![]() |
![]() |
الباب الثاني : الانقلاب الأموي
الفصل الرابع : أطروحة معاوية للحكم
تعطلت حركة الفتوح في عهد علي (عليه السلام) بسبب حرب الجمل وصفين والنهروان وغارات معاوية بعد التحكيم على الأطراف التابعة لعلي (عليه السلام)، وكان اهم ما نهض به معاوية بعد ابرام الصلح مع الحسن (عليه السلام) هواحياء حركة الفتوح لتحقيق مكاسب عديدة منها:
( اقناع الناس ان السلطة الأموية تعمل من أجل إعلاء كلمة الاسلام ونشره الى بلاد جديدة.
( اشغال المعارضة عن متابعة السلطة ومراقبة اعمالها الداخلية وتوجيه النقد اليها وكذلك ابعاد من تريد ابعاده بطريقة ذكية غير مثيرة.
( الحصول على موارد جديدة من المال والثروات اوالقوات الخاصة لحفظ الامن الداخلي
قال سعيد بن عبد العزيز: لما قتل عثمان، ووقع الاختلاف، لم يكن للناس غزوحتى اجتمعوا على معاوية، فأغزاهم مرات
ومن الطبيعي ان يامر معاوية القصاصين في المساجد وخطباء الجمعة بالتركيز على أحاديث الجهاد والغزولجعل الاشتراك بالغزوهوالمقياس الاعلى للاعمال الصالحة.
روى البخاري ومسلم والدارمي والترمذي وغيرهم عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور
وفي رواية اخرى عن ابي هريرة ايضا: قال سئل رسول الله(صلى الله عليه وآله): أي الأعمال أفضل؟ وأي الأعمال خير؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قال: ثم أي يا رسول الله؟ قال: الجهاد في سبيل الله سنام العمل، قال: ثم أي يا رسول الله؟ قال: حج مبرور
وفي رواية اخرى عنه ايضا قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله علمني عملا يعدل الجهاد، قال: لا أجده، قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد ان تدخل مسجدا فتقوم لا تفتر وتصوم لا تفطر قال: لا أستطيع، قال: قال أبوهريرة: ان فرس المجاهد يستن
وفي رواية مسلم عنه ايضا: عن أبي هريرة قال: قيل للنبي(صلى الله عليه وآله): ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال: لا تستطيعوه، قال: فأعادوا عليه مرتين أوثلاثا كل ذلك يقول لا تستطيعونه، وقال في الثالثة: مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى
وروى احمد عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري قال: أخذ رسول الله(صلى الله عليه وآله) بيدي فقال: يا أبا سعيد ثلاثة من قالهن دخل الجنة، قلت: ما هن يا رسول الله؟ قال: من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، ثم قال: يا أبا سعيد والرابعة لها من الفضل كما بين السماء إلى الأرض وهي الجهاد في سبيل الله
وروى البخاري عن ابي هريرة ايضا: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه إلا الجهاد في سبيله وتصديق كلماته بأن يدخله الجنة أويرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أوغنيمة
روى احمد عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع أسأله ما أقعد بن عمر عن الغزو؟ فكتب إلي : ان ابن عمر قد كان يغزو ولده ويحمل على الظهر، وكان يقول: إن أفضل العمل بعد الصلاة الجهاد في سبيل الله تعالى، وما أقعد بن عمر عن الغزو إلا وصايا لعمر وصبيان صغار وضيعة كثيرة.
وجعل معاوية ابنه يزيد سنة خمسين على رأس جيش لغزو القسطنطينية، وبعد رجوعه من الغزو وضع عمير بن الاسود العنسي الشامي حديثا على لسان ام حرام زوجة عبادة بن الصامت سنة 34 تقول: أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا , قالت أم حرام قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم، ثم قال النبي(صلى الله عليه وآله): أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم , فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا.
قال العيني في شرحه للحديث: قوله (اول جيش من امتي يغزون البحر): اراد به جيش معاوية، وقال المهلب: معاوية اول من غزا البحر، وهي غزوة قبرص زمن عثمان سنة 27أو28 أو33 وكانت ام حرام معهم، وقال ابن الجوزي في جامع المسانيد: انها غزت مع عبادة بن الصامت، فوقصتها بغلة لها فوقعت فماتت
قال ابن حجر في شرحه للحديث: قوله: (يغزون مدينة قيصر) يعني القسطنطينية.
وقال ابن تيمية: ويزيد اول من غزا القسطنطينية، غزاها في خلافة ابيه معاوية، ثم ذكر رواية البخاري
وقال ابن حجر: قال المهلب
قال ابن حجر: كان يزيد أمير ذلك الجيش بالإتفاق، وكانت غزوة يزيد المذكورة في سنة اثنتين وخمسين من الهجرة.
وقوله: (قد أوجبوا): أي فعلوا فعلا وجبت لهم به الجنة.
وتوجد بعض الاخبار تشير الى تسمية جيش الغزوبـ (خيل الله):
روى ابوداود قال حدثنا محمد بن داود بن سفيان حدثني يحيى بن حسان أخبرنا سليمان بن موسى أبوداود ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب حدثني حبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة عن سمرة بن جندب: أما بعد فإن النبي (صلى الله عليه وآله) سمى خيلنا خيل الله إذا فزعنا، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمرنا إذا فزعنا بالجماعة والصبر والسكينة وإذا قاتلنا
وروى الطبري عن ابي مخنف قال :ان عمر بن سعد نهض عشية الخميس لتسع من المحرم ونادى: ياخيل الله اركبي وابشري، وزحف نحوالحسين (عليه السلام)
______________________________________
(1) روى الطبري عن المدائني أن البخارية الذين قدم بهم عبيد الله بن زياد البصرة ألفان كلهم جيد الرمي بالنشاب. اقول: وهم من نتائج فتح بخارى على يده حينما كان واليا على خراسان سنة 53، ولما ولاه معاوية البصرة اصطحبهم معه وكانوا حرسه الخاص، وهولاء اضيفوا الى الاربعة آلاف الذين اصطنعهم ابوه زياد شرطة للبصرة. وفي انساب الاشراف (ق4ج1/179): لما خرج طوّاف بن علّاق بالبصرة ندب عبيد الله الشرط والبخارية فاتوهم وواقعوهم وهزموهم وقتلوهم..
(2) سير أعلام النبلاء مجلد 3 /150 تاريخ دمشق لابي زرعة 1/188، 346، تاريخ دمشق لابن عساكر 16/2.
(3) البخاري المختصر 1/18صحيح مسلم 1/88. وكذلك رواية عن هشام بن عروة عن ابيه عن ابي المراوح عن ابي ذر (الدارمي 2/397)، بينما الرواية عن غيره تجعل الجهاد بعد الصلاة وبر الوالدين (انظر المجتبى من السنن للنسائي 1/292) وفي مسند احمد 2/163 :حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن عبيد ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن ناعم مولى أم سلمة عن عبد الله بن عمروقال : حججت معه حتى إذا كنا ببعض طرق مكة رأيته تيمم، فنظر حتى إذا استبانت جلس تحتها، ثم قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت هذه الشجرة إذ أقبل رجل من هذا الشعب فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال :يا رسول الله! اني قد أردت الجهاد معك ابتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال :هل من أبويك حي؟ قال :نعم يا رسول الله كلاهما، قال :فارجع ابرر أبويك، قال : فولى راجعا من حيث جاء. وفي (2/165) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يزيد أنا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو، قال :جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال :أحي والداك؟قال :نعم، قال :ففيهما فجاهد.
(4) مسند احمد 2/287 .
(5) استن الفرس :أي عدا في مرحه شوطا اوشوطين ولا راكب عليه.
(6) مسند احمد 2/344 .
(7) صحيح مسلم 3/1498 .
(8) مسند احمد 3/14.
(9) الجامع المختصر 2/344 .
(10) مسند احمد 2/32، سنن البيهقي 9/ 48.
(11) صحيح البخاري المختصر 3/1069، قال البخاري: حدثنا إسحاق بن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان، أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهونازل في ساحة حمص وهوفي بناء له ومعه (امرأته) أم حرام , قال عمير: فحدثتنا أم حرام أنها…قال ابن حجر (في فتح الباري 6/103)قوله :عن خالد بن معدان (بفتح الميم وسكون المهملة)والإسناد كله شاميون، وإسحاق بن يزيد شيخ البخاري، فيه وهو إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الفراديسي نسب، لجده قوله عمير بن الأسود العنسي بالنون والمهملة وهوشامي قديم يقال اسمه عمرو، وعمير بالتصغير لقبه، وكان عابدا مخضرما، وكان عمر يثني عليه، ومات في خلافة معاوية، قال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة عمروبن الاسود العنسي: قال ابن حبان في الثقاة كان من عباد اهل الشام وزهادهم، وكان يقسم على الله فيبره، (وروى الطبراني)في مسند الشاميين :ان عمروبن الاسود قدم المدينة، فرآه عبد الله بن عمر يصلي، فقال: من سره أن ينظر إلى اشبه الناس برسول الله فلينظر الى هذا.
(12) عمدة القاري في شرح صحيح البخاري 14/198.
(13) سؤال في يزيد بن معاوية لابن تيمية مجلة المجمع العلمي بدمشق العدد 134/455.
(14) اقول: لعله المهلب بن الأخطل بن المهلب بن الرواد بن عبدة بن أيوب بن جابر الأزدي العتكي أبومحمد من أهل تست /أول من أظهر السنة بتست /ودعا إليها الناس على عبادة دائمة وورع شديد سمع أبا نعيم وعبد الرزاق بن همام وغيرهما، مات بتست في سنة تسع وخمسين ومائتين.
(15) قال العيني :(يرد على المهلب واي منقبة كانت ليزيد وحاله مشهور. الثقاة لابن حِبّان 3/208.).
(16) سنن أبي داوود 3/25، ايضا المعجم الكبير للطبراني 7/269.
(17) تاريخ الطبري4/315.
![]() |
![]() |