المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد
قال الخطيب : عمرو بن بحر بن محبوب أبو عثمان الجاحظ المصنف ، الحسن الكلام ، البديع التصانيف ، كان من أهل البصرة واحد شيوخ المعتزلة وقدم بغداد ، فأقام بها مدة وقد اسند عنه أبو بكر بن أبي داود الحديث
قال الذهبي : هو العلامة المتبحر ، ذو الفنون ، أبوعثمان عمرو بن بحر بن محبوب البصري المعتزلي ، صاحب التصانيف . أخذ عن النظام . وروى عن أبي يوسف القاضي ، وثمامة بن أشرس . وروى عنه أبوالعيناءويموت بن المزرع ابن أخته ، وكان أحد الاذكياء .
قال الصولي : مات سنة خمس وخمسين ومئتين .
قال ثعلب : ما هو بثقة .
قال الذهبي : كان ماجنا قليل الدين ، له نوادر . وكان من بحور العلم ، وتصانيفه كثيرة جدا . قيل : لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته ، حتّى إنه كان يكتري دكاكين الكتبيينويبيت فيها للمطالعة ، وكان باقعة
وقيل : كان الجاحظ ينوب عن إبراهيم بن العباس الصولي مدة في ديوان الرسائل .
قال الذهبي : يظهر من شمائل الجاحظ أنه يختلق .
قال إسماعيل الصفار : حدَّثنا أبو العيناء قال : أنا والجاحظ وضعنا حديث فدك
وقد روى عنه ابن أبي داود حديثا واحدا
(البيان والتبيين) ج2/174-176 خطبة لعلي عليه السلام . ج5/36-37 ، 51-52 ، ج7/ (226-228 ، 236خطبة لعلي نسبها الجاحظ إلى القطري بن الفجاءة) ج13/13-17 (تكج12/108 علي صاحب الخطب الطوال ، ج19/106 ، 326 ، ،
و (كتاب مفاخرة هاشم وعبد شمس) ج6/156 .
و (كتاب السفانية) ج1/186حديث عمر مع أهل الشورى ... قال المسعودي 3/252 ان الجاحظ الف كتابا في نصرة معاويةج8/257 .
و (كتاب العثمانية) ج9/22 ، 24 ، ج13/215 -218 ، 221 ، 146 ، 251 ، 255253-256 ، 261-286 ، 294 .
و (كتاب مفاخرات قريش) ج11/68 عمر يبغض خالدا وابنه المهاجر ، وكان المهاجر علوي الرأي جدا شهد صفين وشهدها أخوه مع معاوية ...
الحيوان ج9/277 ، ج19/345-346 .
العباسية ج16/263-267 .
أخبار اخرى .
ج1/343-347 ، ج2/25 ، 66 ، ج4/56-58 ، ج12/239-240 .
ج19/356-357 ، 376 ، 379 .
ج20/30-32 .
ج 8 باب 130 ص 257 .
روى شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب السفيانية عن جلام بن جندل الغفاري قال كنت غلاما لمعاوية على قنسرين والعواصم في خلافة عثمان ، فجئت إليه يوما اسأله عن حال عملي ، اذ سمعت صارخا على باب داره يقول : اتتكم القطار تحمل النار ، اللهم العن الآمرين بالمعروف التاركين له اللهم العن الناهين عن المنكر المرتكبين له ، فازبار معاوية وتغير لونه وقال : يا جلام ا تعرف الصارخ ؟ فقلت : اللهم لا ، قال : من عذيرى من جندب بن جناده ياتينا كل يوم فيصرخ على باب قصرنا بما سمعت ، ثمَّ قال : ادخلوه علي فجى بابي ذر بين قوم يقودونه حتّى وقف بين يديه ، فقال له معاوية : يا عدو الله وعدو رسوله تاتينا في كل يوم فتصنع ما تصنع اما اني لو كنت قاتل رجل من اصحاب محمد من غير اذن امير المؤمنين عثمان لقتلتك ولكني استاذن فيك قال جلام وكنت احب ان ارى أبا ذر لانه رجل من قومي فالتفت إليه فاذا رجل اسمر ضرب من الرجال خفيف العارضين في ظهره جنا ، فاقبل على معاوية وقال : ما انا بعدو لله ولا لرسوله بل انت وابوك عدوان لله ولرسوله اظهرتما الإسلام وابطنتما الكفر ولقد لعنك رسول الله ودعا عليك مرات ألاَّ تشبع سمعت رسول الله صلى الله عليه وآلهيقول : اذا ولي الامة الاعين الواسع البلعوم الذى ياكل ولا يشبع فلتأخذ الامة حذرها منه فقال معاوية : ما انا ذاك الرجل ؟ قال : أبو ذر بل انت ذلك الرجل اخبرني بذلك رسول الله صلى الله عليه وآلهوسمعته يقول وقد مررت به : اللهم العنه ولا تشبعه إلاَّ بالتراب ، وسمعته صلى الله عليه وآله يقول : است معاوية في النار ، فضحك معاوية وامر بحبسه وكتب إلى عثمان فيه .
فكتب عثمان إلى معاوية ان احمل جندبا إلى على اغلظ مركب واوعره ، فوجه به مع من سار به الليل والنهار وحمله على شارف ليس عليها إلاَّ قتب حتّى قدم به المدينة ، وقد سقط لحم فخذيه من الجهد .
فلما قدم بعث إليه عثمان إلحق بأي ارض شئت ، قال : بمكة ، قال : لا ، قال : بيت المقدس ، قال : لا ، قال : باحد المصرين ، قال : لا ، ولكني مسيرك إلى ربذة ، فسيره اليها فلم يزل بها حتّى مات .
ج 20 باب 413 ص 31 .
وذكر الجاحظ في كتابه المعروف بكتاب التوحيد : ان أبا هريرة ليس بثقة في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ولم يكن علي عليه السلام يوثقه في الرواية بل يتهمه ويقدح فيه وكذلك عمر وعائشة .
ج 20 باب 413 ص 32 .
وكان الجاحظ يفسق عمر بن عبد العزيز ويستهزى به ويكفره وعمر بن العزيز وان لم يكن من الصحابة فاكثر العامة يرى له من الفضل ما يراه لواحد من الصحابة .
______________________
(1) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 12/212 .
(2) أي داهية ، يقال : ما فلان إلا باقعة من البواقع ، سمي باقعة لحلوله بقاع الارض ، وكثرة تنقيبه في البلادومعرفته بها ، فشبه الرجل البصير بالامور ، الكثير البحث عنها ، المجرب لها به . والهاء دخلت في نعت الرجل للمبالغة في صفته ، كما قالوا : رجل علامة ونسابة .
(3) قال ابن أبي شيبة العلوي : هذا كذب ، يعني حديث فدك ، سمعها الحاكم من عبد العزيز بن عبدالملك الاعور . قال ابن حجر : ما علمت ماأراد بحديث فدك . انظر ابن حجر : لسان الميزان 4 / 356 . وهو في "الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد" 12 / 215 .
(4) الذهبي : سير أعلام النبلاء ج 11 /530 .