الباب الثاني : الانقلاب الأموي
الفصل الثالث : مقتل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله عليهم

رشيد الهجري:

كان ممن صلبه زياد على باب دار عمروبن حريث وقطع لسانه (1).

روى ابن ابي الحديد قال: قال إبراهيم: وحدثني إبراهيم بن العباس النهدي، حدثني مبارك البجلي، عن أبي بكر بن عياش، قال: حدثني المجالد، عن الشعبي، عن زياد بن النضر الحارثي، قال: كنت عند زياد، وقد أتي برشيد الهجري، وكان من خواص أصحاب علي(عليه السلام)، فقال له زياد: ما قال خليلك لك إنا فاعلون بك؟ قال: تقطعون يدي ورجلي، وتصلبونني.

فقال زياد: أما والله لأكذِّبَنَّ حديثه. خلوا سبيله، فلما أراد أن يخرج قال: ردوه لانجد شيئا أصلح مما قال لك صاحبك، إنك لا تزال تبغي لنا سوءا إن بقيت، اقطعوا يديه ورجليه. فقطعوا يديه ورجليه، وهويتكلم.

فقال: اصلبوه خنقا في عنقه.

فقال رشيد: قد بقي لي عندكم شئ ما أراكم فعلتموه.

فقال زياد: اقطعوا لسانه، فلما أخرجوا لسانه ليقطع.

قال: نفسوا عني أتكلم كلمة واحدة فنفسوا عنه.

فقال: هذا والله تصديق خبر أمير المؤمنين، أخبرني بقطع لساني. فقطعوا لسانه وصلبوه.

______________________________________

(1) قاموس الرجال ترجمة رشيد الهجري. انساب السمعاني قال الهجري(بفتح الهاء والجيم) هذه النسبة الى هجر بلدة من اليمن معروفة ينسب اليها كثير منهم رشيد الهجري كان يؤمن بالرجعة، قطع زياد لسانه وصلبه! وكذلك لسان الميزان لابن حجر. وفي تذكرة الحفاظ للذهبي قال: قتل زياد رشيدا الهجري لتشيعه، فقطع لسانه وصلبه.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري