المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد
قال الخطيب : محمد بن حبيب صاحب كتاب المحبر حدَّث عن هشام بن محمد الكلبي ، روى عنه حمد بن أحمد بن أبي عرابة وأبو سعيد السكري ، وكان عالما بالنسب وأخبار العرب موثقا في روايته ويقال : ان حبيبا اسم أمه وقيل بل اسم أبيه فالله اعلم .
أبو الطاهر القاضى قال : محمد بن حبيب صاحب كتاب المحبر حبيب أمه وهو ولدملاعنة .
قال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب : حضرت مجلس بن حبيب فلم يمل ، فقلت : ويحك أمل مالك ، فلم يفعل حتّى قمت ، وكان والله حافظا صدوقاً الحق كان يعقوب اعلم منه وكان هو احفظ للانساب والأخبار منه .
توفى محمد بن حبيب يوم الخميس لسبع بقين من ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين بسر من رأى
ج2/282 خطبة علي عليه السلام يوم النهر :
"نحن أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وعنصر الرحمة ومعدن العلم والحكمة ونحن افق الحجاز ، بنا يلحق البطيء وإلينا يرجع التائب ايها القوم إني نذيركم ان تصبحوا صرعى باهضام هذا الوادي" .
ج12/80 رواية ابن عباس أن عمر قال له يوما : لقد أجهد علي نفسه في العبادة رياء ...
ج13/42 تولى علي غسل النبي وقوله فيه صلى الله عليه وآله ، 208 انكشاف عورة النبي وهو طفل ...
ج14 / 64 حب عبد المطلب وأبي طالب للنبي وشعر أبي طالب ... ،
ج14 /250 حال علي في أحد وعجب الملائكة وقول جبرئيل ...
ج15 /53 الاخوة الاربعة من بني كنانة قتلهم علي في احد .
ج16 /10 ثلاثة أخبار حول سيرة الحسن عليه السلام ، 182-187 تولية علي لزياد قطعة من فارس وبقاؤه فيها بعد قال علي والمراسلات بينه وبين معاوية .
ج17 /236-238 رواية أبي الفرج الاصفهاني عن محمد بن العباس اليزيدي عن عبيد الله عن ابن حبيب خبر أبي زبيد مع الوليد .
ج 4 / 62 .
روى عمر بن شبة وابن الكلبي والواقدي وغيرهم من رواة السير انه مكث أيّام ادعائه الخلافة اربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي صلى الله عليه وآله وقال لا يمنعني من ذكره إلاَّ ان تشمخ رجال بانافها .
و في رواية محمد بن حبيب وابى عبيده معمر بن المثنى ان له اهيل سوء ينغضون رؤسهم عند ذكره
شرح النهج ج12/80 .
قال ابن أبي الحديد : روى عن ابن عباس أيضاً قال دخلت على عمر يوما فقال : يا بن العباس لقد اجهد هذا الرجل نفسه في العباده حتّى نحلته رياء .
قلت : من هو ؟
فقال : هذا ابن عمك (يعني عليا) ، قلت : وما يقصد بالرياء امير المؤمنين ؟
قال : يرشح نفسه بين الناس للخلافة ، قلت : وما يصنع بالترشيح قد رشحه لها رسول الله صلى الله عليه وآله فصرفت عنه .
قال : انه كان شابا حدثا فاستصغرت العرب سنه ، وقد كمل الان ، الم تعلم ان الله تعالى لم يبعث نبيا إلاَّ بعد الاربعين .
قلت : يا امير المؤمنين اما أهل الحجى والنهى فانهم ما زالوا يعدونه كاملا منذ رفع الله منار الإسلام ولكنهم يعدونه محروما مجدودا .
فقال : اما انه سيليها بعد هياط ومياط ثمَّ تزل فيها قدمه ولا يقضي منها اربه ولتكونن شاهدا ذلك يا عبد الله ثمَّ يتبين الصبح لذى عينين وتعلم العرب صحة راى المهاجرين الاولين الذين صرفوها عنه بادى بدء فليتني اراكم بعدي يا عبد الله ان الحرص محرمة وان دنياك كظلك كلما هممت به ازداد عنك بعدا .
قال ابن أبي الحديد : نقلت هذا الخبر من امالى أبي جعفر محمد بن حبيب رحمه الله .
و نقلت منه أيضاً ما رواه عن ابن عباس قال : تبرم عمر بالخلافة في آخر أيَّامه وخاف العجز وضجر من سياسة الرعية فكان لا يزال يدعو الله بان يتوفاه .
فقال لكعب الاحبار يوما وانا عنده : اني قد احببت ان اعهد إلى من يقوم بهذا الأمر واظن وفاتي قد دنت فما تقول في علي ، اشر علي في رايك واذكرني ما تجدونه عندكم فانكم تزعمون ان امرنا هذا مسطور في كتبكم .
فقال : اما من طريق الراى فانه لا يصلح انه رجل متين الدين لا يغضي على عورة ولا يحلم عن زلة ولا يعمل باجتهاد رأيه وليس هذا من سياسة الرعية في شيء .
واما ما نجده في كتبنا فنجده لا يلي الأمر ولا ولده وان وليه كان هرج شديد قال : كيف ذاك ؟ قال : لانه اراق الدماء فحرمه الله الملك ان داود لما اراد ان يبني حيطان بيت المقدس اوحى الله إليه انك لا تبنيه لانك ارقت الدماء وانما يبنيه سليمان .
فقال عمر : اليس بحق اراقها ؟ قال كعب وداود : بحق اراقها يا امير المؤمنين .
قال : فإلى من يفضي الأمر تجدونه عندكم ؟ قال : نجده ينتقل بعد صاحب الشريعه والاثنين من اصحابه إلى اعدائه الذين حاربهم وحاربوه وحاربهم على الدين فاسترجع عمر مرارا .
وقال : اتستمع يا بن عباس اما والله لقد سمعت من رسول الله ما يشابه هذا سمعته ، يقول : ليصعدن بنو امية على منبري ولقد أُرِيتَهم في منامي ينزون عليه نزو القردة وفيهم انزل : (وما جعلنا الرؤيا التى اريناك إلاَّ فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن) .
شرح النهج ج13/42 .
روى محمد بن حبيب في اماليه قال : تولى غسل النبي صلى الله عليه وآله علي عليه السلام والعباس .
و كان علي عليه السلام يقول بعد ذلك :
ما شممت اطيب من ريحه ولا رايت أضوأ من وجهه حينئذ ولم اره يعتاد فاه ما يعتاد افواه الموتى .
قال محمد بن حبيب : فلما كشف الازار عن وجهه بعد غسله انحنى عليه فقبله مرارا ، وبكى طويلا ، وقال : بأبي انت وامي طبت حيا وطبت ميتا انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت احد سواك من النبوة والانباء وأخبار السماء خصصت حتّى صرت مسليا عمن سواك وعممت حتّى صارت المصيبة فيك سواء ، ولو لا انك امرت بالصبر ونهيت عن الجزع لانفدنا عليك ماء الشئون ولكن اتى ما لا يدفع اشكو اليك كمدا وادبارا مخالفين وداء الفتنة فانها قد استعرت نارها وداؤها الداء الاعظم بأبي انت وامي اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك وهمك ، ثمَّ نظر إلى قذاه في عينه فلفظها بلسانه ثمَّ رد الازار على وجهه .
شرح النهج 13 / 208 .
و روى محمد بن حبيب في اماليه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : اذكر وانا غلام ابن سبع سنين وقد بنى ابن جدعان دارا له بمكة ، فجئت مع الغلمان نأخذ التراب والمدر في حجورنا فننقله ، فملأت حجري ترابا ، فانكشفت عورتي ، فسمعت نداء من فوق راسي يا محمد ارخ إزارك ، فجعلت ارفع راسي فلا ارى شيئا إلاَّ اني اسمع الصوت ، فتماسكت ولم ارخه فكان انسانا ضربني على ظهري ، فخررت لوجهي وانحل ازاري فسترني وسقط التراب إلى الارض ، فقمت إلى دار أبي طالب عمي ولم اعد .
شرح النهج ج14 / 64 .
قال ابن أبي الحديد : قرأت في امإلى أبي جعفر بن حبيب رحمه الله قال : كان أبو طالب اذا راى رسول الله صلى الله عليه وآله احيانا يبكي ويقول : اذا رايته ذكرت اخي وكان عبد الله اخاه لابويه وكان شديد الحب والحنو عليه وكذلك كان عبد المطلب شديد الحب له وكان أبو طالب كثيرا ما يخاف على رسول الله صلى الله عليه وآله البَيات اذا عرف مضجعه يقيمه ليلا من منامه ويضجع ابنه عليا مكانه ، فقال : له علي ليلة يا ابت اني مقتول ، فقال له .
اصبرن يا بني فالصبر احجى كل حي مصيره لشعوب
قدر الله والبلاء شديد لفداء الحبيب وابن الحبيب
لفداء الاعز ذى الحسب الثاقب والباع والكريم النجيب
ان تصبك المنون فالنبل تبرى فمصيب منها وغير مصيب
كل حي وان تملى بعمر آخذ من مذاقها بنصيب
فاجاب علي عليه السلام فقال له :
اتامرني بالصبر في نصر أحمد ووالله ما قلت الذى قلت جازعا
و لكنني احببت ان ترى نصرتي وتعلم اني لم ازل لك طائعا
سأسعى لوجه الله في نصر أحمد نبي الهدى المحمود طفلا ويافعا
شرح النهج ج 16 / 10 .
روى محمد بن حبيب في اماليه : ان الحسن عليه السلام حج خمس عشرة حجة ماشيا تقاد الجنائب معه ، وخرج من ماله مرتين وقاسم الله عز وجل ثلاث مرات ماله حتّى انه كان يعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا .
و روى أبو جعفر محمد بن حبيب أيضاً : ان الحسن عليه السلام اعطى شاعرا فقال له رجل من جلسائه : سبحان الله اتعطي شاعرا يعصي الرحمن ويقول البهتان ؟ ! فقال : يا عبد الله ان خير ما بذلت من مالك ما وقيت به عرضك وان من ابتغاء الخير اتقاء الشر .
و روى أبو جعفر قال قال ابن عباس رحمه الله : اول ذل دخل على العرب موت الحسن عليه السلام .
______________________
(1) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 2/277 .
(2) وفيه أيضا قال : روى سعيد بن جبير ان عبد الله بن الزبير قال لعبد الله بن عباس : ما حديث اسمعه عنك ؟ قال : وما هو ؟ قال : تانيبي وذمي ، فقال : اني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول بئس المرء المسلم يشبع ويجوع جاره فقال ابن الزبير اني لاكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ اربعين سنه وذكر تمام الحديث .
وروى عمر بن شبه أيضاً عن سعيد بن جبير قال خطب عبد الله بن الزبير فنال من علي عليه السلام فبلغ ذلك محمد بن الحنفية فجاء إليه وهو يخطب فوضع له كرسي فقطع عليه خطبتُه وقال يا معشر العرب شاهت الوجوه اينتقص علي وانتم حضور ان عليا كان يد الله على اعداء الله وصاعقة من امره ارسله على الكافرين والجاحدين لحقه فقتلهم بكفرهم فشنئوه وابغضوه واضمروا له الشنف والحسد وابن عمه ص حى بعد لم يمت فلما نقله الله إلى جواره واحب له ما عنده اظهرت له رجال احقادها وشفت اضغانها فمنهم من ابتز حقه ومنهم من ائتمر به ليقتله ومنهم من شتمه وقذفه بالاباطيل فان يكن لذريتي وناصري دعوته دوله تنشر عظامهم وتحفر على اجسادهم والابدان منهم يومئذ بالية بعد ان تقتل الاحياء منهم وتذل رقابهم فيكون الله عز اسمه قد عذبهم بايدينا واخزاهم ونصرنا عليهم وشفا صدورنا منهم انه والله ما يشتم عليا الا كافر يسر شتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويخاف ان يبوح به .