المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد
قال الخطيب : الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام ، كان ثقة ثبتا عالما بالنسب عارفا بأخبار المتقدمين وسائر الماضيين ، وله الكتاب المصنف في نسب قريش وأخبارهم ولي القضاء بمكة وورد بغداد وحدث بها .
حدَّثنا علي بن أبي علي البصري حدَّثنا الحسين بن محمد بن سليمان الكاتب حدَّثنا جحظة قال : كنت بحضرة الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر فاستؤذن عليه للزبير بن بكار حين قدم من الحجاز فلما دخل عليه اكرمه وعظمه وقال له لئن باعدت بيننا الأنساب لقد قربت بيننا الآداب وإن أمير المؤمنين
قال أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي توفي أبو عبد الله الزبير قاضي مكة ليلة الأحد لتسع ليال بقين من ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين وتوفي وقد بلغ أربعا وثمانين سنة ودفن بمكة وكان سبب وفاته أنه وقع من فوق سطحه فمكث يومين لا يتكلم
قال ابن حجر : وقال أبو القاسم البغوي كان ثبتا عالما ثقة .
وقال أحمد بن علي السليماني في كتاب الضعفاء له : كان منكر الحديث .
قال ابن حجر : وهذا جرح مردود ولعله استنكر إكثاره عن الضعفاء مثل محمد بن حسن بن زبالة وعمرو بن أبي بكر المؤملي وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم فإن في كتاب النسب عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرةوذكر الخطيب روايته عن مالك واعتمد على رواية منقطعة ولم يلحق الزبير السماع عن مالك فإنه مات والزبير صغير فلعله رآه وقد طالعت كتابه في النسب فلم أر له فيه رواية عن مالك إلا بواسطة ، رأيت له روايات في كتاب النسب عن أقرانه ومن أطرافها أنه أخرج في مناقب عثمان عن زهير بن حرب عن قتيبة عن الدراوردي حديثا والداروردي في طبقة شيوخه
أقول : نقل الذهبي تمام كلام السليماني في ابن بكار قال : هو ابن بكار الامام ، صاحب النسب ، قاضي مكة . ثقة من أوعية العلم ، لا يلتفت إلى قول أحمد بن علي السليماني حيث ذكره في عداد من يضع الحديث . وقال - مرة : منكر الحديث
وقال أبو الفرج في الأغاني : وللزبير بن بكار في إدخالهم (أي إدخال بني ناجية في نسب قريش) مذهب وهو مخالفة أمير المؤمنين علي عليه السلام وميله (أي الزبير) اليهم لإجماعهم على بغضه عليه السلام حسب المشهور المأثور من مذهب الزبير في ذلك
اقول : ومن هذا الخبر يتضح لماذا اختاره المتوكل العباسي لتأديب ولده الموفق
الموفقيات في الأخبار : ج2/169-170 خبر الجمل ، 262-263 شعر في وصف علي بالوصي ، كلام الحسن البصري في معاوية ، يزيد بن حجية وهروبه الى معاوية .ج5/129-130 قول معاوية : لا والله إلاَّ دفنا دفنا ، ج6/17-38 في السقيفةج2/262-263 ، ج6/342-344 ، ج9/6-14 ، 16-21 ، ج10/233-246ج12/46 ، 82 ، ج12/106 ، ج14/38-40 ، ج16/196 ، ج17/98-106 أخبار عمر بن عبد العزيز .
وكتاب المفاخرات : 285-294 الحسن عليه السلام في مجلس معاوية .
كتاب أنساب قريش : ج3/121-122 حول نسب سامة بن لؤى ، ج15/209-228 ، ترجمة هاشم وعبد المطلب ج16/9-10 . ج20/107-117 .
أخباراخرى لم تنسب الى كتاب معين : ج1/174-175 ، 334-335 ، ج7/137ج8/32-34 ، ج16/50 ، 125 ، 140 . ج17/239ج18/299-308 .
ج5/129-130 قول معاوية : لا والله إلاَّ دفنا .
قال ابن ابي الحديد : وروى الزبير بن بكار في الموفقيات وهو غير متهم على معاوية ولا منسوب إلى اعتقاد الشيعة لما هو معلوم من حاله من مجانبة علي عليه السلام والانحراف عنه ، قال المطرف بن المغيرة بن شعبة : دخلت مع أبي على معاوية وكان أبي ياتيه فيتحدَّث معه ثمَّ ينصرف إلي فيذكر معاوية وعقله ويعجب بما يرى منه اذ جاء ذات ليلة فامسك عن العشاء ورأيته مغتما ، فانتظرته ساعة وظننت انه لامر حدث فينا فقلت ما لي اراك مغتما منذ الليلة ، فقال : يا بني جئت من عند اكفر الناس واخبثهم ، قلت : وما ذاك ؟ قال : قلت له وقد خلوت به انك قد بلغت سنا يا امير المؤمنين فلو اظهرت عدلا وبسطت خيرا فانك قد كبرت ولو نظرت إلى اخوتك من بني هاشم فوصلت ارحامهم فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه ، وان ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه ، فقال : هيهات هيهات اي ذكر ارجو بقاءه ملك اخو تيم فعدل وفعل ما فعل فما عدا ان هلك حتّى هلك ذكره إلاَّ ان يقول قائل : أبو بكر ، ثمَّ ملك اخو عدي فاجتهد وشمر عشر سنين فما عدا ان هلك حتّى هلك ذكره إلاَّ ان يقول قائل : عمر ، وان ابن أبي كبشه ليصاح به كل يوم خمس مرات اشهد ان محمدا رسول الله فاي عملِ يبقى واي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك لا والله إلاَّ دفنا دفنا
______________________
(1) هو المتوكل العباسي.
(2) هو الموفق .
(3) الخطيب البغدادي : تاريخ بغداد 8/467 .
(4) ابن حجر : تهذيب التهذيب 3/269 .
(5) انظر الذَّهبي : ميزان الاعتدال ج 2 ص 66 .
(6) ابن ابي الحديد : شرح نهج البلاغة 3/122 .
(7) انظر ايضاً ص 505 من هذا الكتاب الهامش رقم 1 ففيه تكملة ترجمة الزبير وآبائه .
(8) قال ابن أبي الحديد 5/130 قال أبو الدرداء لمعاوية اني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول ان الشارب فيها ليجرجر في جوفه نار جهنم وقال معاوية اما انا فلا ارى بذلك باسا فقال أبو الدرداء من عذيري من معاوية انا اخبره عن الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو يخبرني عن رايه لا اساكنك بارض ابدا .
نقل هذا الخبر المحدثون والفقهاء في كتبهم في باب الاحتجاج على ان خبر الواحد معمول به في الشرع وهذا الخبر يقدح في عدالته كما يقدح أيضاً في عقيدته لان من قال في مقابله خبر قد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)اما انا فلا ارى باسا فيما حرمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس بصحيح العقيدة ومن المعلوم أيضاً من حاله استئثاره بمال الفي وضربه من لا حد عليه واسقاط الحد عمن يستحق اقامة الحد عليه .