البيعة حيث الأمة واحدة بلحاظ الكتاب والسنة . وليس من شك ان الاحتمال الأول لا يريده الإمام الرضا (عليه السلام) لما عرف عنه بالضرورة ان مذهبه مذهب آبائه وهو القول بالوصية والنص ووجوب مجاهدة المغاصبين لو وجد صاحب الحق الشرعي عدة كافية من الانصار ، كما اثر عن علي (عليه السلام)قوله : « انا اولى بالناس من قميصي هذا » وقوله : « لو وجدت اربعين دوي عزم لناهضت القوم » . يبقى المعنى الثاني والثالث كلاهما محتمل وكلاهما لا يؤيد دعوى (الاستاذ احمد الكاتب) . لان المعنى الثاني ، يريد بالجماعة الجماعة التي بايعت المنصوص عليه ، وفي ضوئه فان الذي يقوم في وجه هذه الجماعة وجب قتاله ومن هنا قاتل علي (عليه السلام) اهل الجمل واهل صفين . والمعنى الثالث : يريد بالجماعة الامة قبل البيعة وهي واحدة بلحاظ الكتاب والسنة وامرها وشأنها كأمة مؤمنة بالكتاب والسنة ان تبايع من نصبه واراده الكتاب والسنة فاذا اكرهت على بيعة شخص لم يرده الكتاب والسنة تكون قد غصب امرها وحقها ، وفي مثل هذه الحالة يجب قتال المتولي غير القانوني ومن هنا قال علي (عليه السلام)« لو وجدت اربعين ذوي عزم لقاتلت القوم » وذلك لان اهل السقيفة فرضوا على الامة شخصاً في قبال من عينه الله ورسوله ، ولما لم يجد هذه العدة استجاب للبيعة بعد الاكراه والاستضعاف . 4 .أما قول الاستاذ الكاتب : « وإذا كان أهل البيت (عليهم السلام) يدعون الناس الى اتباعهم والانقياد اليهم فانما كانوا يفعلون ذلك ايمانا بافضليتهم واولويتهم بالخلافة » فهو يريد ان حق أهل البيت (عليهم السلام) في الحكومة إنما هو حق أفضلية وليس حق اختصاص ، وقد مرََّ الكلام في إبطال هذا المعنى من الأولوية الحكم فى حقهم وقلنا هناك ان أحقية أهل البيت (عليهم السلام) واولويتهم بالحكومة إنما هي أحقية واولوية اختصاص . << السابق | التالي >> | المحتويات | بحث | الرئيسية |