المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد

المدائني (ت225)

أبو سيف علي بن محمد بن عبد الله .

قال الذهبي : هو العلامة الحافظ الصادق أبو الحسن علي بن محمد نـزل بغداد وصنف التصانيف وكان عجبا في معرفة السير والمغازي والانساب وأيّام العرب ، مصدقاً فيما ينقله علي الاسناد .

ولد سنة اثنتين وثلاثين ومئة .

وسمع قرة بن خالد وهو اكبر شيخ له ، وشعبة ، وجويرية بن اسماء ، وعوانة بن الحكموابن أبي ذئب ، ومبارك بن فضالة ، وحماد بن سلمة ، وسلام بن مسكين ، وطبقتهم ، وكان نشأ بالبصرة .

حدَّث عنه : خليفة بن خياط ، والزبير بن بكار ، والحارث بن أبي اسامة ، وأحمد بن أبي خيثمة ، والحسن بن علي بن المتوكِّل وآخرون .

قال أحمد بن أبي خيثمة : كان أبي ، ومصعب الزبيري ، ويحيى بن معين يجلسون بالعشيات على باب مصعب ، فمر رجل ليلة على حمار فاره ، وبزة حسنة ، فسلم ، وخص بمسألته يحيى بن معين ، فقال له يحيى : يا أبا الحسن ، إلى اين ؟ قال : إلى هذا الكريم الذي يملأ كمي دنانير ودراهم ، إسحاق بن إبراهيم الموصلي . فلما ولى ، قال يحيى : ثقة ثقة ثقة فسألت أبي : من هذا ؟ قال : هذا المدائني  (1) .

قال محمد بن إسحاق النديم : قرأت بخط ابن الاخشيد : كان المدائني متكلما من غلمان معمر بن الاشعث قال : وحفص الفرد وأبو شمر وأبو الحسن المدائني وأبو بكر الاصم وأبو عامر وعبد الكريم بن روح ستة كانوا غلمان معمر بن الاشعث .

حدَّث المدائني قال : امر المأمون أحمد بن يوسف بإدخالي عليه ، فلما دخلت ذكر علىَّ بن أبي طالب عليه السلام ، فحدثته فيه بأحاديث إلى ان ذكر لعن بني امية له ، فقلت : حدَّثني أبو سلمة المثنى بن عبد الله اخو محمد بن عبد الله الانصاري قال :

قال لي رجل : كنت بالشام فجعلت لا اسمع احداً يسمى عليا ولا حسناً ولا حسيناً وانما اسمع معاوية ويزيد والوليد ، قال : فمررت برجل جالس على باب داره وقد عطشت فاستسقيته فقال : ياحسن اسقه فقلت له : اسميت حسناً ؟ فقال : أي والله ، ان لي اولاداً اسماؤهم حسن وحسين وجعفر ، فإن ، أهل الشام يسمون اولادهم بأسماء خلفاء الله ولا يزال احدنا يلعن ولده ويشتمه ، وانما سميت اولادي بأسماء اعداء الله ، فإذا لعنت انما ألعن اعداء الله فقلت له : ظننتك خير أهل الشام ، واذا بهم ليس فيهم شر منك . فقال المأمون : لا جرم  (2) ، قد ابتعث الله عليهم من يلعن احياءهم وامواتهم ، ويلعن من في اصلاب الرجال وارحام النساء ، يعني الشيعة . فهرست كتب المدائني نقلا من كتاب ابن النديم .

وذكر انه نقله من خط ابن الكوفي  (3) .

قال ابن النديم : توفي في منزل إسحاق بن إبراهيم الموصلي وكان منقطعا إليه :  (4) .

وله من الكتب على ما انا ذاكره من خط أبي الحسن بن الكوفي :

في اخبار النبي صلى الله عليه وآله : كتاب امهات النبي صلى الله عليه وآله . كتاب صفة النبي صلى الله عليه وآله . كتاب اخبار المنافقين . كتاب عهود النبي صلى الله عليه وآله . كتاب تسمية المنافقين ومن نزل فيه القرآن منهم ومن غيرهم . كتاب تسمية الذين يؤذون النبى وتسمية المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين . كتاب رسائل النبي صلى الله عليه وآله . كتاب كتب النبي صلى الله عليه وآله إلى الملوك . كتاب آيات النبي صلى الله عليه وآله . كتاب اقطاع النبي صلى الله عليه وآله كتاب فتوح النبى صلى الله عليه وآله . كتاب صلح النبي صلى الله عليه وآله . كتاب خطب النبي صلى الله عليه وآله . كتاب عهود النبي صلى الله عليه وآله . كتاب المغازى . وزعم ابوالحسن بن الكوفى انها عنده في ثمانية اجزاء ، جلود بخط عباس اليابس . كتاب سرايا النبي صلى الله عليه وآله . كتاب الوفود : ويحتوى على ، وفود اليمن ، وفود مضر ، وفود ربيعه ، كتاب دعاء النبي صلى الله عليه وآله . كتاب خبر الافك . كتاب ازواج النبي . صلى الله عليه وآله كتاب السراياكتاب عمال النبي صلى الله عليه وآله على الصدقات . كتاب ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وآلهكتاب حجة ابي بكر . كتاب خطب النبي صلى الله عليه وآله (كتاب اخبار النبي) . كتاب الخاتم والرسل . كتاب من كتب له النبي صلى الله عليه وآله كتابا وامانا . كتاب اموال النبي صلى الله عليه وآله وكتابه ومن كان ترد عليه الصدقة من قريش العرب .

اخبار قريش كتاب نسب قريش واخبارها : كتاب العباس بن عبد المطلب . كتاب اخبار ابيطالب وولده . كتاب عبد الله بن العباس . كتاب على بن عبد الله بن عباس . كتاب آل ابى العاص . كتاب آل ابي العيص . كتاب خبر الحكم بن ابي العباس . كتاب عبد الرحمن بن سمرة . كتاب ابن ابي عتيق . كتاب عمرو بن الزبير . كتاب فضائل محمد بن الحنفية . كتاب فضائل جعفر بن ابي طالب . كتاب فضائل الحارث ابن عبد المطلب . كتاب فضائل عبد الله بن جعفر . كتاب معاوية بن عبد الله . كتاب عبد الله بن معاوية . كتاب (امر) محمد بن على بن عبد الله بن عباس . كتاب العاص بن امية . كتاب عبد الله بن عامل بن كريز . كتاب بشر بن مروان بن الحكم . كتاب عمر بن عبد الله بن معمر . كتاب هجاء حسان لقريش . كتاب فضائل قريش كتاب عمرو بن سعيد بن العاص . كتاب يحيى بن عبد الله بن الحارث . كتاب اسماء من قتل من الطالبيين . كتاب اخبار زياد بن ابيه . كتاب مناكح زياد وولده ودعوته . كتاب الجوابات ويحتوي على جوابات قريش . جوابات مضر . جوابات ربيعه . جوابات الموالي . جوابات اليمن .

كتبه في اخبار مناكح الاشراف واخبار النساء : كتاب الصداق . كتاب الولائم . كتاب المناكح . كتاب النواكح (والنواشز) كتاب المعبرات (كذا) . كتاب المغنيات . كتاب المتردفات (المردفات) من قريش . كتاب من جمع بين اختين ومن تزوج ابنة امرأته ومن جمع اكثر من اربع ومن تزوج مجوسية . كتاب من كره مناكحته . كتاب من ميل عنها زوجها . كتاب من نهيت عن تزويج رجل فتزوجته . كتاب من تزوج من الاشراف في كلب كتاب من هجاها زوجهاكتاب من شكت زوجها او شكاها . كتاب مناقضات الشعراء واخبار النساء . كتاب من تزوج في ثقيف من قريش . كتاب الفاطميات . كتاب من وصف امرأة فاحسن . كتاب الكلبيات كتاب العواتك . كتاب مناكح الفرزدق . كتاب البكر . كتاب من تزوج من نساء الخلفاء .

كتبه في اخبار الخلفاء : كتاب تسمية الخلفاء وكتابهم واعمارهم . كتاب تاريخ اعمار الخلفاء . كتاب تاريخ الخلفاء . كتاب حلي الخلفاء . كتاب اخبار الخلفاء الكبير ، ويحتوى على اخبار ابى بكر . عمر . عثمان . علي عليه السلام . معاوية . يزيد (بن معاوية) . معاوية . ابن الزبير . مروان بن الحكم ، عبد الملك . الوليد . سليمان . عمر . يزيد بن عبد الملك . هشام بن عبد الملك . الوليد بن يزيد . يزيد بن الوليد . مروان . السفاح . المنصورالمهدى . الهادى . الرشيد . الامين (والفتنة) . المامون المعتصم . (كتاب اخبار السفاح . كتاب آداب السلطان) .

كتبه في الاحداث : (كتاب مقتل عثمان بن عفان ) . كتاب الردة . كتاب الجمل . كتاب الغارات . كتاب الخوارج . كتاب النهروان . كتاب خبر ضابي بن الحارث البرجمي كتاب توبة بن مضرس . كتاب بني ناجية والحريث بن راشد ومصقلة بن هبيرة (كتاب مختصر الخوارج . كتاب خطب علي ( عليه السلام) وكتبه إلى عماله . كتاب عبد الله بن عامر الحضرمي . كتاب اسماعيل بن هبار . كتاب عمرو بن الزبير . كتاب مرج راهط . كتاب الربذة ومقتل خنيس . كتاب اخبار الحجاج ووفاته . كتاب عباد بن الحصين . كتاب حرة راقم كتاب ابن الجارود بروشنقباد . كتاب مقتل عمرو بن سعيد (بن العاص) ، كتاب زياد بن عمرو بن الاشرف العتكي . كتاب خلاف (خلافة) عبد الجبار الازدي ومقتله . كتاب سلم بن قتيبة وروح بن حاتم . كتاب (المسور) بن عمر بن عباد الحبطى وعمرو بن سهل . كتاب مقتل يزيد بن عمرو بن هبيرة . كتاب يوم سنبيل .

كتبه في الفتوح : كتاب فتوح الشام ايام ابى بكر اول خبر الشام . مرج الصقر . ايام ابى بكر ، خبر بصرى ، خبر الباقوصة (الواقوصة) . خبر دمشق . ايام عمر ، خبر قحل . حمص اليرموك . ايليا . قيسارية . عسقلان . غزة قبرس . كتاب عمرو بن سعد الانصاري .

كتاب فتوح العراق ، وفاة ابى بكر . خبر الجسر . خبر مهران ومقتله يوم النخيلة . خبر القادسية ، المدائن . جلولاء . نهاوند .

كتبه في خبر البصرة وفتوحها : ويحتوي على دستميسان . ولاية المغيرة ابن شعبة . ولاية ابى موسى . خبر الاهواز . خبر مناذر . خبر نهر تبري . خبر السوس . خبر تستر . خبر القلعة . خبر الهرمزان . خبر ضبة بن محصن . خبر جند يسابور . خبر صهرناج . قرية العبدي . خبر سرق . (خبر مهر جانقدق . خبر ماسندان . خبر قلعة سرق) . خبر رامهرز . خبر السهان ؟ (البستان) . كتاب الاساورة . كتاب فتوح خراسان . ويحتوى على . ولاية الجنيد بن عبد الرحمن . رافع بن الليث بن نصر بن سيار . اختلاف الرواية في خبرقتيبة بخراسان . كتاب نوادر قتيبة بن مسلم (بخراسان)كتاب ولاية اسد بن عبد الله القسرى . كتاب ولاية نصر بن سيار . كتاب الدولة كتاب ثغر الهند . كتاب عمال الهند . كتاب فتوح سجستان . كتاب فارس . كتاب فتح الابلة . كتاب اخبار ارمينية . كتاب كرمان . كتاب فتح كابل وزابلستان . كتاب القلاع والاكراد . كتاب عمان . كتاب فتوح جبال طبرستان . كتاب طبرستان ايام الرشيد . (كتاب فتوح مصر) . كتاب الري وامر العلوى . كتاب اخبار الحسن بن زيد وما مدح به من الشعر وعماله . كتاب فتوح الجزيرة(كتاب فتوح البامر) . كتاب فتوح الاهواز . (كتاب فتوح الشام) . كتاب فتح سهرك . كتاب امر البحرين كتاب فتح برقة . كتاب فتح مكران . كتاب فتوح الحيرة ، كتاب موادعة النوبة . كتاب خبر سارية بن زنيم . كتاب فتوح الري . كتاب فتوح جرجان وطبرستان .

كتبه في اخبار العرب : كتاب البيوتات . كتاب الجيران . كتاب اشراف عبد القيس . كتاب اخبار ثقيف . كتاب من نسب إلى امه . كتاب من سمى باسم ابيه من العرب . كتاب الخيل والرهان . كتاب بناء الكعبة . كتاب خبر خزاعة . كتاب حما المدينة وجبالها واوديتها .

كتبه في اخبار الشعراء (وغيرهم) : كتاب اخبار الشعراء . كتاب من نسب إلى امه من الشعراء . كتاب العمائر . كتاب الشيوخ . كتاب الغرماء . كتاب من هادن او غزا . كتاب من افترض من الاعراب في الديوان فندم وقال شعرا . كتاب المتمثلين . كتاب من تمثل بشعر في مرضه كتاب الابيات التى جوابها كلام . كتاب النجاشى . كتاب من وقف على قبر فتمثل بشعر كتاب من بلغه موت رجل فتمثل بشعر او كلام . كتاب من تشبه بالرجال من النساءكتاب من فضل الاعرابيات على الحضريات . كتاب من قال شعرا على البديهة . كتاب من قال شعرا في الاوابد . كتاب الاستعداء على الشعراء . كتاب من قال شعرا فسمى به . كتاب من قال في الحكومة من الشعرا . كتاب تفضيل الشعرا بعضهم على بعض . كتاب من ندم على المديح (ومن ندم) على الهجاء . كتاب من قال شعرا واجيب بكلام . كتاب ابى الاسود الدوئلى . كتاب خالد بن صفوان . كتاب مهاجاة عبد الرحمن بن حسان للنجاشي . كتاب قصيدة خالد بن يزيد في الملوك والاحداث ، كتاب اخبار الفرزدق . كتاب قصيدة عبد الله بن اسحق بن الفضل بن عبد الرحمن . خبر عمران بن حطان (الخارجي . كتاب النكد . كتاب الأكَلة) .

ومن كتبه المؤلفة : كتاب الاوائل . كتاب المتيمين . كتاب التعازي . كتاب المنافرات كتاب من جرد من الاشراف (كتاب العقبة والبردة) . كتاب المسيرَّين . كتاب القيافة والفال والزجر(كتاب المروة) . كتاب الحمقاءكتاب اللواطين . (كتاب خصومات الاشراف . كتاب الخيل . كتاب التمنى) . كتاب الجواهر . كتاب المغنين . كتاب المسمومين . كتاب كان يقال . كتاب ذم الحسد . كتاب من وقف على قبر . كتاب الخيل . كتاب من استجيبت دعوته . كتاب قضاة اهل المدنية . كتاب قضاة اهل البصرة . كتاب اخبار رقبة بن مصقلة . كتاب مفاخرة العرب والعجم كتاب مفاخرة اهل البصرة واهل الكوفة . كتاب ضرب الدراهم والصرف . كتاب اخبار اياس بن معاوية . كتاب اخبار اصحاب الكهف . كتاب صلاح المال . كتاب خطبة واصل . كتاب ادب الاخوان . كتاب النحل ؟ (كذا) . كتاب المقطعات المتخيرات . كتاب اخبار ابن سيرين كتاب الرسالة إلى ابن ابى داود . كتاب النوادر . (كتاب اخبار المختار) . كتاب المدينة . كتاب مكة . كتاب المحتضرين ومعناه من مات في شبابه . (كتاب معرفة المراقب والرسوم) . كتاب المراعى والجراد ويحتوى على : الكور ، والطساسيحوجباياتها . (كتاب الجوابات) . (وله ايضا ، كتاب المحاسن ، فيه ما يحتاج اليه من الاداب .. عشرة الملوك) .

روايات ابن أبي الحديد عنه :

كتاب صفين :

ما رواه في ج2/197-203 ، 246 ،

ج16 /133-136 .

روى على بن محمد بن أبي سيف المدائني عن فضيل بن الجعد قال : آكد الاسباب في تقاعد العرب عن امير المؤمنين عليه السلام امر المال فانه لم يكن يفضل شريفا على مشروف ولا عربيا على عجمى ولا يصانع الرؤساء وامراء القبائل كما يصنع الملوك ولا يستميل احدا إلى نفسه وكان معاوية بخلاف ذلك فترك الناس عليا والتحقوا بمعاوية فشكا علي عليه السلام إلى الاشتر تخاذل اصحابه وفرار بعضهم إلى معاوية فقال الاشتر يا امير المؤمنين انا قاتلنا أهل البصرة بأهل البصرة وأهل الكوفة ورأي الناس واحد وقد اختلفوا بعد وتعادوا وضعفت النية وقل العدد وانت تاخذهم بالعدل وتعمل فيهم بالحق وتنصف الوضيع من الشريف فليس للشريف عندك فضل منـزلة على الوضيع فضجت طائفة ممن معك من الحق اذ عموا به واغتموا من العدل اذ صاروا فيه وراوا صنائع معاوية عند أهل الغناء والشرف فتاقت انفس الناس إلى الدنيا وقل من ليس للدنيا بصاحب واكثرهم يجتوي الحق ويشتري الباطل ويؤثر الدنيا فان تبذل المال يا امير المؤمنين تمل اليك اعناق الرجال وتصف نصيحتهم لك وتستخلص ودهم صنع الله لك يا امير المؤمنين وكبت اعداءك وفض جمعهم واوهن كيدهم وشتت امورهم انه بما يعملون خبير .

فقال علي عليه السلام : اما ما ذكرت من عملنا وسيرتنا بالعدل فان الله عز وجل يقول (من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) وانا من ان اكون مقصرا فيما ذكرت اخوف .

واما ما ذكرت من ان الحق ثقل عليهم ففارقونا لذلك فقد علم الله انهم لم يفارقونا من جور ولا لجئوا اذ فارقونا إلى عدل ولم يلتمسوا إلاَّ دنيا زائلة عنهم كان قد فارقوها وليسالن يوم القيامة اللدنيا ارادوا ام لله عملوا .

واما ما ذكرت من بذل الاموال واصطناع الرجال فانه لا يسعنا ان نؤتي امرءا من الفى اكثر من حقه وقد قال الله سبحانه وتعالى وقوله الحق (كم من فئة قليله غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين) وقد بعث الله محمدا ص وحده فكثره بعد القلة واعز فئته بعد الذلة وان يرد الله ان يولينا هذا الأمر يذلل لنا صعبه ويسهل لنا حزنه .

وانا قابل من رأيك ما كان لله عز وجل رضا وانت من آمن الناس عندي وانصحهم لي واوثقهم في نفسي ان شاء الله  (5) .

ج 2 باب 34 ص 203 .

روى على بن محمد بن أبي يوسف المدائني ان طائفة من اصحاب علي عليه السلام مشوا إليه فقالوا : يا امير المؤمنين اعط هذه الاموال وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم واستمل من تخاف خلافه من الناس وفراره ، وانما قالوا له ذلك لما كان معاوية يصنع في المال ، فقال لهم : اتامرونني ان اطلب النصر بالجور لا والله لا افعل ما طلعت شمس وما لاح في السماء نجم والله لو كان المال لي لواسيت بينهم فكيف وانما هي اموالهم ، ثمَّ سكت طويلا واجما ، ثمَّ قال : الأمر اسرع من ذلك قالها ثلاثا .

ج 2 باب 35 ص 246 .

ج 16 / 133 -137 .

ج 16 باب 33 ص 138 .

كتاب الخوارج :

ج2/271 ان القوم عبروا النهر ...

ج 2 باب 36 ص 271 .

وذكر المدائني في كتاب الخوارج قال : لما خرج علي عليه السلام إلى أهل النهر اقبل رجل من اصحابه ممن كان على مقدمته يركض حتّى انتهى إلى علي عليه السلامفقال : البشرى يا امير المؤمنين .

قال : ما بشراك ؟ .

قال : ان القوم عبروا النهر لما بلغهم وصولك فابشر فقد منحك الله اكتافهم .

فقال له : آلله انت رايتهم قد عبروا .

قال نعم ، فاحلفه ثلاث مرات في كلها يقول نعم .

فقال علي عليه السلام : والله ما عبروه ولن يعبروه وان مصارعهم لدون النطفة والذى فلق الحبة وبرأ النسمة لن يبلغوا الا ثلاث ولا قصر بوازن حتّى يقتلهم الله وقد خاب من افترى .

قال : ثمَّ اقبل فارس آخر يركض ، فقال كقول الاول فلم يكترث علي عليه السلام بقوله .

وجاءت الفرسان تركض كلها تقول مثل ذلك .

فقام علي عليه السلام فجال في متن فرسه .

قال : فيقول شاب من الناس والله لاكونن قريبا منه فان كانوا عبروا النهر لاجعلن سنان هذا الرمح في عينه ، ايدعى علم الغيب فلما انتهى عليه السلام إلى النهر وجد القوم قد كسروا جفون سيوفهم وعرقبوا خيلهم وجثوا على ركبهم وحكموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زجل .

فنزل ذلك الشاب فقال : يا امير المؤمنين اني كنت شككت فيك آنفا واني تائب إلى الله واليك فاغفر لي .

فقال علي عليه السلام : ان الله هو الذى يغفر الذنوب فاستغفره .

كتاب الامثال :

ج4/126-128 .

كتاب الأكلة :

ج18/398-402 .

كتاب أمهات الخلفاء :

ج11/69 جعفر بن محمد عليه السلام صهاك امة الزبير بن عبد المطلب ... رحم الله عمر لم يعدو السنة ...

كتاب الجمل :

ج1/253-258 ، 307 -308ج6/215 ، ج7/خطبة لعلي بعد فراغه من حرب الجمل ، ج9/113-115 ، 317 ج14/13-14 .

كتاب الفتوح :

ج9/ 95-97 (نهج البلاغة) ج 9 باب 146 ص 95 .

و من كلام له عليه السلام وقد استشاره عمر في الشخوص لقتال الفرس بنفسه :

ان هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلة وهو دين الله الذى اظهره وجنده الذى اعده وامده حتّى بلغ ما بلغ وطلع حيثما طلع ونحن على موعود من الله والله منجز وعده وناصر جنده ومكان القيم بالأمر مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمه فان انقطع النظام تفرق وذهب ثمَّ لم يجتمع بحذافيره ابدا والعرب اليوم وان كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالاجتماع فكن قطبا واستدر الرحى بالعرب واصلهم دونك نار الحرب فانك ان شخصت من هذه الارض انتقضت عليك العرب من اطرافها واقطارها حتّى يكون ما تدع وراءك من العورات اهم اليك مما بين يديك ان الاعاجم ان ينظروا اليك غدا يقولوا هذا اصل العرب فاذا اقتطعتموه استرحتم فيكون ذلك اشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك فاما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فان الله سبحانه هو اكره لمسيرهم منك وهو اقدر على تغيير ما يكره واما ما ذكرت من عددهم فانا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثره وانما كنا نقاتل بالنصر والمعونه .

قال ابن أبي الحديد : اعلم ان هذا الكلام قد اختلف في الحال التى قاله فيها لعمر ، فقيل قاله له في غزاة القادسية ، وقيل في غزاة نهاوند وإلى هذا القول الاخير ذهب محمد بن جرير الطبري في التاريخ الكبير ، وإلى القول الاول ذهب المدائني في كتاب الفتوح ، ونحن نشير إلى ما جرى في هاتين الوقعتين اشارة خفيفة على مذهبنا في ذكر السير والأيّام .

فاما وقعة القادسية فكانت في سنة اربع عشرة للهجرة استشار عمر المسلمين في امر القادسية ، فاشار عليه على بن أبي طالب في رواية أبي الحسن علي بن محمد بن سيف المدائني إلاَّ يخرج بنفسه ، وقال : انك ان تخرج لا يكن للعجم همة إلاَّ استئصالك لعلمهم انك قطب رحا العرب فلا يكون للاسلام بعدها دولة واشار عليه غيره من الناس ان يخرج بنفسه فاخذ برأي علي عليه السلام .

و روى غير المدائني : ان هذا الرأي اشار به عبد الرحمن بن عوف قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري : لما بدا لعمر في المقام بعد ان كان عزم على الشخوص بنفسه امر سعد بن أبي وقاص على المسلمين ، وبعث يزدجرد رستم الارمنى اميرا على الفرس ، فارسل سعد النعمان بن مقرن رسولا إلى يزدجرد : فدخل عليه وكلمه بكلام غليظ فقال يزدجرد لو لا ان الرسل لا تقتل لقتلتك ثمَّ حمله وقرا من تراب على راسه وساقه حتّى اخرجه من باب من ابواب المدائن ، وقال : ارجع إلى صاحبك فقد كتبت إلى رستم ان يدفنه وجنده من العرب في خندق القادسية ثمَّ لاشغلن العرب بعدها بانفسهم ولاصيبنهم باشد مما اصابهم به سابور ذو الاكتاف فرجع النعمان إلى سعد فاخبره فقال لا تخف فان الله قد ملكنا ارضهم تفاؤلا بالتراب .

قال أبو جعفر : وتثبط رستم عن القتال وكرهه وآثر المسالمة واستعجله يزدجرد مرارا واستحثه على الحرب وهو يدافع بها ويرى المطاوله وكان عسكره مائه وعشرين الفا .

قال البدري : الخطبة المنسوبة لعلي عليه السلام وردت في روايات سيف بن عمر في يوم نهاوند (الطبري4/120-139) .

أخبار اخرى للمدائني :

ج2/17-18 ، 25 ، 131-133 ، 149-150 ،

ج6/19 دور معن بن عدي وعويم بن ساعدة في السقيفة .

ج6/73-75 قيس بن سعد في مصر .

ج6/76 -94 معاوية بعد موت الاشتر ، وولاية محمد بن أبي بكر على مصر .

ج6/ 100-101 مقتل محمد ين أبي حذيفة بعد استيلاء عمرو على مصر .

134-136 خطبة علي بعد النهروان .

خطبة الامام علي في الملاحم :

ج 6 باب 70 ص 134 .

وروى المدائني في كتاب صفين قال خطب علي عليه السلام بعد انقضاء امر النهروان فذكر طرفا من الملاحم :

قال اذا كثرت فيكم الاخلاط واستولت الانباط دنا خراب العراق ، ذاك اذا بنيت مدينة ذات اثل وانهار فاذا غلت فيها الاسعار وشيد فيها البنيان وحكم فيها الفساق واشتد البلاء وتفاخر الغوغاء دنا خسوف البيداء وطاب الهرب والجلاء .

وستكون قبل الجلاء امور يشيب منها الصغير ويعطب الكبير ويخرس الفصيح ويبهت اللبيب يعاجلون بالسيف صلتا وقد كانوا قبل ذلك في غضارة من عيشهم يمرحون .

فيا لها مصيبة حينئذ من البلاء العقيم والبكاء الطويل والويل والعويل وشدة الصريخ في ذلك امر الله وهو كائن وقتا يريج .

فيابن حرة الاماء متى تنتظر ابشر بنصر قريب من رب رحيم ، الا فويل للمتكبرين عند حصاد الحاصدين وقتل الفاسقين عصاه ذى العرش العظيم .

فبأبي وامي من عدة قليلة اسماؤهم في الارض مجهولة قد دنا حينئذ ظهورهم .

ولو شئت لاخبرتكم بما ياتي ويكون من حوادث دهركم ونوائب زمانكم وبلايا أيَّامكم وغمرات ساعاتكم ولكن افضيه إلى من افضيه إليه مخافه عليكم ونظرا لكم علما مني بما هو كائن وما يكون من البلاء الشامل .

ذلك عند تمرد الاشرار وطاعة اولى الخسار ، ذاك اوان الحتف والدمار ذاك ادبار امركم وانقطاع اصلكم وتشتت الفتكم ، وانما يكون ذلك عند ظهور العصيان وانتشار الفسوق حيث يكون الضرب بالسيف اهون على المؤمنين من اكتساب درهم حلال حين لا تنال المعيشة إلاَّ بمعصية الله في سمائه حين تسكرون من غير شراب وتحلفون من غير اضطرار وتظلمون من غير منفعة وتكذبون من غير احراج تتفكهون بالفسوق وتبادرون بالمعصية قولكم البهتان وحديثكم الزور واعمالكم الغرور .

فعند ذلك لا تأمنون البيات فيا له من بيات ما اشد ظلمته ، ومن صائح ما افظع صوته ذلك بيات لا ينمى صاحبه .

فعند ذلك تقتلون وبانواع البلاء تضربون وبالسيف تحصدون وإلى النار تصيرون ويعضكم البلاء كما يعض الغارب القتب .

يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب من جمع اشتات وحصد نبات ومن اصوات بعدها اصوات ثمَّ قال سبق القضاء سبق القضاء .

قال رجل من أهل البصرة لرجل من أهل الكوفة إلى جانبه : اشهد انه كاذب على الله ورسوله قال الكوفي وما يدريك قال فو الله ما نـزل علي من المنبر حتّى فلج الرجل فحمل إلى منزله في شق محمل فمات من ليلته .

من خطب الإمام علي أيضاً:

ج 6 باب 70 ص 136 .

و روى المدائني أيضاً قال خطب علي عليه السلام فقال لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الانجيل بانجيلهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم وما من آيه في كتاب الله انـزلت في سهل او جبل إلاَّ وانا عالم متى انـزلت وفيمن انـزلت فقال رجل من القعود تحت منبره يا لله وللدعوى الكاذبة وقال آخر إلى جانبه اشهد انك انت الله رب العالمين .

قال المدائني فانظر إلى هذا التناقض والتباين فيه .

ج6/295-303 عبد الله بن جعفر وعمرو بن العاص في مجلس معاوية .

ج6/ 316-317 قول الحارث بن نصر الخثعمي .

ج7/159 رجل يحدث عن أهل الشام يسمون باسم علي وحسن وحسين وهي اسماء أعداء الله ! ! ! ...

ج11/251- 254 .

شرح النهج 16 /10-29 . قصة الشخص الذي تشفع بالحسن (بالحسين) من غضب ابن زياد عليه .

______________________

(1) الذهبي : سير أعلام النبلاء ج10/400-401 .

(2) ياقوت الحموي : معجم الأُدباء ج14/128-129 ، وقد نقل هذا الخبر أيضاً الذهبي بتحريف منه او من غيره ، قال : حكى المدائني انه ادخل على المأمون ، فحدثه بأحاديث في علي ، فلعن بني امية ، فقلت : حدَّثني المثنى بن عبد الله الانصاري ، قال : كنت بالشام ، فجعلت لا اسمع عليا ، ولا حسناً انما اسمع : معاوية ، يزيد ، الوليدفمررت برجل على بابه : فقال : اسقه يا حسن ، فقلت : اسميت حسناً ؟ فقال : اولادي : حسن ، وحسين ، وجعفر ، فإن الشام يسمون اولادهم بأسماء الله ، ثمَّ يلعن الرجل ولده ويشتمه . قلت : ظننتك خير أهل الشام ، واذا ليس في جهنم شر منك ، فقال المأمون : لا جرم قد جعل الله من يلعن احياءهم وامواتهم ، يريد الناصبة (الذهبي : سير أعلام النبلاء ج10/402) .

(3) ياقوت الحموي : معجم الأُدباء ج14 .

(4) ابن النديم : الفهرست 114-117 وإسحاق بن إبراهيم الموصلي هو المشهور بالنديم قال الذهبي في ترجمته هو الإمام العلامة الحافظ ذو الفنون الأخباري صاحب الموسيقي والشعر الرائق والتصانيف الادبية مع الفقه واللغة وأيّام الناس والبصر بالحديث وعلق المرتبة ولد ستة خمسين ومأة ومات سنة خمس وثلاثين ومئتين . سمع من مالك بن انس وهيثم بن بشير وسفيان بن عيينة وبقية بن الوليد وأبي معاوية الضرير والاصمعي وعدد كثير حدث عنه ولده : حماد الراوية وشيخه الاجمعي والزبير بن بكار وأبو العيناء ويزيد بن محمد المهلبي واخرون ولم يكثر عنه الحفاظ لاشتغاله عنهم بالدولة . قال اسحاق : لماخرجنا مع الرشيد إلى الرقة قال لي الاصمعي كم حملت معك من كتبك ؟ قلت ستة عشر صندوقا . (الذهبي : سير أعلام النبلاء ج11/118-120) .
وقال ياقوت (وكان المأمون يقول : لو لا ما سبق لإسحاق على السنة الناس وشهر به من الغناء عندهم لوليته القضاء بحضرتي فانه اولى به واحق واعف واصدق تدينا وامانة من هؤلاء القضاة) اقول: كان إسحاق نديماً ومغنيا للرشيد والمأمون والمعتصم والواثق وقد ذكر ياقوت طرفا من أخباره معهم (ياقوت الحموي : معجم الأُدباء ج6/5-58) .
وقال ابن خلكان كان من ندماء الخلفاء وله الظرف المشهور والخلاعة والغناء اللذان تفرد بهما وكان له اليد الطولى في الحديث والفقه والكلام وكان المعتصم يقول ما غناني إسحاق بن إبراهيم قط الا خيل الىَّ انه قد زيد في ملكي) ابن خلكان وفيات الاعيان ج1/202-204 .

(5) ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة 2/197 .

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري