![]() |
![]() |
الباب الثالث : حركة الحسين (عليه السلام) في مواجهة الانقلاب الأموي
الفصل الثاني : نهضة الحسين (عليه السلام) للتغيير بعد موت معاوية
وكما كان جد الحسين (عليه السلام) النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) يعرض نفسه على القبائل في موسم الحج فلم يستجب له غير أهل المدينة وفازوا بنصرته , وبعث النبي (صلى الله عليه وآله) معهم مصعبا، فأوجد جوا عاما في المدينة وجاء وجوههم وبايعوا النبي (صلى الله عليه وآله) على النصرة والقتال ودعوه إلى المدينة، ولما عرفت قريش بذلك صممت على قتل النبي (صلى الله عليه وآله) غيلة، وأوحى الله تعالى له بذلك ,فترك مكة ليلا وسار أياما وبعثت قريش خلفه اناسا ليقتلوه، ثم أدركه الطلب، فالتجأ إلى غار ثور وبعث الله تعالى الحمامة والعنكبوت لتنسج على باب الغار، وبذلك أنقذ الله تعالى نبيه من قتل محتم، ووصل النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أنصاره وقاتل بهم قريشا حتى نصره الله تعالى وبلّغ رسالته.
كذلك قيَّض الله تعالى للحسين (عليه السلام) بقايا وجوه شيعة ابيه من أهل الكوفة , هؤلاء الذين كانوا عماد حركته التبليغية السرية زمن معاوية، وتحملوا القتل والسجن والتشريد من أجلها، دعوه الى بلدهم، وبعث معهم ابن عمه مسلم بن عقيل يتحرك باسمه بين الناس سرا
______________________________________
(1) قال ابن سعد(في الناقص من الطبقات 1/458) :فقدم مسلم بن عقيل الكوفة مستخفيا، واتته الشيعة. واكد ذلك القاضي النعمان المغربي في كتابه (شرح الاخبار ج3/143): قال :وكان مسلم بن عقيل رحمه الله قد بايع له جماعة من اهل الكوفة في استتارهم.
(2) من بقايا اصحاب علي (عليه السلام) ومن شيوخ القراء في الكوفة له كتاب القضايا والاحكام يرويه عن علي وعن الحسن (عليهما السلام)، وكتابه من الاصول المعتبرة، سار من الكوفة الى مكة وجاء مع الحسين(عليه السلام) الى كربلاء.
(3) كان من أصحاب علي (عليه السلام)، أقبل مع الحسين (عليه السلام) من مكة الى كربلاء.
(4) قال ابن حجر في الاصابة :أنس بن الحارث بن نبيه، قال بن منده :عداده في أهل الكوفة، وقال البخاري: أنس بن الحارث قتل مع الحسين بن علي (عليه السلام)، سمع النبي (صلى الله عليه وآله)، قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحراني عن عطاء بن مسلم، حدثنا أشعث بن سحيم عن أبيه سمعت أنس بن الحارث، ورواه البغوي وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه، ومتنه: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول :إن ابني هذا (يعني الحسين(عليه السلام))يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد ذلك منكم فلينصره، قال: فخرج أنس بن الحارث إلى كربلاء فقتل بها مع الحسين (عليه السلام)، قال البخاري: يتكلمون في سعيد يعني راويه، وقال البغوي: لا أعلم رواه غيره، وقال بن السكن: ليس يروى إلا من هذا الوجه ولا يعرف لأنس غيره، قال ابن حجر: وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه، ووقع في التجريد للذهبي :لا صحبة له وحديثه مرسل، وقال المزي: له صحبة فوهم، انتهى، ولا يخفى وجه الرد عليه مما اسلفناه وكيف يكون حديثه مرسلا، وقد قال :سمعت، وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدغولي وابن زبر والباوردي وابن منده وأبونعيم وغيرهم. قال البدري: تكلموا في سعيد بسبب رواياته الاخرى، قال ابن حجر في لسان الميزان: سعيد بن عبد الملك بن واقد الحراني عن أبي المليح الرقي، قال أبوحاتم: يتكلمون فيه، روى أحاديث كذب، أخبرنا بن علان كتابة أخبرنا ابواليمان الكندي انا أبومنصور القزاز انا الخطيب انا أبوالعلاء الواسطي انا الدارقطني وعمر بن شاهين قالا حدثنا محمد بن مخلد ثنا الحسن بن موسى بن ناصح الرسغني ثنا سعيد بن عبد الملك الحراني ثنا الوليد بن مسلم عن أبي إسحاق الفزاري عن بن جريج عن عطاء عن بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: خرج رسول الله(عليه السلام) وبلال، فقال: ناد في الناس ان الخليفة أبوبكر وان الخليفة من بعده عمر ثم عثمان، ثم قال: يا بلال امض أبى الله الا ذاك فهذا موضوع والرسغني محله إن شاء الله الصدق، انتهى، قال المؤلف: من المحتمل ان الوضع في هذه الرواية وأمثالها من إبراهيم بن محمد أبي إسحاق الفزاري كوفي، قالوا في ترجمته ثقة وكان رجلا صالحا قائما بالسنة، وقال في موضع آخر: إبراهيم بن محمد أبوإسحاق الفزاري كوفى، نزل الثغر بالمصيصة وكان ثقة، رجلا صالحا صاحب سنة وهو الذي أدب أهل الثغر وعلمهم السنة وكان يأمرهم وينهاهم وإذا دخل الثغر رجل مبتدع أخرجه، وكان كثير الحديث، أمر سلطانا يوما ونهاه، فضربه مائة سوط، فغضب له الأوزاعي فتكلم في أمره.
(5) خرج من الكوفة الى الحسين (عليه السلام) فصادفه في الطريق قبل ان يلاقيه الحر.
(6) خرج بعد قتل مسلم هو ومولاه سعد بن مجمع بن عبد الله وابنه عائذ ودليلهم الطرماح، قال ابن الاثير: لما رآهم الحر حجزهم، فقال له الحسين(عليه السلام): هؤلاء أصحابي ولأمنعنهم مما أمنع منه نفسي، فكف عنهم الحر.
(7) قال ابن حجر في لسان الميزان: حبيب بن مظاهر الأسدي، روى عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، ذكره الطوسي في رجال الشيعة، وقال أبوعمرو الكشي :كان من أصحاب علي ثم كان من أصحاب الحسن والحسين وذكر له قصة مع ميثم التمار، ويقال :أن حبيب بن مظاهر قتل مع الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم.
(8) كان من اصحاب علي (عليه السلام) الذين شهدوا معه مشاهده كلها، وبعده صحب الحسن، ثم بقي في الكوفة الى ان هلك معاوية، ثم بعد اجتمع مع من اجتمع من وجوه الشيعة في دار سليمان بن صرد خرج مع نافع بن هلال بعد قتل مسلم والتحق بالحسين (عليه السلام).
(9) ويذكر الطبري (5/354) عن ابي مخنف انه قال: قد بلغ ابن زياد إقبال الحسين، فكتب إلى عامله بالبصرة أن يضع المناظر، وقال: خرج يزيد بن نبيط وهومن عبد القيس إلى الحسين (عليه السلام) وكان له بنون عشرة، فقال: أيكم يخرج معي؟فانتدب معه ابنان له عبد الله وعبيد الله، فتقدى في الطريق حتى انتهى إلى الحسين (عليه السلام) فدخل في رحله بالأبطح وبلغ الحسين (عليه السلام) مجيئه، فجعل يطلبه وجاء الرجل إلى رحل الحسين (عليه السلام) فقيل له: قد خرج إلى منزلك فأقبل في أثره، ولما لم يجده الحسين (عليه السلام) جلس في رحله ينتظره، وجاء البصري فوجده في رحله جالسا فقال: بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا، قال: فسلم عليه وجلس إليه فخبره بالذي جاء له فدعا له بخير، ثم أقبل معه حتى أتي،فقاتل معه فقتل معه هووابناه. (تقدى في الطريق أي لزم سنن الطريق جادته).
![]() |
![]() |