الباب الثالث : حركة الحسين (عليه السلام) في مواجهة الانقلاب الأموي
الفصل الثاني : نهضة الحسين (عليه السلام) للتغيير بعد موت معاوية

الحسين (عليه السلام) في مكة:

بيت بني هاشم زمن الحسين (عليه السلام) له موقع متميز في المجتمع الاسلامي بحكم كونه البيت الذي انجب النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو كباقي البيوت الشاخصة له قدرة على حماية الفرد المنتسب اليه، شأنه في ذلك شأن البيوتات المعروفة وكانوا آنذاك اكثر من اربعين رجلا وكان البارزون في هذا البيت زمن الحسين عدة، منهم:

عبد الله بن عباس:

وهوابرز شخصية علمية اسلامية بعد الحسين(عليه السلام), وقد كان من المقربين الى الخليفة عمر وعيَّنه في وقته مقرئا لكبار الصحابة امثال عبد الرحمن بن عوف وغيره. ثم برز على عهد علي (عليه السلام) حين كان واليه على البصرة طيلة عهده، ثم كانت له بعد وفاة علي (عليه السلام) مع معاوية صلات قوية ومحاورات ذكرتها كتب التاريخ.

عبد الله بن جعفر بن أبي طالب:

من الشخصيات الاجتماعية البارزة آنذاك المعروفة بالكرم وقضاء الحوائج وكانت له علاقات قوية جدا مع معاوية (1) ويزيد ورجالات بني أمية.

محمد بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) المعروف بابن الحنفية:

من الشخصيات العلمية الاسلامية البارزة، كان صاحب راية جيش أبيه في حرب الجمل.

العباس بن علي بن ابي طالب(عليه السلام):

امه ام البنين بنت حزام بن ربيعة، أخي الشاعر لبيد بن ربيعة والعباس يعرف مكانته من موقعه في جيش الحسين (عليه السلام)، حيث كان حامل اللواء ولا يحمل اللواء الا الاشجع عادة ومن قول الامام السجاد(عليه السلام): كان عمي العباس نافذ البصيرة.

مسلم بن عقيل بن أبي طالب(عليه السلام):

كان ابوه عقيل اسن من علي (عليه السلام) بعشرين سنة وكان شخصية جاهلية واسلامية بارزة، وكان أحد اربعة في قريش يوقف عند قولهم في النسب. وكانت قريش تهابه لذكره مثالبها. اما مسلم فقد ذكروا عنه انه أرجل ولد عقيل، ولجلالة قدره اعتمده الحسين (عليه السلام) سفيرا عنه الى الكوفة ولوعيه باهداف الحسين (عليه السلام) وتقواه رفض ان يغتال عبيد الله حين زار شريكا في بيت هاني لما أمكنته الفرصة منه.

وهولاء نظراء الرعيل الاول من بني هاشم ابي طالب والعباس وحمزة وعبيد الله بن الحارث بن المطلب بن هاشم يوم وقفوا مع الرسول يحمونه في حركته التبليغية في مكة.

ولما وصل الحسين (عليه السلام) الى مكة نزل دار العباس بن عبد المطلب واتخذها مقرا له يحفه بنوهاشم لايفارقه عدة منهم كالعباس وأخوته واولاد عبد الله بن جعفر وأولاد عقيل خوفا عليه وحماية له.

______________________________________

(1) روى البلاذري(ج2/312) قال :قدم معاوية المدينة، فأمر حاجبه أن يأذن للناس، فخرج فلم ير احدا فأعلمه، قال :فأين الناس؟ قيل :عند عبد الله بن جعفر في مأدبة له، فأتاه معاوية …الى آخر الخبر.

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري