![]() |
![]() |
الباب الثاني : الانقلاب الأموي
الفصل الأول : معاوية ينقض عهده مع الحسن (عليه السلام)
قال المدائني: كتب معاوية نسخة واحدة الى عماله بعد وفاة الحسن (عليه السلام) سنة 51:
وروى سليم بن قيس قال: مر معاوية بحلقة من قريش، فلما رأوه قاموا اليه غير عبد الله بن عباس، فقال له: يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام اصحابك الا لموجدة علي بقتالي اياكم يوم صفين؟ يا ابن عباس ان ابن عمي عثمان قُتل مظلوما، قال ابن عباس: فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوماً فسلم الامر الى ولده، وهذا ابنه. قال: ان عمر قتله مشرك، قال ابن عباس: فمن قتل عثمان؟ قال: قتله المسلمون، قال: فذلك ادحض لحجتك، ان كان المسلمون قتلوه وخذلوه فليس الا بحق. قال: فانا كتبنا الى الافاق ننهى عن ذكر مناقب علي واهل بيته، فكف لسانك يا ابن عباس.
قال: فتنهانا عن قراءة القرآن؟ قال: لا، قال: فتنهانا عن تأويله؟ قال: نعم، قال: فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به؟ قال: نعم، قال: فأيهما اوجب علينا قراءته اوالعمل به؟ قال: العمل به، قال: فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما انزل علينا؟
قال سل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله انت وأهل بيتك، قال: إنما أنزل القرآن على اهل بيتي فأسأل عنه آل ابي سفيان وآل ابي معيط؟!
قال: فاقرأوا القرآن ولا ترووا شيئا مما انزل الله فيكم ومما قال رسول الله، وارووا ما سوى ذلك!
قال ابن عباس: قال الله تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأبَى اللَّهُ إِلَّا إنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوكَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة/32.
قال معاوية: يا ابن عباس اكفني نفسك وكف عني لسانك، وإن كنت لابد فاعلا فليكن سرا ولا تسمعه احدا علانية!
![]() |
![]() |