![]() |
![]() |
الباب الرابع : آثار نهضة الحسين (عليه السلام) وشهادته
الفصل الثاني : تتابع الثورات وانهيارالحكم الأموي
توجد في التراث الشيعي في حق المختار روايات تمدح واخرى تقدح.
فمن الروايات التي تمدح ما رواه الكشي عن حمدويه، قال: حدثني يعقوب، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن المثنى، عن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا تسبوا المختار، فإنه قتل قتلتنا، وطلب بثأرنا، وزوج أراملنا، وقسم فينا المال على العسرة.
وايضا ما رواه عن محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد، عن محمد ابن الحسين، عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن شريك، قال: دخلنا على أبي جعفر (عليه السلام) يوم النحر، وهومتكئ، وقد أرسل إلى الحلاق، فقعدت بين يديه، إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة، فتناول يده ليقبلها فمنعه، ثم قال: من أنت؟ قال: أنا أبومحمد الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي وكان متباعدا من أبي جعفر (عليه السلام) - فمد يده إليه حتى كاد يقعده في حجره بعد منعه يده، ثم قال: أصلحك الله !إن الناس قد أكثروا في أبي وقالوا والقول والله قولك، قال: وأي شئ يقولون؟ قال: يقولون كذاب، ولا تأمرني بشئ إلا قبلته. فقال: سبحان الله.. . أولم يبن دورنا، وقتل قاتلينا، وطلب بدمائنا؟.... رحم الله أباك رحم الله أباك، ما ترك لنا حقا عند أحد إلا طلبه، قتل قتلتنا، وطلب بدمائنا".
ومن الروايات التي تقدح وتطعن ما رواه الكشي ايضا: عن محمد بن الحسن، وعثمان بن حامد، قالا: حدثنا محمد بن يزداد الرازي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله المزخرف، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان المختار يكذب على علي بن الحسين(عليه السلام).
وعن جبرئيل بن أحمد، حدثني العبيدي، قال: حدثني محمد بن عمرو، عن يونس ابن يعقوب، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين (عليه السلام) وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا على باب علي بن الحسين دخل الاذن يستأذن لهم، فخرج إليهم رسوله فقال: أميطوا عن بابي فإني لا أقبل هدايا الكذابين...
قال السيد الخوئي(رحمه الله): وأما الروايات الذامة فهي ضعيفة الاسناد جدا، ولوصحت فهي لا تزيد على الروايات الذامة الواردة في حق زرارة ومحمد بن مسلم وبريد وأضرابهم... ويكفي في حسن حال المختار، إدخاله السرور في قلوب أهل البيت سلام الله عليهم بقتله قتلة الحسين (عليه السلام)، وهذه خدمة عظيمة لاهل البيت (عليهم السلام) يستحق بها الجزاء من قبلهم، ثم ان خروج المختار وطلبه بثار الحسين (عليه السلام) كان قد أخبره ميثم التمار
أقول: اما في كتب الرجال السنية فان المختار مذموم جدا ولا توجد رواية واحدة تثني عليه.
قال ابن الاثير
قال ابن حجر في الاصابة: روى موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة عن مغيرة عن ثابت بن هرمز، قال: حمل المختار مالا من المدائن من عند عمه إلى علي، فأخرج كيسا فيه خمسة عشر درهما، فقال :هذا من أجور المومسات، فقال له علي :ويلك مالي وللمومسات؟! ثم قام وعليه مقطعة حمراء فلما سلم، قال علي: ما له قاتله الله؟لوشق عن قلبه الآن لوجد ملآن من حب اللات والعزى.
ومما ورد في ذلك ما أخرجه أحمد في مسند عمروبن الحمق من طريق السدي عن رفاعة القتباني قال دخلت على المختار، فألقى إليَّ وسادة، وقال لولا أن أخي جبرائيل قام عن هذه، وأشار إلى أخرى عنده، لالقيتها لك
وقال ابن حبان في ترجمة صفية بنت أبي عبيد في كتابه الثقات: هي أخت المختار المتنبي
قال ابن حجر: وأقوى
وذكر ابن سعد عن الواقدي بأسانيده، أن أبا عبيد والد المختار قدم من الطائف، في زمن عمر حين ندب الناس إلى العرق، فخرج أبوعبيدة فاستشهد يوم الجسر، وبقي ولده بالمدينة، وتزوج عبد الله بن عمر، صفية بنت أبي عبيد، واقام المختار بالمدينة منقطعا إلى بني هاشم، ثم كان مع علي بالعراق، وسكن البصرة بعد علي، وله قصة مع الحسن بن علي لما ولي الخلافة
اقول: يريد بقصته مع الحسن (عليه السلام) ما رواه الطبري قال :حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال: حدثنا عثمان بن عبد الحميد أوابن عبد الرحمن المجازي الخزاعي أبوعبد الرحمن، قال: حدثنا إسماعيل بن راشد، قال: بايع الناس الحسن بن علي (عليه السلام) بالخلافة، ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن، وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا، وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن
وروى ابن عساكر: بسنده عن يعقوب بن سفيان (صاحب كتاب المعرفة والتاريخ) حدثني أبوعثمان (يحيى بن سعيد الاموي ت سنة 194هجرية) اخبرنا أبي (سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص الاموي اخبرنا مجالد (ت سنة144هجرية) عن عامر الشعبي قال :كنت اجالس الأحنف بن قيس، فأفاخر اهل البصرة بأهل الكوفة، فبلغ منه كلامي ذات يوم وانا لاأدري، فقال :يا جارية هاتي ذلك الكتاب، فجاءت به فقال :اقرأ، (وما يدري احد من القوم ما فيه)، قال: فقرأته فإذا فيه، بسم الله الرحمن الرحيم من المختار بن أبي عبيد الى الأحنف بن قيس ومن قبله من ربيعة ومضر:... ولقد بلغني انكم تكذبوني وتؤذون رسلي وقد كذبت الانبياء واوذوا من قبلي، فلست بخير من كثير منهم والسلام. فلما قرأته قال اخبرني عن هذا من اهل البصرة أومن اهل الكوفة؟قلت :يغفر الله لك ابا بحر انما كنا نمزح ونضحك، قال :لتخبرني من هو، قلت: يغفر الله لك يا ابا بحر، قال :لتخبرني، قلت: من اهل الكوفة، قال :فكيف تفاخر اهل البصرة وهذا منكم
وقال الذهبي: المختار بن أبي عبيد الثقفي الكذاب، كان من كبراء ثقيف، وذوي الرأي، والفصاحة، والشجاعة، والدهاء، وقلة الدين، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يكون في ثقيف كذاب ومبير "
وقال: المختار بن أبى عبيد الثققى الكذاب، لا ينبغى أن يروى عنه شئ، لانه ضال مضل. كان يزعم أن جبرائيل (عليه السلام) ينزل عليه. وهوشر من الحجاج أومثله
قال أحمد بن حنبل: حدثنا ابن نمير، حدثنا عيسى بن عمر، حدثنا السدي، عن رفاعة الفِتْياني قال: دخلت على المختار، فألقى لي وسادة، وقال: لولا أن جبريل قام عن هذه، لالقيتها لك، فأردت أن أضرب عنقه، فذكرت حديثا حدثنيه عمروبن الحمق، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما مؤمن أمن مؤمنا على دمه فقتله، فأنا من القاتل برئ "
ان الروايات الانفة الذكر وامثاله التي تطعن بالمختار كلها مطعون بسندها، ومضامينها افتراء مبين.
ان سبب هذا التشويه على المختار هوانه رحمه الله وفق لاكمال شوطين مقطعيين مهمين في خطة الحسين (عليه السلام)، الخطة التي كانت ترمي الى احياء مدرسة علي (عليه السلام) الفكرية والسياسية في الامة.
الشوط الاول: اقامة الحكم العادل نظير حكم النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) في الكوفة لينفتح الجيل الجديد فيها الذي حرم في عهد معاوية من معرفة السنة النبوية الصحيحة وحقائق التاريخ الاسلامي،
الشوط الثاني: محاربة الطغمة الاموية في الشام راس الضلالة والاطاحة بها.
ومن الطبيعي ان الحسين (عليه السلام) كان قد اطلع خواص اصحابه ومنهم المختار وسليمان بن صرد على مفاصل خطته واشواطها العملية، كما اطلعهم على مصير الشهادة المحتوم له ولأهل بيته واصحابه الذي يكونون معه، كما اطلع المختار وبقية الخواص على دوره في انفاذ الشوطين الباقيين وان الخطة لا تتعطل بشهادته (عليه السلام)، وقد مر علينا آنفا قول ميثم التمار للمختار، لما كانا في حبس عبيدالله بن زياد، بأنه يفلت ويخرج ثائرا بدم الحسين(عليه السلام)
وقد نهض المختار بالشوط الثاني وقدِّر له ان يقتل قتلة الحسين (عليه السلام) ويقتص منهم فعلا بفعل، وحركة بحركة، ويحقق انتصارا عظيما لمدرسة علي (عليه السلام) في الكوفة ومدنها، والجزيرة وفي شمال العراق وقراها مدة ستة عشر شهرا انبعثت فيها احاديث النبي الصحيحة في اهل بيته وانتشر ت الحقائق الصحيحة عن السيرة وتاريخ الخلفاء وسيرة علي(عليه السلام).
وكان هذا النصر على حساب حركة عبد الله بن الزبير واطروحته الفكرية والسياسية وموقفها من علي ومدرسته في عنىً عن البيان، وقد مرت الاشارة الى طرف منها، لقد اقتطع المختار الكوفة وما يتبعها من القرى والمدن من مملكة ابن الزبير، مضافا الى انه نصر ابن الحنفية وابن عباس لما حصرهما ابن الزبير في الحرم، ليضرم عليهما الحطب.
وكان ايضا على حساب عبد الملك بن مروان في الشام واطروحته الفكرية والسياسية وهي اطروحة معاوية، وكان المختار قد بعث جيشا لقتال اهل الشام الذين بعثهم عبدالملك بقيادة عبيد الله بن زياد، فهزم الجيش وقتل ابن زياد.
وقد قُدِّر لابن الزبير ان يقضي على المختار وحركته، ويقتل سبعة الاف صبرا من الشيعة كما سيأتي، وصارت الكوفة كلها لابن الزبير من النصف من رمضان سنة 67هجرية الى جمادى الاولى سنة 72، وتحرك الاعلام الزبيري لمدة خمس سنوات في العراق والحجاز يشوه من حركة المختار وشخصيته.
ثم واصل الاعلام الاموي منذ قتل مصعب حتى نهاية بني امية تلك المسيرة الاعلامية بشكل اشد.
ثم انضاف الى ذلك الاعلام العباسي في عهد المنصور، وبخاصة بعد تحرك محمد وابراهيم ابني عبد الله بن الحسن المثنى رحمهم الله. قال المنصور يخاطب اهل الكوفة بعد قتل ابراهيم بن عبد الله بن الحسن سنة 145 هجرية: (يا اهل الكوفة عليكم لعنة الله وعلى بلد انتم فيه... سبئية
ومن ثم تكرست الصورة السيئة على المختار في كتب الرواية التاريخية التي ظهرت في العهد العباسي وتبنت في قليل اوكثير سياسة الاعلام انذاك، ثم اخذ بتلك الروايات الكثير ممن جاء بعدهم الى اليوم من دون نقد وتمحيص.
(وفيما يلي طرف من اخبار حركة المختار تنخلناها من مجموع روايات الطبري بعد ان استبعدنا ما تحتويه من التهم والافتراءات مما لا نطمئن الى صحته):
قال الطبري: ثم دخلت سنة ست وستين: ذكر الخبر عن الكائن الذي كان فيها من الامور الجليلة، فمما كان فيها من ذلك وثوب المختار بن ابي عبيد بالكوفة طالبا بدم الحسين بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) واخراجه منها عامل ابن الزبير عبد الله بن مطيع العدوي.
ذكر هشام بن محمد عن أبي مخنف أن فضيل بن خديج حدثه عن عبيدة بن عمرووإسماعيل بن كثير من بني هند أن أصحاب سليمان بن صرد لما قدموا (رفاعة بن شداد، والمثنى بن مخربة العبدي، وسعد بن حذيفة بن اليمان، ويزيد بن أنس، وأحمر بن شميط الأحمسي، وعبد الله بن شداد البجلي، وعبد الله بن كامل)، لما قدموا الكوفة من عين الوردة، كتب المختار اليهم وهومحبوس اما بعد: فمرحبا بالعصبة الذين حكم الله لهم بالاجر حين رحلوا، ورضي انصرافهم حين اقبلوا، ان سليمان بن صرد رحمه الله قضى ما عليه وتوفاه الله اليه، فجعل روحه مع ارواح الانبياء والصديقين والشهداء والصالحين... أعدوا واستعدوا، فاني ادعوكم الى كتاب الله وسنة نبيه، والطلب بدماء اهل البيت، والدفع عن الضعفة وجهاد المحلين).، فأجابوه الى ما دعاهم اليه، وقالوا :ان شئت اخرجناك من محبسك، فقال :انا اخرج من محبسي في ايامي هذه، وكانت صفية بنت عبيد اخته امراة عبد الله بن عمر، فكتب الى عبد الله بن عمر يعلمه ان عبد الله بن يزيد وابن محمد بن طلحة حبساه لغير جناية، فكتب اليهما يسألهما إخراجه فأخرجاه.
قال الطبري: ولما نزل المختار داره عند خروجه من السجن اختلف إليه الشيعة واجتمعت عليه واتفق رأيها على الرضا به، وكان الذي يبايع له الناس وهوفي السجن خمسة نفر: السائب بن مالك الأشعري ويزيد بن أنس وأحمر بن شميط ورفاعة بن شداد الفتياني وعبد الله بن شداد الجشمي.
قال: فلم تزل أصحابه يكثرون وأمره يقوى ويشتد حتى عزل ابن الزبير عبد الله بن يزيد وإبراهيم بن محمد بن طلحة، وبعث عبد الله بن مطيع على عملهما إلى الكوفة.
قال: وقدم عبد الله بن مطيع الكوفة في رمضان سنة خمس وستين يوم الخميس لخمس بقين من شهر رمضان، وأقام على الصلاة والخراج، وبعث على شرطته إياس بن مضارب العجلي.
وجاء إياس بن ضارب إلى ابن مطيع فقال له: لست آمن المختار، فابعث إليه فليأتك، فإذا جاءك فاحبسه في سجنك حتى يستقيم أمر الناس، فإن عيوني قد أتتني فخبرتني أن أمره قد استجمع له وكأنه قد وثب بالمصر.
قال: فبعث إليه ابن مطيع زائدة بن قدامة وحسين بن عبد الله البرسمي من همدان فدخلا عليه فقالا: أجب الأمير، فتعلل لهما بوعكة أصابته، فأقبلا إلى ابن مطيع فأخبراه بعلته وشكواه، فصدقهما ولَها عنه.
قال الطبري: وفي هذه السنة /سنة 66/وثب المختار بمن كان بالكوفة من قتلة الحسين (عليه السلام) والمشايعين على قتله، فقتل من قدر عليه منهم، وهرب من الكوفة بعضهم فلم يقدر عليه.
اجتمع رأي المختار واصحابه على أن يخرجوا ليلة الخميس لأربع عشرة من ربيع الأول سنة ست وستين.
نُمِّي الخبر الى إياس بن مضارب العجلي، وهوصاحب شرطة عبد الله بن مطيع، فدخل عليه، وقال له :ان المختار خارج عليك لا محالة، فارسل ابن مطيع الى قواده وجمعهم وطلب منهم ان يكفي كل رجل منهم ناحيته.
بعث زحر بن قيس إلى جبَّانة كندة.
وبعث شمر بن ذي الجوشن إلى جبَّانة سالم.
وبعث يزيد بن الحارث بن رويم أبا حوشب إلى جبَّانة مراد.
وبعث شبث بن ربعي إلى السَّبخة. وبعث غيرهم الى اماكن اخرى.
وامر المختار بان ينادى بشعار: يا لثارات الحسين.
وخرج إبراهيم بن الأشتر بكتيبة وهويقول:
اللهم إنك تعلم أنا غضبنا لأهل بيت نبيك، وثرنا لهم فانصرنا على من قتلهم وتمم لنا دعوتنا. وأقبل إبراهيم في أصحابه حتى مر بمسجد الأشعث، ثم مضى حتى أتى دار المختار، فوجد الأصوات عالية والقوم يقتتلون، وقد جاء شبث بن ربعي من قبل السبخة، فعبى له المختار يزيد بن أنس.
وجاء حجَّار بن أبجر العجلي فجعل المختار في وجهه أحمر بن شميط فالناس يقتتلون.
وجاء إبراهيم من قبل القصر، فبلغ حَجَّارا وأصحابه أن إبراهيم قد جاءهم من ورائهم، فتفرقوا قبل أن يأتيهم إبراهيم وذهبوا في الأزقة والسكك.
وجاء قيس بن طهفة في قريب من مائة رجل من بني نهد من أصحاب المختار، فحمل على شبث بن ربعي وهويقاتل يزيد بن أنس، فخلى لهم الطريق حتى اجتمعوا جميعا.
ثم إن شبث بن ربعي ترك لهم السكة وأقبل حتى لقي ابن مطيع فقال: ابعث إلى أمراء الجبابين، فمرهم فليأتوك، فاجمع إليك جميع الناس، ثم انهد إلى هؤلاء القوم فقاتلهم، وابعث إليهم من تثق به فليكفك قتالهم، فإن أمر القوم قد قوي وقد خرج المختار وظهر واجتمع له أمره.
خرج المختار في جماعة من أصحابه حتى نزل في ظهر دير هند مما يلي بستان زائدة في السبخة، ثم لحق به بقية اصحابه، فاستجمعوا له قبل انفجار الفجر، فأصبح قد فرغ من تعبيته.
بعث ابن مطيع إلى أهل الجبابين، فأمرهم أن ينضموا إلى المسجد، وقال لراشد بن إياس بن مضارب: ناد في الناس فليأتوا المسجد، فنادى المنادي: ألا برئت الذمة من رجل لم يحضر المسجد الليلة، فتوافى الناس في المسجد، فلما اجتمعوا:
بعث ابن مطيع شبث بن ربعي في نحومن ثلاثة آلاف.
وبعث راشد بن إياس في أربعة آلاف من الشرط.
وحجار بن ابجر العجلي في ثلاثة الاف والشمر بن ذي الجوشن في ثلاثة الاف...
وجاء شبث حتى أحاط بالمختار واصحابه، وبعث ابن مطيع يزيد بن الحارث بن رؤيم في ألفين من قبل سكة لحام جرير، فوقفوا في أفواه تلك السكك، وولى المختار يزيد بن أنس خيله وخرج هو في الرجّالة وهو يقول:
يا معشر الشيعة! قد كنتم تُقتلون، وتقطع أيديكم وأرجلكم، وتسمل أعينكم، وترفعون على جذوع النخل في حب أهل بيت نبيكم، وأنتم مقيمون في بيوتكم وطاعة عدوكم، فما ظنكم بهؤلاء القوم إن ظهروا عليكم اليوم؟ إذا والله لا يدعون منكم عينا تطرف، ويقتلونكم صبرا، ولترون منهم في أولادكم وأزواجكم وأموالكم ما الموت خير منه، والله لا ينجيكم منهم إلا الصدق والصبر والطعن الصائب في أعينهم والضرب الدراك على هامهم، فتيسروا للشدة وتهيئوا للحملة.
واقتتل الناس فاشتد قتالهم، وقتل راشد بن اياس، وانهزم أصحابه، وأقبل إبراهيم بن الأشتر وخزيمة بن نصر ومن كان معهم بعد قتل راشد نحو المختار، وبعث النعمان بن أبي الجعد يبشر المختار بالفتح عليه وبقتل راشد.
قال الحارث بن كعب: أن إبراهيم لما أقبل نحونا رأينا شبثا وأصحابه ينكصون وراءهم رويدا
قال عمرو بن الحجاج الزبيدي لابن مطيع: أيها الرجل لا يسقط في خلدك ولا تلق بيدك، اخرج إلى الناس فاندبهم إلى عدوك فاغزهم، فإن الناس كثير عددهم وكلهم معك إلا هذه الطاغية التي خرجت على الناس، والله مخزيها ومهلكها، وأنا أول منتدب، فاندب معي طائفة ومع غيري طائفة.
فخرج ابن مطيع، فقام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن من أعجب العجب عجزكم عن عصبة منكم قليل عددها، خبيث دينها، ضالة مضلة.
قال حصيرة بن عبد الله قال: إني لأنظر إلى ابن الأشتر حين أقبل في أصحابه حتى إذا دنا منهم قال لهم: لا يهولنكم أن يقال: جاءكم شبث بن ربعي وآل عتيبة بن النهاس وآل الأشعث وآل فلان وآل يزيد بن الحارث...، قال: فسمي بيوتات من بيوتات أهل الكوفة ثم قال: إن هؤلاء لو قد وجدوا لهم حَرَّ السيوف قد انصفقوا عن ابن مطيع انصفاق المعزى عن الذئب.
وانتهت المعارك بهرب شبث بن ربعي ومحمد بن الاشعث ونظرائهم الى البصرة، وقتل المختار ثلة من قتلة الحسين، شمر وعمر بن سعد وخولي وغيرهم. وأخرج ابن مطيع إلى الحجاز.
قال الطبري وابن اعثم: ثم نادى المختار في الناس:(الصلاة جامعة)، فاجتمعت الناس الى المسجد الاعظم، وخطب فيهم وبايعوه على كتاب الله وسنة نبيه والطلب بدماء أهل البيت وجهاد المحلين والدفع عن الضعفاء.
قال أبومخنف: حدثني حصيرة بن عبد الله الأزدي وفضيل بن خديج الكندي والنضر بن صالح العبسي قالوا:
أول رجل عقد له المختار راية عبد الله بن الحارث أخو الأشتر، عقد له على أرمينية.
وبعث محمد بن عمير بن عطارد على آذربيجان،
وبعث عبد الرحمن بن سعيد بن قيس على الموصل،
وبعث إسحاق بن مسعود على المدائن وأرض جوخى،
وبعث قدامة بن أبي عسى بن ربيعة النصري وهوحليف لثقيف على بِهقُباذ الأعلى،
وبعث محمد بن كعب بن قرظة على بهقباذ الأوسط،
وبعث حبيب بن منقذ الثوري على بهقباذ الأسفل وبعث سعد بن حذيفة بن اليمان على حُلوان.
قال ابن ابي الحديد: لما قام المختار بن ابى عبيد قال لشريح :ما قال لك امير المؤمنين(عليه السلام) يوم كذا؟قال :انه قال لي: كذا، قال فلا والله لا تقعد حتى تخرج الى بانقيا تقضي بين اليهود فسيره اليها فقضى بين اليهود شهرين
قال الطبري: وفي هذه السنة قدمت الخشبية مكة، ووافوا الحج وأميرهم أبوعبد الله الجدلي
وكان السبب في ذلك فيما ذكر هشام عن أبي مخنف وعلي بن محمد عن مسلمة ابن محارب أن عبد الله بن الزبير حبس محمد بن الحنفية ومن معه من أهل بيته وسبعة عشر رجلا من وجوه أهل الكوفة بزمزم، وكرهوا البيعة لمن لم تجتمع عليه الأمة وهربوا إلى الحرم، وتوعدهم بالقتل والإحراق وأعطى الله عهدا إن لم يبايعوا أن ينفذ فيهم ما توعدهم به وضرب لهم في ذلك أجلا، فأشار بعض من كان مع ابن الحنفية عليه أن يبعث إلى المختار وإلى من بالكوفة رسولا يعلمهم حالهم وحال من معهم وما توعدهم به ابن الزبير. فوجه ثلاثة نفر من أهل الكوفة إلى المختار وأهل الكوفة يعلمهم حاله وحال من معه وما توعدهم به ابن الزبير من القتل والتحريق بالنار، فقدموا على المختار.
فوجّه المختار أبا عبد الله الجدلي في سبعين راكبا من أهل القوة.
ووجه ظبيان ابن عمارة أخا بني تميم ومعه أربعمائة.
وأبا المعتمر في مائة وهانىء بن قيس في مائة.
وعمير بن طارق في أربعين ويونس بن عمران في أربعين.
وكتب إلى محمد بن علي مع الطفيل بن عامر ومحمد بن قيس بتوجيه الجنود إليه.
فخرج الناس بعضهم في أثر بعض، وجاء أبوعبد الله حتى نزل ذات عرق في سبعين راكبا، ثم لحقه عمير بن طارق في أربعين راكبا، ويونس ابن عمران في أربعين راكبا، فتموا خمسين ومائة، فسار بهم حتى دخلوا المسجد الحرام وهم ينادون: يا لثارات الحسين !حتى انتهوا إلى زمزم، وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرقهم، وكان قد بقي من الأجل يومان.
فطردوا الحرس وكسروا أعواد زمزم، ودخلوا على ابن الحنفية فقالوا له: خل بيننا وبين عدو الله ابن الزبير ّفقال لهم: إني لا أستحل القتال في حرم الله.
فقال ابن الزبير: أتحسبون أني مخل سبيلهم دون أن يبايع ويبايعوا؟فقال أبوعبد الله الجدلي: إي ورب الركن والمقام ورب الحل والحرام لتخلين سبيله أولنجالدنك بأسيافنا جلادا يرتاب منه المبطلون.
فقال ابن الزبير: والله ما هؤلاء إلا أكلة رأس، والله لوأذنت لأصحابي ما مضت ساعة حتى تقطف رؤوسهم، فقال له قيس بن مالك: أما والله إني لأرجوأن رمت ذلك أن يوصل إليك قبل أن ترى فينا ما تحب.
فكف ابن الحنفية أصحابه وحذرهم الفتنة، ثم قدم أبوالمعتمر في مائة، وهانىء بن قيس في مائة، وظبيان بن عمارة في مائتين ومعه مال حتى دخلوا المسجد فكبروا: يا لثارات الحسين !فلما رآهم ابن الزبير خافهم، فخرج محمد بن الحنفية ومن معه إلى شعب على وهم يسبون ابن الزبير ويستأذنون ابن الحنفية فيه، فيأبى عليهم، فاجتمع مع محمد بن علي في الشعب أربعة آلاف رجل، فقسم بينهم ذلك المال.
روى الطبري عن هشام بن محمد عن عوانة بن الحكم: أن مروان بن الحكم لما استوسقت له الشام بالطاعة، بعث جيشين أحدهما إلى الحجاز عليه حبيش بن دلجة القيني، وقد ذكرنا أمره وخبر مهلكه قبل، والآخر منهما إلى العراق عليهم عبيد الله بن زياد، وقد ذكرنا ما كان من أمره وأمر التوابين من الشيعة بعين الوردة. وكان مروان جعل لعبيد الله بن زياد إذ وجهه إلى العراق ما غلب عليه. وأمره أن ينهب الكوفة إذا هوظفر بأهلها ثلاثا.
قال الطبري: ثم دخلت سنة سبع وستين: ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث فمما كان فيها من ذلك مقتل عبيد الله بن زياد ومن كان معه من أهل الشام.
ذكر هشام بن محمد عن أبي مخنف قال: حدثني أبوالصلت عن أبي سعيد الصيقل قال: مضينا مع إبراهيم بن الأشتر ونحن نريد عبيد الله بن زياد ومن معه من أهل الشام، فخرجنا مسرعين لا ننثني، نريد أن نلقاه قبل أن يدخل أرض العراق.
قال المسعودي: ثم التقى الجيشان بالخازر، فكانت بينهم وقعة عظيمة قتل فيها عبيد الله بن زياد، والحصين بن نمير السكوني، وشرحبيل بن ذي الكلاع، وابن حوشب ذي الظليم، وعبد الله بن اياس السلمي، وابواشرس، وغالب الباهلي، واشراف اهل الشام.
قال الطبري: قال ابن الأشتر لاصحابه: قتلت رجلا وجدت منه رائحة المسك، شرقت يداه وغربت رجلاه، تحت راية منفردة على شاطىء نهر خازر، فالتمسوه فإذا هوعبيد الله بن زياد.
ثار المختار في 14 ربيع الاول سنة 66 وقتل رحمه الله في 14رمضان سنة 67، وقال ابن خياط :سنة 68 هـ، فكانت مدة ولايته ثمانية عشر شهرا
1. فقد اقامت تجربة حكم عادلة في الكوفة، استعادت فيها مدرسة علي في الكوفة والبلاد التابعة لها شمالا وشرقا انفاسها بعد اختناق كاد يقضي عليها دام خمس عشرة سنة تقريبا، ونشطت البقية الباقية من اصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) الذي اتبعوا عليا، والبقية الباقية ممن تربى على يد علي ونهل من علمه ليثقفوا الجيل الجديد باحاديث النبي (صلى الله عليه وآله) في اهل بيته(عليهم السلام) وبسيرة النبي(صلى الله عليه وآله) الصحيحة وسيرة علي(عليه السلام). وبسبب هذه الفترة القصيرة امتد البناء الثقافي العلوي للكوفة وعبر اخطر عملية تذويب واحتواء قام بها ابن الزبير والحجاج من بعده في العراق وبقيت الكوفة تحتل الثقل الاكبر في رواية احاديث النبي في فضل اهل البيت(عليهم السلام) ورواية تراث علي (عليه السلام) وخطبه.
2. الاقتصاص من قتلة الحسين (عليه السلام) عمر بن سعد وشمر وخولي وعبيد الله بن زياد ونظرائهم ولم يفلت منهم القليل.
3. حرب رأس ضلالة بني امية في الشام، وقتل عبيد الله بن زياد وهزيمة الجيش الشامي.
4. نصرة ابن الحنفية وابن عباس في الحجاز، وانقاذهم من القتل الذي كان ينتظرهم. وذلك لان ابن الزبير كانت اطروحته الفكرية هي احياء سيرة الشيخين في الحج وغيره، وكان ابن عباس وابن الحنفية يفتيان بمتعة الحج احياء لمدرسة علي وسنة النبي (صلى الله عليه وآله)، ولم يجد ابن الزبير طريقا لتطويق ابن عباس وابن الحنفية الا ان يفرض عليهما بيعته ليتقيدا بسياسته، ولم يعطياه ذلك، فحصرهم عند زمزم، وامهلهم لمدة معينة. ثم فك الحصار عنهما كما مر علينا.
وفيما يلي بعض شواهد احياء مدرسة علي(عليه السلام):
قال المسعودي :حدثنا ابن عمار عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال :حدثني ابن عائشة والعتبي جميعا عن ابويهما (والفاظهما متقاربة) قالا :خطب ابن الزبير فقال: ما بال اقوام يفتون في المتعة وينتقصون حواري الرسول وام المؤمنين عائشة؟ ما بالهم اعمى الله قلوبهم كما اعمى ابصارهم يعرض بابن عباس؟فقال ابن عباس :يا غلام اصمدني صِمْدَه فقال يا ابن الزبير
قد انصف القارة من راماها *** انا اذا ما فئة نلقاها
نرد اولاها على اخراها
اما قولك في المتعة، فسل امك تخبرك، فان متعة سطع مجمرها لمجمر سطع بين امك وابيك، (يريد متعة الحج).
واما قولك :(ام المؤمنين) فبنا سميت ام المؤمنين وبنا ضرب الله عليها الحجاب.
واما قولك: (حواري رسول الله) فقد لقيت اباك في الزحف مع امام هدى، فان يكن على ما اقول فقد كفر بقتالنا، وان يكن على ما تقول فقد كفر بهربه عنا، فانقطع ابن الزبير ودخل على امه اسماء فاخبرها، فقالت صدق
تربى زيد بن ارقم الانصاري الخزرجي في حجر عبد الله بن رواحة، وتوفي النبي وهوابن العشرينات، شهد مع النبي سبع عشرة غزوة. (أبوعمرو ويقال أبو عامر، ويقال أبوعمارة، ويقال أبوأنيسة، ويقال أبوحمزة، ويقال أبوسعد، ويقال أبوسعيد المدني، نزل الكوفة، شهد صفين مع علي (عليه السلام)، قال ابن عبد البر: وكان من خواص أصحاب علي. قال خليفة بن خياط :مات بالكوفة أيام المختار سنة ست وستين: وقال الهيثم بن عدي وغير واحد :مات سنة ثمان وستين. قال المزي: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن علي بن أبي طالب.
روى عنه: أنس بن مالك خ فيما كتب إليه، وإياس بن أبي رملة الشامي د س ق، وثمامة بن عقبة المحلمي س، وحبيب بن أبي ثابت (ت 119)، وحبيب بن يسار الكندي ت س، وأبوعمروسعد بن إياس الشيباني خ م د ت س، وصبيح مولى أم سلمة ت ق ويقال مولى زيد بن أرقم، وطاووس بن كيسان م س، وأبوحمزة طلحة بن يزيد مولى الأنصار خ د ت س، وأبوالطفيل عامر بن واثلة الليثي ت س (ت100) روى حديث الثقلين، وعبد الله بن الحارث البصري نسيب بن سيرين م س، وعبد الله بن الخليل الحضرمي الكوفي د س، وعبد خير الهمداني د س ق، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ع، وأبوالمنهال عبد الرحمن بن مطعم خ م س، وأبوعثمان عبد الرحمن بن مل النهدي م ت، وعطاء بن أبي رباح د س، وعطية العوفي، وأبوإسحاق عمروبن عبد الله السبيعي خ م د ت س، والقاسم بن عوف الشيباني م سي ق، ومحمد بن كعب القرظي خ ت س، وميمون أبوعبد الله ت س ق، والنضر بن أنس بن مالك م د ت سي ق، ونفيع أبوداود الأعمى ق، ويزيد بن حيان التيمي م د س روى حديث الثقلين، وأبوسعيد الأزدي ت، وأبومسلم البجلي د سي، وأبووقاص د ت أحد المجهولين
انطلق زيد وهوابن الثمانينات في عهد المختار يحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله) وعن علي (عليه السلام)، وفيما يلي طرف مما عثرنا على احاديثه:
قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبوغسان مالك بن إسماعيل، ثنا إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، قال: لقيت زيد بن أرقم داخلا على المختار أوخارجا
وقال ايضا: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا جعفر بن حميد، ح حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا النضر بن سعيد أبوصهيب قالا: ثنا عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير، عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال: نزل النبي (صلى الله عليه وآله)يوم الجحفة، ثم أقبل على الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله، وإني أوشك أن أدعى فأجيب، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نصحت، قال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن البعث بعد الموت حق قالوا: نشهد، قال: فرفع يديه فوضعهما على صدره، ثم قال: وأنا أشهد معكم، ثم قال: ألا تسمعون؟ قالوا: نعم، قال: فإني فرطكم على الحوض، وأنتم واردون علي الحوض، وإن عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصرى، فيه أقداح عدد النجوم من فضة، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين؟ فنادى مناد؛ وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا، والآخر عترتي، وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، وسألت ذلك لهما ربي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، ثم أخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه، فقال: من كنت أولى به من نفسي فعلي وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وقال ايضا: حدثنا أبوحصين القاضي ثنا يحيى الحماني ثنا أبوإسرائيل الملائي عن الحكم عن أبي سلمان المؤذن عن زيد بن أرقم قال :نشد علي الناس :أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :(من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)؟ فقام اثنا عشر بدريا، فشهدوا بذلك، قال زيد :وكنت أنا فيمن كتم، فذهب بصري
وقال ايضا: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبونعيم ثنا العلاء بن صالح ثنا أبوسلمان المؤذن أنه صلى مع زيد بن أرقم على جنازة فكبر عليها خمس تكبيرات، فقلت :أوهمت أم عمدا؟ فقال بل عمدا، إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها
أقول: كان ذلك أيام المختار، وذلك لما ذكروا ان اباسلمان هذا هو مؤذن الحجاج.
وروى ايضا قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شعبة عن الحكم عن بن أبي ليلى قال :صليت خلف زيد بن أرقم على جنازة، فكبر عليها أربعا، ثم صليت خلفه على أخرى، فكبر عليها خمسا، فسألته؟فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبرها
أقول: كان يصلي اربعا ايام زياد وغيره لفتوى السلطة، وصلاها خمسا ايام المختار احياءً للسنة النبوية.
روى احمد حدثنا إبراهيم قثنا أبوالوليد قثنا شعبة عن عمر(ويعني بن مرة) قال : سمعت أبا حمزة يقول :سمعت زيد بن أرقم يقول :أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
وقال: حدثنا علي بن الحسين قثنا إبراهيم بن إسماعيل قثنا أبي عن أبيه عن سلمة بن كهيل عن أبي ليلى الكندي
وروى الطبراني قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبونعيم ثنا كامل أبوالعلاء قال :سمعت حبيب بن أبي ثابت يحدث عن يحيى بن جعدة
أقول: لم يذكر الراوي قول النبي(صلى الله عليه وآله) : (وعترتي بعد قوله وكتاب الله) على سبيل الاشارة للحديث، إذ لم يكن بصدد ذكر تمام الرواية، وهذا ديدن لاهل الرواية معروف.
وروى الحاكم قال: أخبرنا أبوبكر أحمد بن جعفر البزاز ببغداد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم قال :كانت لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد، فقال يوما :سدوا هذه الأبواب إلا باب علي، قال :فتكلم في ذلك ناس، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئا ولا فتحته، (ولكن أمرت بشيء فاتبعته هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)
المعجم الكبير 3/40 حدثنا محمد بن راشد ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ثنا حسين بن محمد ثنا سليمان بن قرم عن أبي الجحاف عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة رضي الله تعالى عنها عن جده عن زيد بن أرقم قال :مر النبي صلى الله عليه وسلم على بيت فيه فاطمة وعلي وحسن وحسين رضي الله تعالى عنهم، فقال :أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.
الترمذي 5/699/ حدثنا سليمان بن عبد الجبار البغدادي حدثنا علي بن قادم حدثنا أسباط بن نصر الهمداني عن السدي عن صبيح مولى أم سلمة عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي وفاطمة والحسن والحسين :أنا حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم.
قال أبوعيسى :هذا حديث غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه، وصبيح مولى أم سلمة ليس بمعروف
أقول: (روى احمد في مسنده) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا تليد بن سليمان قال ثنا أبوالحجاف عن أبي حازم عن أبي هريرة قال :نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي والحسن والحسين وفاطمة فقال :أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.
المستدرك3/139/ حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمروثنا إسحاق ثنا القاسم بن أبي شيبة ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ثنا (تاريخ دمشق 42/242 بسنده عن) عمار بن زريق عن أبي إسحاق (المعجم الكبير 5/194) عن زياد بن مطرف عن زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة، (هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
الطبقات الكبرى 3/23/ روح بن عبادة قال أخبرنا عون عن ميمون عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا :لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب، إنه لا بد من أن أقيم أوتقيم فخلفه فلما فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم غازيا، قال ناس :ما خلف عليا إلا لشيء كرهه منه فبلغ ذلك عليا فاتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليه، فقال له :ما جاء بك يا علي؟قال :لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناسا يزعمون أنك إنما خلفتني لشيء كرهته مني، فتضاحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :يا علي أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي؟قال :بلى يا رسول الله، قال : فإنه كذلك.
الفضائل 2/645/ حدثنا الفضل بن الحباب قثنا إبراهيم بن بشار الرمادي نا سفيان قثنا الأجلح بن عبد الله الكندي عن الشعبي عن عبد الله بن الخليل عن زيد بن أرقم قال :أتى علي باليمن بثلاثة نفر وقعوا على جارية في طهر واحد فولدت ولدا فادعوه، فقال علي لأحدهم :تطيب به نفسا لهذا؟قال :لا، وقال لآخر :تطيب به نفسا لهذا؟قال :لا وقال للآخر :تطيب به نفسا لهذا؟ قال: لا، فقال :أراكم شركاء متشاكسون، إني مقرع بينكم فأيكم أصابته القرعة أغرمته ثلثي القيمة وألزمته الولد، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ما أجد فيها إلا ما قال علي.
الفضائل 2/664/ حدثنا الحسن قثنا الحسن بن علي بن راشد نا شريك قثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب ان يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه الله عز وجل في جنة عدن بيمينه فليتمسك بحب علي بن أبي طالب.
وروى ابن ديزيل، قال: حدثنا يحيى بن زكريا، قال: حدثنا على بن القاسم، عن سعيد بن طارق، عن عثمان بن القاسم، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلكم على ما إن تساءلتم عليه لم تهلكوا؟ إن وليكم الله، وإن إمامكم على بن أبى طالب، فناصحوه وصدقوه، فإن جبريل أخبرني بذلك
وعن إسمعيل السدي، عن زيد بن أرقم، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وهوفي الحجرة يوحى إليه ونحن ننتظره حتى اشتد الحر، فجاء علي بن أبي طالب ومعه فاطمة وحسن وحسين (عليهم السلام)، فقعدوا في ظل حائط ينتظرونه، فلما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، رآهم فأتاهم ووقفنا نحن مكاننا، ثم جاء إلينا وهويظلهم بثوبه، ممسكا بطرف الثوب، وعلى ممسك بطرفه الاخر، وهويقول: (اللهم إنى أحبهم، فأحبهم، اللهم إنى سلم لمن سالمهم، وحرب لمن حاربهم) قال: فقال ذلك ثلاث مرات
وروى المدائني عن زيد بن أرقم: قال: خرج الحسن (عليه السلام) وهوصغير، وعليه بردة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يخطب، فعثر فسقط، فقطع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخطبة ونزل مسرعا إليه، وقد حمله الناس، فتسلمه وأخذه على كتفه، وقال: إن الولد لفتنة، لقد نزلت إليه وما أدرى! ثم صعد فأتم الخطبة
قال الواقدي: فحدثني ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن رافع بن إسحاق، عن زيد بن أرقم :أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبهم فأوصاهم فقال: أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا، اغزوا باسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم، واكفف عنهم، ادعهم الى الدخول في الاسلام، فإن فعلوا فاقبل واكفف. ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى المهاجرين، فإن فعلوا فأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين. وإن دخلوا في الاسلام واختاروا دارهم فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجرى عليهم حكم الله، ولا يكون لهم في الفيء ولا في الغنيمة شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فان أبوا فادعهم الى إعطاء الجزية فإن فعلوا فاقبل منهم واكفف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم، وإن أنت حاصرت أهل حصن أومدينة فأرادوا أن تستنزلهم على حكم الله فلا تستنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدرى أتصيب حكم الله فيهم أم لا! وإن حاصرت إهل حصن أومدينة وأرادوا أن تجعل لهم ذمة الله وذمة رسول الله فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة رسول الله، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وأصحابك، فإنكم إن تخفروا
قال ابن ابي الحديد: وروى عن زيد بن أرقم من طرق مختلفة أنه قيل له: بأى شئ كفرتم عثمان؟ فقال: بثلاث: جعل المال دولة بين الاغنياء، وجعل المهاجرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنزلة من حارب الله ورسوله، وعمل بغير كتاب الله
وكذلك روايات عبد الرحمن بن ابي ليلى وعامر بن واثلة وعطية ونظرائهم وستاتي في فصل قادم من هذا الكتاب.
قال الطبري: وفي هذه السنة (67هـ) سار مصعب بن الزبير إلى المختار فقتله.
قال هشام بن محمد عن أبي مخنف حدثني حبيب بن بديل قال: لما قدم شبث على مصعب بن الزبير البصرة وتحته بغلته له قد قطع ذنبها وقطع طرف أذنها وشق قباءه وهوينادي: يا غوثاه !يا غوثاه !فأتى مصعب فقيل له: إن بالباب رجلا ينادي: يا غوثاه يا غوثاه مشقوق القباء من صفته كذا وكذا، فقال لهم: نعم هذا شبث بن ربعي، لم يكن ليفعل هذا غيره، فأدخلوه، فأدخل عليه وجاءه أشراف الناس من أهل الكوفة، فدخلوا عليه فأخبروه بما أصيبوا به وسألوه النصر لهم والمسير إلى المختار معهم.
اقول: ولابد ان شبث واصحابه قالوا لمصعب: ان المختار واصحابه قد أظهر هو وسبائيته البراءة من الأسلاف الصالحين
قال أبومخنف: فحدثني أبو يوسف بن يزيد :أن المصعب لما أراد المسير إلى الكوفة حين أكثر الناس عليه قال لمحمد بن الأشعث: إني لا أسير حتى يأتيني المهلب بن أبي صفرة. فكتب مصعب إلى المهلب وهوعامله على فارس: أن أقبل إلينا لتشهد أمرنا فإنا نريد المسير إلى الكوفة.
فخرج المهلب وأقبل بجموع كثيرة وأموال عظيمة معه.
وخرج مصعب، فقدم أمامه عباد بن الحصين الحبطي من بني تميم على مقدمته، وبعث عمر بن عبيد الله بن معمر على ميمنته، وبعث المهلب بن أبي صفرة على ميسرته، وجعل مالك بن مسمع على خمس بكر بن وائل، ومالك بن المنذر على خمس عبد القيس، والأحنف بن قيس على خمس تميم، وزياد بن عمروالأزدي على خمس الأزد وقيس بن الهيثم على خمس أهل العالية. ومعهم بقية الجيش الذي قاتل الحسين الذين فروا الى البصرة منهم شبث بن ربعي ومحمد بن الاشعث وزحر بن قيس وحجار بن ابجر وغيرهم، ومنهم ايضا عبيد الله بن الحر الجعفي.
وبلغ ذلك المختار، فقام في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
يا أهل الكوفة!! يا أهل الدين وأعوان الحق! وأنصار الضعيف، وشيعة الرسول وآل الرسول، إن فُرّارَكم الذين بغوا عليكم أتوا أشباههم من الفاسقين، فاستغووهم عليكم ليمصح
(47) الحق وينتعش الباطل، ويقتل أولياء الله، والله لو تهلكون ما عبد الله في الأرض إلا بالفري على الله واللعن لأهل بيت نبيه (صلى الله عليه وآله) .
ثم التقى اصحاب مصعب مع اصحاب المختار، وجرت بينهما وقعات كثيرة انتهت بقتل المختار وقتل سبعة الاف من المقاتلين وغيرهم ممن تحصنوا بالقصر، ثم استؤمنوا ثم قتلوا جميعا.
قال بجير بن عبد الله المسلي احد المحصورين في القصر حين أتي به مصعب ومعه منهم ناس كثير يخاطب مصعبا:
(الحمد لله الذي ابتلانا بالإسار وابتلاك بأن تعفوعنا، وهما منزلتان إحداهما رضا الله والأخرى سخطه، من عفا عفا الله عنه وزاده عزا، ومن عاقب لم يأمن القصاص.
يا ابن الزبير، نحن أهل قبلتكم وعلى ملتكم، ولسنا تركاً ولا ديلماً، فإن خالفنا إخواننا من أهل مصرنا، فإما أن نكون أصبنا وأخطئوا، وإما أن نكون أخطأنا وأصابوا، فاقتتلنا كما اقتتل أهل الشام بينهم، فقد اختلفوا واقتتلوا ثم اجتمعوا، وكما اقتتل أهل البصرة بينهم فقد اختلفوا واقتتلوا، ثم اصطلحوا واجتمعوا، وقد ملكتم فاسجحوا
فما زال بهذا القول ونحوه، حتى رقَّ لهم الناس ورقَّ لهم مصعب، وأراد أن يخلي سبيلهم.
فقام عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، فقال: تخلي سبيلهم، اخترنا يا بن الزبير أواخترهم.
ووثب محمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني فقال: قتل أبي وخمسمائة من همدان وأشراف العشيرة، وأهل المصر، ثم تخلي سبيلهم ودماؤنا ترقرق في أجوافهم، اخترنا أواخترهم.
ووثب كل قوم وأهل بيت كان أصيب منهم رجل، فقالوا نحوا من هذا القول. فلما رأى مصعب بن الزبير ذلك أمر بقتلهم.
فنادوه بأجمعهم: يا ابن الزبير لا تقتلنا اجعلنا مقدمتك إلى أهل الشام غدا، فوالله ما بك ولا بأصحابك عنا غدا غنى إذا لقيتم عدوكم، فإن قتلنا لم نقتل حتى نرقهم لكم، وإن ظفرنا بهم كان ذلك لك ولمن معك.
فأبى عليهم وتبع رضا العامة.
قال أبومخنف: وحدثني أبي قال: حدثني أبوروق :أن مسافر بن سعيد بن نمران قال لمصعب بن الزبير:
(يا بن الزبير ما تقول لله إذا قدمت عليه وقد قتلت أمة من المسلمين صبرا؟حكموك في دمائهم فكان الحق في دمائهم ألا تقتل نفسا مسلمة بغير نفس مسلمة، فإن كنا قتلنا عدة رجال منكم فاقتلوا عدة من قتلنا منكم، وخلوا سبيل بقيتنا، وفينا الآن رجال كثير لم يشهدوا موطنا من حربنا وحربكم يوما واحدا، كانوا في الجبال والسواد يجبون الخراج ويؤمنون السبيل).
فلم يستمع له.
قال أبوجعفر: وحدثني عمر بن شبة قال: حدثنا علي بن محمد قال: لما قتل المختار شاور مصعب أصحابه في المحصورين الذين نزلوا على حكمه، فقال عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث ومحمد بن عبد الرحمن ابن سعيد بن قيس وأشباههم ممن وترهم المختار: اقتلهم.
وضجت ضجة وقالوا: دم منذر بن حسان؟!
فقال عبيد الله بن الحر: أيها الأمير ادفع كل رجل في يديك إلى عشيرته تمن عليهم بهم فإنهم إن كانوا قتلونا فقد قتلناهم، ولا غنى بنا عنهم في ثغورنا...، فأمر مصعب بالقوم جميعا فقتلوا، وكانوا ستة آلاف.
فقال عقبة الأسدي:
قتلتم ستة الآلاف صبرا *** مع العهد الموثق مكتَّفينا
وما كانوا غداة دعوا فغروا *** ذلولا ظهره للواطئينا
جعلتم ذمة الحبطي جسرا *** بعهدهم بأول خائنينا
قال أبومخنف: حدثني محمد بن يوسف أن مصعبا لقي عبد الله عمر، فسلم عليه وقال له: أنا ابن أخيك مصعب.
فقال له ابن عمر: نعم أنت القاتل سبعة آلاف
فقال مصعب: إنهم كانوا كفرة سحرة.
فقال ابن عمر: والله لوقتلت عدتهم غنما من تراث أبيك لكان ذلك سرفا.
ثم إن مصعب أمر بكف المختار فقطعت، ثم سمرت بمسمار حديد إلى جنب المسجد، فلم يزل على ذلك حتى قدم الحجاج بن يوسف فنظر إليها، فقال: ما هذه؟ قالوا: كف المختار، فأمر بنزعها.
قال المسعودي: وكان من جملة من ادركه الاحصاء ممن قتله مصعب مع المختار سبعة الاف رجل، كل هؤلاء طالبون بدم الحسين وقتلة اعدائه، فقتلهم مصعب وسماهم الخشبية.
وتتبع مصعب الشيعة بالقتل بالكوفة وغيرها.
اتي بحرم المختار فدعاهن الى البراءة منه ففعلن، الا حرمتين له:
احداهما بنت سمرة بن جندب الفزاري والثانية ابنة النعمان بن بشير الانصاري، وقالتا كيف نبرأ من رجل يقول ربي الله؟ كان صائم نهاره، قائم ليله، قدم دمه لله ولرسوله في طلب قتلة ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ واهله وشيعته فأمكنه الله منهم حتى شفى النفوس.
فكتب مصعب الى اخيه عبد الله بخبرهما وما قالتاه.
فكتب اليه: ان هما رجعتا عما هما عليه وتبرأتا منه والا فاقتلهما.
فعرضهما مصعب على السيف، فرجعت بنت سمرة ولعنته وتبرأت منه وقالت :لودعوتني الى الكفر مع السيف لكفرت، أشهد ان المختار كافر.
وأبت ابنة النعمان بن بشير، وقالت: شهادة ارزقها فأتركها؟ كلا! انها موتة ثم الجنة والقدوم على الرسول واهل بيته، والله يكون، آتي مع ابن هند فاتبعه واترك علي بن ابي طالب؟ اللهم اشهد اني متبعة لنبيك وابن بنته واهل بيته وشيعته، ثم قدمها فقتلت صبرا
فقال عمر بن أبي ربيعة القرشي في قتل مصعب عمرة بنت النعمان بن بشير:
إن من أعجب العجائب *** عندي قتل بيضاء حرة عطبول
قتلت هكذا على غير جرم *** إن لله درها من قتيل
كتب القتل والقتال علينا *** وعلى المحصنات جر الذيول
فقال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في ذلك:
ألم تعجب الأقوام من قتل حرة *** من المحصنات الدين محمودة الأدب
من الغافلات المؤمنات بريئة من *** الذم والبهتان والشك والكذب
عجبت لها إذ كفنت وهي حية ألا *** أن هذا الخطب من أعجب العجب
بعث مصعب عماله على الجبال والسواد، ثم إنه كتب إلى ابن الأشتر يدعوه إلى طاعته ويقول له: إن أنت أجبتني ودخلت في طاعتي فلك الشام وأعنة الخيل وما غلبت عليه من أرض المغرب ما دام لآل الزبير سلطان.
وكتب عبد الملك بن مروان من الشام إليه يدعوه إلى طاعته ويقول: إن أنت أجبتني ودخلت في طاعتي فلك العراق. فدعا ابراهيم أصحابه، فقال: ما ترون؟ فقال بعضهم: تدخل في طاعة عبد الملك، وقال بعضهم: تدخل مع ابن الزبير في طاعته، فقال ابن الأشتر: ذاك لولم أكن أصبت عبيد الله بن زياد ولا رؤساء أهل الشام تبعت عبد الملك مع أني لا أحب أن أختار على أهل مصري مصرا ولا على عشيرتي عشيرة. فكتب إلى مصعب، فكتب إليه مصعب :أن أقبل، فأقبل إليه بالطاعة.
استخلف مصعب على الكوفة القُباع وكان واليا من قبله على البصرة، وامره ان يجعل عمروبن حريث خليفته وولى القُباع شُرَطَه شبث بن رِبعي.
صفا الجولعبد الله بن الزبير في الحجاز والعراق واليمن وجزء من فارس مدة خمس سنوات. ونفذ سياسته الاعلامية
الاسلوب الاول: استخدمه في الحجاز، وهوالمنع من العمل بمدرسة علي في احياء السنة النبوية، والمنع من نشر احاديث النبي في اهل بيته، وتطويق ابن عباس وابن الحنفية وأصحابهم، ثم ابعادهم أخيرا الى الطائف، وقد استمرت هذه السياسة بعد قتل ابن الزبير، حين حكم بنوا امية الحجاز وبقي الحجاز وفي ضوء ذلك كان محبوا اهل البيت في الحجاز في تلك الفترة قليلين، روى أبوعمر النهدي قال: سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: ما بمكة والمدينة عشرون رجلا يحبنا
الاسلوب الثاني: استخدمه في العراق وبخاصة في الكوفة، وهواعلان البراءة من المختار ووضع الاحاديث الكاذبة ضده ثم عرض الناس على البراءة اوالقتل، وقد افتتح ابن الزبير عهده في الكوفة بعد قتل المختار بقتل سبعة الاف من الشيعة صبرا بعد ان امنهم على نفوسهم، ولم يتورع عبد الله بن الزبير ان يأمر أخاه مصعبا بعرض زوجتي المختار على البراءة من المختار اوالقتل، فتبرأت ابنة سمرة بن جندب خوفا، ولم تتبرأ ابنة النعمان بن بشير رغبة في الشهادة.
لقد اعادت ولاية مصعب وسياسته الى الذاكرة في الكوفة عهد زياد وابنه عبيد الله فيها.
بقي ابن الزبير يكره اهل العراق ولا يخفي ذلك عنهم.
قال ابن قتيبة: قدم مصعب على اخيه عبد الله بن الزبير في سنة احدى وسبعين ومعه رؤساء اهل العراق ووجوهم واشرافهم، فقال: يا امير المؤمنين! قد جئتك برؤساء اهل العراق واشرافهم كل مطاع في قومه، وهم الذين سارعوا الى بيعتك وقاموا باحياء دعوتك، ونابذوا اهل معصيتك، وسعوا في قطع عدوك…
فقال له عبد الله بن الزبير اسكت:
فوالله لوددت ان لي بكل عشرة من اهل العراق واحدا من اهل الشام، صرف الدينار بالدراهم.
فقال أبوحاضر الاسدي: يا امير المؤمنين ان لنا ولك مثلا افتأذن فى ذكره؟
قال :نعم.
قال: مَثَلُنا ومثَلُك ومَثَل اهل الشام قول الاعشى:
عُلِّقْتُها عَرَضاً، وعُلِّقت رجلاً غيري *** وعُلِّقَ اخرى غيرَها الرَّجُلُ
احبَّك اهلُ العراق واحببتَ اهل الشام، واحبَّ اهل الشام عبدَ الملك، فما تصنع
اقول: يريد المتكلم باهل العراق في حديثه: اهل البصرة، ورؤوس الجيش الكوفي الذين قاتلوا الحسين، شبث بن ربعي وحجار بن ابجر ومحمد بن الاشعث، ونظراؤهم الذين بايعوا لدحروجة الجعل واليا لعبد الله بن الزبير بعد موت يزيد.
قال البلاذري: ولما جاء عبد الله بن الزبير خبر مقتل اخيه مصعب اضرب عن ذكره اياما، ثم صعد المنبر فجلس عليه مليّاً لا يتكلم والكآبة بادية في وجهه، ثم قال:... انه أتانا خبر من العراق أحزننا... ان أهل العراق أهل الغدر والنفاق، أسلموه وباعوه بأقل ثمن وأخَسِّه...
أقول: ان اهل الغدر هؤلاء الذين يشير اليهم ابن الزبير، هم الذين عُرِفوا بنفاقهم وارتباطهم ببني امية ايام علي (عليه السلام)، ثم تولوا الامور بعد وفاة الحسن (عليه السلام)، ونفذوا خطة معاوية وابنه يزيد في تصفية مدرسة علي (عليه السلام)، كما مر بحثه في فصل خطة معاوية في تصفية التشيع في الكوفة.
وهل يترقب عبد الله بن الزبير من الوجوه التي شهدت على حجر بن عدي زورا لقتله، اوقتلت الحسين (عليه السلام) وصحبه واهل بيته ان تكون وفية له ولاخيه مصعب وهي ترى مصعبا لا يتورع عن قتل سبعة الاف من المسلمين صبرا ولايتورع عن قتل زوجة المختار لانها لم تتبرأ من زوجها وشهدت بقيامه الليل وصيامه النهار؟
وليس من شك ان التعميم ليس في محله، لان ابراهيم الاشتر الذي وفى بعهده مع مصعب وقتل معه وقد نبه مصعبا بان الوجوه التي معه سوف يغدرون به، هومن وجوه العراق وغالبية من قتل من اصحاب الحسين (عليه السلام) هم من وجوه اهل العراق، وسليمان بن صرد وصحبه الذين استشهدوا في عين الوردة هم من وجوه اهل العراق، والمختار ومن استشهد معه هم من وجوه اهل العراق.
______________________________________
(1) اختيار معرفة رجال الكشي 1/34.
(2) قال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة (ج 2/293) :وروى إبراهيم في كتاب الغارات عن أحمد بن الحسن الميثمي، قال: كان ميثم التمار مولى علي بن أبي طالب (عليه السلام) عبدا لامرأة من بني أسد(رحمه الله)فاشتراه علي (عليه السلام) منها وأعتقه... وقد أطلعه علي (عليه السلام) على علم كثير، وأسرار خفية من أسرار الوصية، فكان ميثم يحدث ببعض ذلك، فيشك فيه قوم من أهل الكوفة وينسبون عليا (عليه السلام) في ذلك إلى المخرقة والايهام والتدليس، حتى قال له يوما بمحضر من خلق كثير من أصحابه، وفيهم الشاك والمخلص: يا ميثم، إنك تؤخذ بعدي وتصلب، فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دما حتى تخضب لحيتك، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحربة يقضى عليك، فانتظر ذلك. والموضع الذى تصلب فيه على باب دار عمروبن حريث، إنك لعاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة (يعنى الارض)،ولأرينك النخلة التى تصلب على جذعها، ثم أراه إياها بعد ذلك بيومين، وكان ميثم يأتيها، فيصلي عندها، ويقول: بوركت من نخلة، لك خلقت، ولي نبت، فلم يزل يتعاهدها بعد قتل علي (عليه السلام)، حتى قطعت، (فكان يرصد جذعها، ويتعاهده ويتردد إليه، ويبصره)، وكان يلقى عمروبن حريث، فيقول له: إني مجاورك فاحسن جواري، فلا يعلم عمروما يريد، فيقول له: أتريد أن تشترى دار ابن مسعود، أم دار ابن حكيم؟. قال: وحج في السنة التى قتل فيها، فدخل على أم سلمة رضى الله عنها، فقالت له: من أنت؟ قال: عراقي، فاستنسبته، فذكر لها أنه مولى علي بن أبى طالب، فقالت: أنت هيثم؟ قال: بل أنا ميثم، فقالت: سبحان الله! والله لربما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوصي بك عليا في جوف الليل، فسألها عن الحسين بن علي؟ فقالت: هوفي حائط له، قال: أخبريه أني قد أحببت السلام عليه، ونحن ملتقون عند رب العالمين، إن شاء الله، ولا أقدر اليوم على لقائه، وأريد الرجوع، فدعت بطيب، فطيبت لحيته، فقال لها: أما إنها ستخضب بدم، فقالت: من أنباك هذا؟ قال: أنبأني سيدي، فبكت أم سلمة وقالت له: إنه ليس بسيدك وحدك، هو سيدي وسيد المسلمين، ثم ودعته. فقدم الكوفة، فأخذ وأدخل على عبيد الله بن زياد وقيل له: هذا كان من آثر الناس عند أبى تراب. قال: ويحكم هذا الاعجمي؟! قالوا: نعم، فقال له عبيد الله: أين ربك؟ قال: بالمرصاد، قال: قد بلغني اختصاص أبى تراب لك، قال: قد كان بعض ذلك، فما تريد؟ قال: وإنه ليقال إنه قد أخبرك بما سيلقاك، قال نعم، إنه أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة، قال: لأخالفنه، قال: ويحك! كيف تخالفه، إنما أخبر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأخبر رسول الله عن جبرائيل، وأخبر جبرائيل عن الله، فكيف تخالف هؤلاء؟! أما والله لقد عرفت الموضع الذى أصلب فيه أين هومن الكوفة؟ وإني لاول خلق الله ألجم في الاسلام بلجام كما يلجم الخيل. فحبسه وحبس معه المختار بن أبى عبيدة الثقفى، فقال ميثم للمختار وهما في حبس ابن زياد: إنك تفلت وتخرج ثائرا بدم الحسين (عليه السلام) فتقتل هذا الجبار الذى نحن في سجنه، وتطأ بقدمك هذا على جبهته وخديه. فلما دعا عبيد الله بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد يأمره بتخلية سبيله، وذاك أن أخته كانت تحت عبد الله بن عمر بن الخطاب، فسألت بعلها أن يشفع فيه إلى يزيد، فشفع فأمضى شفاعته، وكتب بتخلية سبيل المختار على البريد، فوافى البريد، وقد أخرج ليضرب عنقه، فاطلق. وأما ميثم فأخرج بعده ليصلب. وقال عبيد الله: لامضين حكم أبى تراب فيه، فلقيه رجل، فقال له: ما كان أغناك عن هذا يا ميثم؟ فتبسم، وقال: لها خلقت، ولى غذيت، فلما رفع على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمروبن حريث، فقال عمرو: لقد كان يقول لى: إنى مجاورك، فكان يأمر جاريته كل عشية أن تكنس تحت خشبته وترشه، وتجمر بالمجمر تحته، فجعل ميثم يحدث بفضائل بنى هاشم، ومخازي بني أمية، وهومصلوب على الخشبة. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. فقال: ألجموه، فألجم فكان أول خلق الله ألجم في الاسلام، فلما كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دما، فلما كان في اليوم الثالث طعن بحربة فمات. وكان قتل ميثم قبل قدوم الحسين (عليه السلام) العراق بعشرة أيام.
(3) معجم رجال الحديث - السيد الخوئي ج 91 ص 102.
(4) أسد الغابة ترجمة المختار بن ابي عبيد الثقفي.
(5) الاستيعاب ج: 4 ص: 1465.
(6) رواها ابن عدي في الكامل ج 4 ص 172: قال أخبرنا الفضل بن الحباب ثنا مسلم بن إبراهيم عن عبد الله بن ميسرة الحارثي الواسطي ثنا أبوعكاشة: ان رفاعة دخل على المختار بن أبي عبيد، فقال : انصرف عني جبريل آنفا.
(7) المتنبّي: أي الذي ادعى النبوة.
(8) اي اقوى سندا.
(9) الإصابة - ابن حجر ج 6 ص 275.
(10) اسم للطسوج الذي منه أوانا ، من اعمال دجيل والموضع الذي به قبر مصعب على جانب الآن (مراصد الاطلاع)
(11) تاريخ الطبري - الطبري ج 4 ص 121.
(12) تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر ج 43 ص 484.
(13) أخرجه مسلم (2545) في فضائل الصحابة من حديث أسماء بنت أبي بكر، وأخرجه أحمد 2/62، والترمذي (2220) و(3944) من حديث ابن عمر.
(14) في سير أعلام النبلاء - الذهبي ج 3 ص 538.
(15) في ميزان الاعتدال - الذهبي ج 4 ص 80.
(16) " المسند " 5/223، وأخرجه أحمد 5/222، وابن ماجه (2688) من طريقين، عن عبدالملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد الفتياني.
(17) كما في خبر ميثم التمار وقوله للمختار في السجن انه سوف يفلت ويقتل عبيد الله، وان ميثم يرزق الشهادة.
(18) اي اتباع عبد الله بن سبأ الذي ادعي له انه مبتدع الوصية لعلي (عليه السلام) المشابهة لوصية موسى ليوشع(عليه السلام)، الذي يترتب عليها البراءة ممن تجاوز على موقعه.
(19) في " النهاية " لابن الاثير: الخشبية: هم أصحاب المختار بن أبي عبيد، ويقال لضرب من الشيعة: الخشبية. وفي " المشتبه " للذهبي: الخشبي: هوالرافضي في عرف السلف.
(20) مرت فقرات اخرى من خطبة المنصور ومصدرها في البحوث التمهيدية.
(21) انساب الاشراف 6/374.
(22) تاريخ الطبري ج: 6 ص: 28 سنة 66.
(23) شرح نهج البلاغه4/98.
(24) قال (في الاصابة5/111):ابوعبد الله الجدلي مشهور بكنيته، وقيل اسمه :عبد الرحمن، قال بن منده :هوقديم، ثم ذكر في الصحابة ولا يصح، قال ابن حجر :أرسل شيئا وهو معدود في التابعين، ذكره بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة، وروى عن سلمان الفارسي وعن علي (عليه السلام) وعائشة وغيرهم، روى عنه الشعبي وأبوإسحاق السبيعي وسعيد بن خالد الجدلي وآخرون، ووثقه أحمد وابن معين والعجلي.
(25) تاريخ خليفة بن خياط.
(26) مروج الذهب ج 3/81.
(27) تهذيب الكمال.
(28) المعرفة والتاريخ، مسند احمد 4/371، مشكل الاثار 4/368، ينابيع المودة 1/368.
(29) المعجم الكبير 5/186.
(30) المعجم الكبير 5/166.
(31) المعجم الكبير 5/175.
(32) المعجم الكبير5/174.
(33) المعجم الكبير 5/168.
(34) الفضائل 2/609.
(35) قال ابن حجر في تقريب التهذيب: أبوليلى الكندي مولاهم الكوفي، يقال هوسلمة بن معاوية، وقيل بالعكس، وقيل سعيد بن بشر، وقيل المعلى، ثقة من الثانية بخ د ق. تهذيب الكمال: بخ د ق أبوليلى الكندي يقال :مولاهم الكوفي، قيل :اسمه سلمة بن معاوية، وقيل :معاوية بن سلمة، وقال أبوحاتم عن زكريا بن عدي :اسمه سعيد بن أشرف بن سنان، وقيل عن أبي سعيد الأشج :اسمه المعلى، روى عن حجر بن عدي بن الأدبر وحريز (أو أبي) حريز وله صحبة، وخباب بن الأرت ق وسويد بن غفلة د ق وسلمان الفارسي بخ وعثمان بن عفان وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عبد الملك بن أبي سليمان وعثمان بن أبي زرعة الثقفي د ق وأبوإسحاق السبيعي ق وأبوجعفر الفراء بخ، قال أحمد بن سعد بن أبي مريم عن يحيى بن معين :ثقة مشهور، وفرق الحاكم أبوأحمد بين أبي ليلى الكندي سلمة بن معاوية ويقال معاوية بن سلمة، روى عن سلمان وروى عنه أبوإسحاق وبين أبي ليلى الكندي، روى عن سويد بن غفلة، وروى عنه عثمان بن أبي زرعة، وذكر الراوي عن سويد بن غفلة، فيمن لم يقف على اسمه، وقال :ضعفه يحيى بن معين، وقال :حدثني علي بن محمد بن سختويه قال : سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال :سمعت يحيى (يعني بن معين) وسئل عن أبي ليلى الكندي؟ فقال: كان ضعيفا، روى له البخاري في الأدب وأبوداود وابن ماجة. قال ابن حجر في التهذيب: قلت وقال العجلي أبوليلى الكندي كوفي تابعي ثقة.
(36) الفضائل 2/613.
(37) تهذيب الكمال: د تم س ق يحيى بن جعدة بن هبيرة بن أبي وهب بن عمروبن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي، وأم هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب جدته أم أبيه، روى عن خباب بن الأرت وزيد بن أرقم وعبد الله بن عمروبن عبد القاري س ق وعبد الله بن مسعود وعبد الرحمن بن عبد القارىء وكعب بن عجرة وأبي الدرداء وأبي هريرة د وجدته أم هانئ بنت أبي طالب تم س ق، روى عنه ثوير بن أبي فاختة وحبيب بن أبي ثابت وعلي بن زيد بن جدعان وعمروبن دينار مد س ق ومجاهد بن جبر المكي ومحمد بن الحارث بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي وأبوالعلاء هلال بن خباب تم س ق وأبوالزبير المكي، د قال أبوحاتم والنسائي :ثقة، وذكره بن حبان في كتاب الثقات، روى له أبوداود والترمذي في الشمائل والنسائي وابن ماجة.
(38) المعجم الكبير 5/171.
(39) المستدرك 3/135. السنن الكبرى 5/118، فضائل الصحابة 2/581.
(40) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد ج 3 ص 98.
(41) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد ج 3 ص 208.
(42) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد ج 61 ص 27.
(43) الاخفار : عدم الوفاء للمجير، والخفارة : الذمة. كتاب العين مادة خَفَرَ.
(44) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد ج 15 ص 64.
(45) شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد ج 3 ص 51.
(46) روى الطبري قال قال أبومخنف :فحدثني قدامة بن حوشب قال: جاء شبث ابن ربعي وشمر بن ذي الجوشن ومحمد بن الاشعث وعبد الرحمن بن سعيد بن قيس، حتى دخلوا على كعب بن أبي كعب الخثعمي، فتكلم شبث وقال فيما يعتب المختار: إنه زعم أن ابن الحنفية بعثه إلينا، وقد علمنا أن ابن الحنفية لم يفعل، وأظهر هو وسبائيته البراءة من أسلافنا الصالحين (تاريخ الطبري - الطبري ج 4 ص 518). اقول :ان ابا مخنف يجعل هذه الواقعة في الكوفة بعد روايته قيام ثورة ضد المختار من قبل شبث واصحابه من قتلة الحسين، ولم يكن قد بدأ بقتلهم، غير اننا نرى ان المختار حين قام وجرت معركة بينه وبين شبث، واصابه وابن مطيع مع المختار واصحابه لم يؤمن قتلة الحسين، بل قتلهم في تلك الواقعة واقتص منهم، ثم هرب شبث واصحابه الى البصرة، وشبث يعرف ان اطروحة المختار واصحابه هي اطروحة علي، (وموقف علي (عليه السلام) من الحكام الذين قبله معروف). والسبائية في النص لقب ظهر في العهد العباسي الاول يشير الى الشيعة القائلين بالنص لعلي(عليه السلام) الذي يترتب عليه البراءة من عدوه.
(47) مصح الشيء يمصح مصوحاً ، اذا رسخ. كتاب العين.
(48) الاسجاح : حسن العفو . كتاب العين.
(49) قال ابن قتيبة في الامامة والسياسة (ج2/20): انهم كانوا ثمانية الآف.
(50) مروج الذهب 3/99-100.
(51) كانت سياسة عبد الله بن الزبير الاعلامية ذات شقين :الاول يرتبط بالموقف من مدرسة علي وهوما ذكرنها في المتن، الثاني يرتبط بالموقف من بني امية ويرتكز على تبني نشر احاديث النبي (صلى الله عليه وآله) في بني امية.
(52) قال بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة:ج4 ص101 كان سعيد ابن المسيب منحرفا عن أمير المؤمنين، وجبهه محمد بن علي في وجهه بكلام شديد: روى عبد الرحمن بن الاسود، عن أبي داود الهمداني قال: شهدت سعيد بن المسيب وأقبل عمر بن علي بن أبي طالب، فقال له سعيد: يا ابن أخي ما أراك تكثر غشيان مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما تفعل إخوتك وبنوعمك؟فقال عمر: يا ابن المسيب أكلما دخلت المسجد أجئ فاشهدك؟ فقال سعيد :ما احب أن تغضب، سمعت أباك يقول: إن لي من الله مقاما لهوخير لبني عبد المطلب مما على الارض من شئ، فقال عمر: وأنا سمعت أبي يقول: ما كلمة حكمة في قلب منافق فيخرج من الدنيا حتى يتكلم بها، فقال سعيد: يا ابن أخي جعلتني منافقا؟ فقال: هوما أقول، ثم انصرف.
وكان الزهري من المنحرفين عنه، وروى جرير بن عبد الحميد عن محمد بن شيبة قال: شهدت مسجد المدينة، فإذا الزهري وعروة بن الزبير جالسان يذكران عليا فنالا منه، فبلغ ذلك علي بن الحسين (عليه السلام) فجاء حتى وقف عليهما، فقال: أما أنت يا عروة فان أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك، وأما أنت يا زهري فلوكنت بمكة لأريتك كرامتك (بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج 64 ص 143).
(53) الامامة والسياسة 2/20 .
(54) شرح نهج البلاغة 7/75.
(55) انساب الاشراف 7/103.
![]() |
![]() |