المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد

الشرقي بن القطامي الكوفي (توفي قبل المائتين)

قال أبو الحسن الدارقطني : اسم الشرقي بن القطامي العلامة الوليد بن الحصين بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك من بنى عمرو بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر الأكبر بن عوف من بني عذرة بن زيد اللات بن رفيدة .

والحصين والد الشرقي هو المعروف بالقطامي .

وكان الشرقي عالما بالنسب وافر الأدب ، فأقدمه أبو جعفر المنصور بغداد وضم إليه المهدي ليأخذ من ادبه  (1) .

قال المسعودي : وروى ابن عياش وابن دأب أن المنصور كان قد ضم الشرقي بن القطامي إلى المهدي ، حين خلفه بالري ، وامره أن يأخذه بحفظ أيّام العرب ، ومكارم الأخلاقودراسة الأخبار ، وقراءة الأشعار  (2) .

قال الخطيب : أخبرني بن الفضل أخبرنا دعلج بن أحمد أخبرنا أحمد بن علي الأبار حدَّثنا محمد بن إسماعيل الضرير الواسطي قال : سمعت يزيد بن هارون يقول : حدَّثنا شعبة عن شرقي بن قطامي بحديث عمر بن الخطاب انه كان يبيت من وراء العقبة فقال : شعبة حماري وردائي في المساكين صدقة ان لم يكن شرقي كذب على عمر قال قلت فلم تروي عنه .

أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدَّثنا محمد بن العباس الخزاز أخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال قال إبراهيم الحربي : شرقي بن قطامي كوفى قد تكلم فيه وكان صاحب سمر .

أخبرني البرقاني حدَّثني محمد بن أحمد بن محمد الأدمى حدَّثنا محمد بن علي الأيادي حدَّثنا زكريا بن يحيى الساجي قال شرقي الجعفي هو بن قطامي ضعيف يحدث عنه شعبة له حديث واحد ليس بالقائم  (3) .

رواياته في شرح النهج :

ج16/194-195 خبر شفاعة الحسن بن علي عليه السلام في سعيد بن سرح وفي 249 -252رواية المرتضيعن الشرقي خطبة الزهراء لما منعت فدك ،

ج19/421-424 قصة رجل من كلب يبدو عليها آثار الوضع .

شرح النهج ج 16 /194 -195 .

روى الشرقي بن القطامي قال كان سعيد بن سرح مولى حبيب بن عبد شمس شيعة لعلي بن أبي طالب عليه السلام فلما قدم زياد الكوفة طلبه واخافه فاتى الحسن بن علي عليه السلام مستجيرا به فوثب زياد على اخيه وولده وامراته فحبسهم واخذ ماله ونقض داره فكتب الحسن بن علي عليه السلام إلى زياد اما بعد فانك عمدت إلى رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم فهدمت داره واخذت ماله وحبست اهله وعياله فان اتاك كتابي هذا فابن له داره واردد عليه عياله وماله وشفعني فيه فقد اجرته والسلام .

فكتب إليه زياد من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة اما بعد فقد اتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وانت طالب حاجة وانا سلطان وانت سوقة وتامرني فيه بامر المطاع المسلط على رعيته كتبت إلي في فاسق آويته اقامه منك على سوء الراي ورضا منك بذلك وايم الله لا تسبقني به ولو كان بين جلدك ولحمك وان نلت بعضك غير رفيق بك ولا مرع عليك فان احب لحم علي ان آكله للحم الذي انت منه فسلمه بجريرته إلى من هو اولى به منك فان عفوت عنه لم اكن شفعتك فيه وان قتلته لم اقتله إلاَّ لحبه اباك الفاسق والسلام .

فلما ورد الكتاب على الحسن عليه السلام قرأه وتبسم وكتب بذلك إلى معاوية وجعل كتاب زياد عطفه وبعث به إلى الشام وكتب جواب كتابه كلمتين لا ثالثه لهما من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سمية اما بعد فان رسول الله قال صلى الله عليه وآله الولد للفراش وللعاهر الحجر والسلام .

فلما قرأ معاوية كتاب زياد إلى الحسن ضاقت به الشام وكتب إلى زياد اما بعد فان الحسن بن علي بعث إلي بكتابك إليه جوابا عن كتاب كتبه اليك في ابن سرح فاكثرت العجب منك وعلمت ان لك رايين احدهما من أبي سفيان والاخر من سمية فاما الذى من أبي سفيان فحلم وحزم واما الذي من سميه فما يكون من راي مثلها من ذلك كتابك إلى الحسن تشتم اباه وتعرض له بالفسق ولعمري انك الاولى بالفسق من ابيه فاما ان الحسن بدا بنفسه ارتفاعا عليك فان ذلك لا يضعك لو عقلت واما تسلطه عليك بالأمر فحق لمثل الحسن ان يتسلط واما تركك تشفيعه فيما شفع فيه اليك فحظ دفعته عن نفسك إلى من هو اولى به منك فاذا ورد عليك كتابي فخل ما في يديك لسعيد بن أبي سرح وابن له داره واردد عليه ماله ولا تعرض له فقد كتبت إلى الحسن ان يخيره ان شاء اقام عنده وان شاء رجع إلى بلده ولا سلطان لك عليه لا بيد ولا لسان واما كتابك إلى الحسن باسمه واسم امه ولا تنسبه إلى ابيه فان الحسن ويحك من لا يرمى به الرجوان وإلى اي أم وكلته لا أم لك أما علمت أنها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فذاك افخر له لو كنت تعلمه وتعقله وكتب في اسفل الكتاب شعرا من جملته:

اما حسن فابن الذي كان قبله       اذا سار سار الموت حيث يسير

وهل يلد الرئبال إلاَّ نظيره       وذا حسن شبه له ونظير

ولكنه لو يوزن الحلم والحجا       بامر لقالوا يذبل وثبير

أقول : اورد القصة ابن خلِّكان في كتابه وفيات الاعيان وفيها اسم الحسين بدلا من الحسن عليه السلام .

______________________

(1) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 9/278 .

(2) المسعودي : مروج الذهب 3/320 .

(3) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 9/278 .

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري