المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الرابع : بحوث تطبيقية
الفصل الثالث : دراسة روايات سيف بن عمر في قتل عثمان
أخرج الكرابيسي في أدب القضاء بسند صحيح إلى سعيد بن المسيب ان عبد الرحمن بن أبي بكر قال : لما قتل عمر إني مررت بالهرمزان وجفينة وأبي لؤلؤة وهم نجى ، فلما رأوني ثاروا ، فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه فنظروا إلى الخنجر الذي قتل به عمر فاذا هو الذي وصفه ، فانطلق عبيد الله بن عمر فأخذ سيفه حتى سمع ذلك من عبد الرحمن فأتى الهرمزان فقتله ، وقتل جفينة بنت أبي لؤلؤة صغيرة وأراد قتل كل سبي بالمدينة فمنعوه ، فلما استخلف عثمان قال له عمرو بن العاص : إن هذا الامر كان وليس لك على الناس سلطان ، فذهب دم الهرمزان هدرا . وأخرجه الطبري في تاريخه 5 : 42 بتغيير يسير والمحب الطبري في الرياض 2 : 150 ، وذكره ابن حجر في الاصابة 3 : 619 وصححه باللفظ المذكور .
وذكر البلاذري في الانساب 5 : 24 عن المدائني عن غياث بن ابراهيم : ان عثمان صعد المنبر فقال : أيها الناس إنا لم نكن خطباء وإن نعش تأتكم الخطبة على وجهها إن شاء الله ، وقد كان من قضاءالله ان عبيدالله بن عمر أصاب الهرمزان وكان الهرمزان من المسلمين
وقال اليعقوبي في تاريخه 2 : 141 أكثر الناس في دم الهرمزان وإمساك عثمان عبيد الله بن عمر فصعد عثمان المنبر ، فخطب الناس ، ثم قال : ألا إني ولي دم الهرمزان وقد وهبته لله ولعمر وتركته لدم عمر . فقام المقداد بن عمرو فقال : إن الهرمزان مولى لله ولرسوله وليس لك أن تهب ماكان لله ولرسوله . قال : فننظر وتنظرون ، ثم أخرج عثمان عبيدالله بن عمر من المدينة إلى الكوفة وأنزل دارا له فنسب الموضع اليه "كويفة ابن عمر" .
فقال بعضهم :
أبا عمرو ! عبيدالله رهن فلا تشكك بقتل الهرمزان
وأخرج البيهقي في السنن الكبرى 8 : 61 باسناد عن عبيدالله بن عبيد بن عمير قال : لما طعن عمر وثب عبيدالله بن عمر على الهرمزان فقتله ، فقيل لعمر : إن عبيدالله بن عمر قتل الهرمزان . قال : ولم قتله ؟ قال : إنه قتل أبي قيل : وكيف ذلك ؟ قال : رأيته قبل ذلك مستخليا بأبي لؤلؤة وهو أمره بقتل أبي . وقال عمر : ماأدري ما هذا انظروا إذا أنا مت فاسألوا عبيد الله البينة على الهرمزان أهو قتلني ؟ فان أقام البينة فدمه بدمي ، وإن لم يقم البينة فأقيدوا عبيدالله من الهرمزان . فلما ولي عثمان قيل له : ألا تمضي وصية عمر في عبيدالله ؟ قال : ومن ولي الهرمزان ؟ قالوا : أنت يا أمير المؤمنين ! فقال : قد عفوت عن عبيدالله بن عمر .
وفي طبقات ابن سعد 5 : 8 10 ط ليدن : انطلق عبيدالله فقتل ابنة أبي لؤلؤة وكانت تدعي الاسلام ، وأراد عبيد الله الا يترك سبيا بالمدينة يومئذ إلا قتله ، فاجتمع المهاجرون الاولون فأعظموا ماصنع عبيدالله من قبل هؤلاء ، واشتدوا عليه ، وزجروه عن السبي ، فقال : والله لاقتلنهم وغيرهم . يعرض ببعض المهاجرين ، فلم يزل عمرو بن العاص يرفق به حتى دفع اليه سيفه ، فأتاه سعد ، فأخذ كل واحد منهما برأس صاحبه يتناصيان ، حتى حجز بينهما الناس ، فأقبل عثمان وذلك في الثلاثة الايام الشورى قبل أن يبايع له ، حتى أخذ برأس عبيدالله بن عمر وأخذ عبيد الله برأسه ، ثم حجز بينهما وأظلمت الارض يومئذ على الناس فعظم ذلك في صدور الناس وأشفقوا أن تكون عقوبة حين قتل عبيد الله جفينة والهرمزان وابنة أبي لؤلؤة .
وعن أبي وجزة عن أبيه قال : رأيت عبيد الله يومئذ وانه ليناصي عثمان وان عثمان ليقول : قاتلك الله قتلت رجلا يصلي وصبية صغيرة ، وآخر من ذمة رسول الله صلى الله عليه وآله ما في الحق تركك . قال : فعجبت لعثمان حين ولي كيف تركه ؟ ولكن عرفت ان عمروبن العاص كان دخل في ذلك ، فلفته عن رأيه .
وعن عمران بن مناح قال ، جعل سعدبن أبي وقاص يناصي عبيدالله بن عمر حيث قتل الهرمزان وابنة أبي لؤلؤة ، وجعل سعد يقول وهو يناصيه :
لا أسد إلا أنت تَنْهِتُ
فقال عبيدالله :
تعلم أني لحم مالا تسيغه فكل من خشاش الارض ماكنت آكلا
فجاء عمرو بن العاص فلم يزل يكلم عبيدالله ، ويرفق به حتى أخذ سيفه منه ، وحبس في السجن حتى أطلقه عثمان حين ولي .
عن محمودبن لبيد : كنت أحسب إن عثمان إن ولي سيقتل عبيدالله لما كنت أراه صنع به ، كان هو وسعد أشد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله عليه . وعن المطلب بن عبدالله قال : قال علي لعبيد الله بن عمر : ماذنب بنت أبي لؤلؤة حين قتلتها ؟ قال : فكان رأي علي حين استشاره عثمان ورأي الاكابر من أصحاب رسول الله على قتله ، لكن عمروبن العاص كلم عثمان حتى تركه ، فكان علي يقول : لو قدرت على عبيدالله بن عمر ولي سلطان لاقتصصت منه .
وعن الزهري : لما استخلف عثمان دعا المهاجرين والانصار ، فقال : أشيروا علي في قتل هذا الذي فتق في الدين مافتق ، فاجمع رأي المهاجرين والانصار على كلمة واحدة يشجعون عثمان على قتله وقال جل الناس : أبعد الله الهرمزان وجفينة يريدون يتبعون عبيدالله أباه . فكثر ذلك القول ، فقال عمرو بن العاص : ياأمير المؤمنين ، إن هذا الامر قد كان قبل أن يكون لك سلطان على الناس فاعرض عنه ، فتفرق الناس عن كلام عمرو بن العاص .
وعن ابن جريج : ان عثمان استشار المسلمين فاجمعوا على ديتها ، ولا يقتل بهما عبيدالله بن عمر ، وكانا قد أسلما ، وفرض لهما عمر ، وكان علي بن أبي طالب لما بويع له أراد قتل عبيدالله بن عمر ، فهرب منه إلى معاوية بن أبي سفيان ، فلم يزل معه ، فقتل بصفين
وذكر الطبري في تاريخه 5 : 41 قال : جلس عثمان في جانب المسجد لما بويع ودعا عبيد الله بن عمر ، وكان محبوسا في دار سعدبن أبي وقاص ، وهو الذي نزع السيف من يده بعد قتله جفينة والهرمزان وابنة أبي لؤلؤة ، وكان يقول : والله لاقتلن رجالا ممن شرك في دم أبي . يعرض بالمهاجرين والانصار ، فقام إليه سعد فنـزع السيف من يده ، وجذب شعره حتى أضجعه إلى الارض ، وحبسه في داره حتى أخرجه عثمان إليه ، فقال عثمان لجماعة من المهاجرين والانصار : أشيروا علي في هذا الذي فتق في الاسلام ما فتق ، فقال علي : أرى أن تقتله . فقال بعض المهاجرين : قتل عمر أمس ويقتل ابنه اليوم ، فقال عمروبن العاص : ياأمير المؤمنين ، إن الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث كان ولك على المسلمين سلطان ، إنما كان هذا الحدث ولا سلطان لك ، قال عثمان : أنا وليهم وقد جعلتها دية واحتملتها في مالي ، قال : وكان رجل من الانصار يقال له زيادبن لبيد البياضي إذا رأى عبيد الله بن عمر قال :
ألايا عبيد الله ! مالك مهرب ولاملجأ من ابن أروى
أصبت دما والله في غير حله حراما وقتل الهرمزان له خطر
على غير شئ غير أن قال قائل : أتتهمون الهرمزان على عمر ؟
فقال سفيه والحوادث جمة : نعم اتهمه قد أشار وقد أمر
وكان سلاح العبد في جوف بيته يقلبها والامر بالامر يعتبر
قال : فشكا عبيد الله بن عمر إلى عثمان زيادبن لبيد وشعره فدعا عثمان زيادبن لبيد فنهاه قال : فأنشأ زياد يقول في عثمان :
أباعمرو عبيدالله رهن فلاتشكك بقتل الهرمزان
فانك إن غفرت الجرم عنه وأسباب الخطا فرسا رهان
أتعفو ؟ إذ عفوت بغير حق فما لك بالذي تحكي يدان
فدعا عثمان زياد بن لبيد فنهاه وشذَّبه
قال الاميني :
الذي يعطيه الاخذ بمجامع هذه النقول أن الخليفة لم يقد عبيد الله قاتل الهرمزان وجفينة وابنة أبي لؤلؤة الصغيرة مع إصرار غير واحد من الصحابة على القصاص ، ووافقه على ذلك مولانا أميرالمؤمنين علي عليه السلام ، لكنه قدم على رأيه الموافق للكتاب والسنة ، وهو أقضى الامة بنص النبي الامين وعلى آراء الصحابة إشارة عمروابن العاصي ابن النابغة المترجم في الجزء الثاني صفحة 120- 176 ط 2 بترجمة ضافية تعلمك حسبه ونسبه وعلمه ودينه حيث قال له : إن هذا الامر كان وليس لك على الناس سلطان .. الخ . على حين ان من كانت له السلطة عندئذ وهو الخليفة المقتول في آخر رمق من حياته حكم بأن يقتص من إبنه إن لم يقم البينة العادلة بأن هرمزان قتل أباه ، ومن الواضح انه لم يقمها ، فلم يزل عبيدالله رهن هذا الحكم حتى أطلق سراحه ، وكان عليه مع ذلك دم جفينة وابنة أبي لؤلؤة .
وهل يشترط ناموس الاسلام للخليفة في اجرائه حدودالله وقوع الحوادث عند سلطانه حتى يصاخ إلى ماجاءبه ابن النابغة ؟ وان صحت الاحلام فاستيهاب الخليفة لماذا ؟ وهب ان خليفة الوقت له أن يهب أو يستوهب المسلمين حيث لايوجد ولي للمقتول ؟ ولكن هل له إلغاء الحكم النافذ من الخليفة قبله ؟ وهل للمسلمين الذين استوهبهم فوهبوا مالا يملكون رد ذلك الحكم البات ؟ وعلى تقدير أن يكون لهم ذلك فهل هبة أفراد منهم وافية لسقوط القصاص ، أو يجب أن يوافقهم عليها عامة المسلمين ؟ وأنت ترى ان في المسلمين من ينقد ذلك الاسقاط وينقد من فعله ، حتى ان عثمان لما رأى المسلمين انهم قد أبوا إلا قتل عبيد الله أمره فارتحل إلى الكوفة وأقطعه بها دارا وأرضا ، وهي التي يقال لها : كويفة ابن عمر ، فعظم ذلك عند المسلمين وأكبروه وكثر كلامهم فيه
إلى هنا انقطعت المعاذير في ابقاء عبيدالله والعفو عنه ، لكن قاضي القضاة اطلع رأسه من ممكن التمويه ، فعزى إلى شيخه أبي علي انه قال
أولا تسائل هذا الرجل عن أي شماتة تتوجه إلى المسلمين في تنفيذهم حكم شرعهم وإجرائهم قضاء الخليفة الماضي في ابنه الفاسق قاتل الابرياء ؟ وانهم لم تأخذهم عليه رأفة في دين الله لتعديه حدوده سبحانه (ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون) ، ولم يكترثوا لانه في الامس اصيب بقتل أبيه واليوم يقتل هو فتشتبك المصيبتان على أهله ، هذا هو الفخر المرموق اليه في باب الاديان لانه منبعث عن صلابة في إيمان ، ونفوذ في البصيرة ، وتنمر في ذات الله ، وتحفظ على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وأخذ بمجاميع الدين الحنيف .
فأي أمة هي هكذا لا تنعقد عليها جمل الثناء ولا تفد اليها ألفاظ المدح والاطراء ؟
وإنما الشماتة في التهاون بالاحكام ، وإضاعة الحدود بالتافهات ، واتباع الهوى والشهوات ، لكن الشيخ أباعلي راقه أن يكون له حظا من الدفاع فدافع . ثم إن ماارتكبه الخليفة خلق لمن يحتذي مثاله مشكلة ارتبكوا في التأول في تبرير عمله الشاذ عن الكتاب والسنة . فمن زاعم انه عفى عنه ولولي الامر ذلك . وهم يقولون : إن الامام له أن يصالح على الدية إلا انه لايملك العفو ، لان القصاص حق المسلمين بدليل ان ميراثه لهم ، وإنما الامام نائب عنهم في الاقامة وفي العفو إسقاط حقهم أصلا ورأسا وهذا لايجوز ، ولهذا لايملكه الاب والجد وإن كانا يملكان استيفاء القصاص وله أن يصلح على الدية
أخرج الطبري في تاريخه 5 : 43 عن السري وقد كتب اليه شعيب عن سيف بن عمر عن أبي منصور قال : سمعت القماذبان يحدث عن قتل أبيه ، قال : كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض ، فمر فيروز بأبي ومعه خنجرله رأسان ، فتناوله منه وقال : ماتصنع في هذه البلاد ؟ فقال : أبس به . فرآه رجل فلما أصيب عمر قال : رأيت هذا مع الهرمزان دفعه إلى فيروزفاقبل عبيدالله فقتله ، فلما ولي عثمان دعاني فأمكنني منه ثم قال : يا بني هذا قاتل أبيك وأنت أولى به منا فاذهب فاقتله . فخرجت به وما في الارض أحد إلا معي إلا أنهم يطلبون إلي فيه ، فقلت لهم : ألي أن أقتله ؟ قالوا : نعم . وسبوا عبيد الله ، فقلت أفلكم أن تمنعوه ؟ قالوا : لا ، وسبوه . فتركته لله ولهم فاحتملوني ، فوالله مابلغت المنـزل إلا على رؤوس الرجال وأكفهم .
ولو كان هذا الولي المزعوم موجودا عند ذاك فما معنى قول عثمان في الصحيح المذكور على صهوة المنبر : لاوارث له إلا المسلمون عامة وأنا إمامكم ؟
وماقوله الآخر في حديث الطبري نفسه : أنا وليهم وقد جعلته دية واحتملتها في مالي ؟ ولو كان يعلم بمكان هذا الوارث فلم حول القصاص إلى الدية قبل مراجعته ؟
ثم لما حوله فلم لم يدفع الدية إليه واحتملها في ماله ؟ ثم أين صارت الدية وما فعل بها ؟ أنا لا أدري .
ولوكان المسلمون يعترفون بوجود القماذبان وما في الارض أحد إلا معه وهو الذي عفى عن قاتل أبيه فما معنى قول الخليفة : وقد عفوت ، أفتعفون ؟ وقوله في حديث البيهقي : قد عفوت عن عبيدالله بن عمر ؟
وما معنى استيهاب خليفة المسلمين وولي المقتول حي يرزق ؟ وما معنى مبادرة المسلمين إلى موافقته في العفو والهبة ؟
ومامعنى تشديد مولانا أميرالمؤمنين في النكير على من تماهل في القصاص ؟
وما معنى قوله صلى الله عليه وآله لعبيد الله يافاسق ! لئن ظفرت بك يوما لاقتلنك بالهرمزان ؟ ومامعنى تطلبه لعبيدالله ليقتله أبان خلافته ؟
وما معنى هربه من المدينة إلى الشام خوفا من اميرالمؤمنين ؟
ومامعنى قول عمرو بن العاصي لعثمان : ان هذا الامر كان وليس لك على الناس سلطان ؟
وما معنى قول سعيد بن المسيب : فذهب دم الهرمزان هدرا ؟
وما معنى قول لبيد بن زياد وهو يخاطب عثمان : أتعفو إذ عفوت بغير حق . الخ .
وما معنى مارواه ملك العلماء الحنفي في بدائع الصنائع 7 : 245 وجعله مدرك الفتوى في الشريعة ؟ قال : روي انه لما قتل سيد نا عمر خرج الهرمزان والخنجر في يده فظن عبيدالله ان هذا هوالذي قتل سيدنا عمر فقتله فرفع ذلك إلى سيدنا عثمان فقال سيدنا علي عليه السلام لسيدنا عثمان : اقتل عبيد الله . امتنع سيدنا عثمان وقال : كيف أقتل رجلا قتل أبوه أمس ؟ لا أفعل ، ولكن هذارجل من أهل الارض وأنا وليه أعفو عنه وأودي ديته .
وما معنى قول الشيخ أبي علي انه لم يكن للهرمزان ولي يطلب بدمه والامام ولي من لا ولي له ، وللولي أن يعفو . ولبعض ماذكر زيفه ابن الاثير في الكامل 3 : 32 فقال : الاول أصح في اطلاق عبيد الله لان عليا لما ولي الخلافة أراد قتله فهرب منه إلى معاوية بالشامولوكان اطلاقه بأمرولي الدم لم يتعرض له علي . انتهى .
قبل هذه كلها ما في اسناد الرواية من الغمز والعلة ، كتبها إلى الطبري السري ابن يحيى الذي لا يوجد بهذه النسبة له ذكر قط ، غير ان النسائي أورد عنه حديثا لسيف بن عمر فقال : لعل البلاء من السري
وابن حجر يراه السري بن اسماعيل الهمداني الكوفي الذي كذبه يحيى بن سعيد وضعفه غيرواحد من الحفاظ .
ونحن نراه السري بن عاصم الهمداني نزيل بغداد المتوفى 258 ، وقد أدرك ابن جرير الطبري شطرا من حياته يربو على ثلاثين سنة ، كذبه ابن خراش ، ووهاه ابن عدي ، وقال : يسرق الحديث ، وزاد ابن حبان : ويرفع الموقوفات لايحل الاحتجاج به ، وقال النقاش في حديث : وضعه السري
فهو مشترك بين كذابين لايهمنا تعيين احدهما . والتسمية بابن يحيى محمولة على النسبة إلى أحد أجداده كما ذكره ابن حجر في تسميته بابن سهل
ولا يحسب القارئ انه السري بن يحيى الثقة لقدم زمانه وقد توفي سنة 167
وفي الاسناد شعيب بن ابراهيم الكوفي المجهول ، قال ابن عدي : ليس بالمعروف ، وقال الذهبي : راوية كتب سيف عنه فيه جهالة
وفيه سيف بن عمر التميمي راوي الموضوعات ، المتروك ، الساقط ، المتسالم على ضعفه : المتهم بالزندقة ، كمامرت ترجمته في صفحة 84 . وقد مر عن السيوطي انه ضعفه : المتهم بالزندقة ، كمامرت ترجمته في صفحة 84 . وقد مر عن السيوطي انه ذكر حديثا بهذا الطريق وقال : موضوع فيه ضعفاء أشدهم سيف بن عمر . وفيه أبومنصور ، مشترك بين عدة ضعفاء لا يعول عليهم ولا على روايتهم .
______________________
(1) أسلم على يد عمر وفرض له في الفين كما في الاصابة وغيرها .
(2) انهيت كالزئير الا انه دونه .
(3) الشعر لكلاب بن علاط اخى الحجاج بن علاط .
(4) قال العلامة الاميني رحمه الله حذفنا أسانيد هذه الاحاديث روما للاختصار وهي كلها مسندة .
(5) أروى بنت كريز أم عثمان كمامر في 120 .
(6) شذَّبه : طرده .
(7) انظر ايضا ياقوت الحموي : معجم البلدان 7 : 307 .
(8) المسعودي : مروج الذهب 2 : 12 .
(9) راجع ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة 1 : 242 .
(10) ملك العلماء الحنفي : بدايع الصنايع 7 : 245 .
(11) ابن حجر : تهذيب التهذيب 3 : 460 .
(12) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 9 : 193 ، الذَّهبي : ميزان الاعتدال 1 : 380 ، ابن حجر : لسان الميزان 3 : 13 ، وما مر في ج 5 : 231 ط 2 .
(13) ابن حجر : لسان الميزان 3 : 13 .
(14) ابن حجر : تهذيب التهذيب 3 : 461 .
(15) الذَّهبي : ميزان الاعتدال 1 : 448 ، ابن حجر : لسان الميزان 3 : 145 .