المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد
قال الذهبي : هو الإمام المحدِّث الاديب العلامة ، أبوأحمد ، الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري ، صاحب التصانيف . سمع من محمد بن جرير الطبري ، وأبي بكر بن دريد ، وإبراهيم بن عرفة نفطويه وغيرهم .
قال الحافظ أبوطاهر السلفي : كان أبوأحمد العسكري من الائمة المذكورين بالتصرف في أنواع العلوم ، والتبحر في فنون الفهوم ، ومن المشهورين بجودة التأليف وحسن التصنيف ألف كتاب "الحكم والامثال" ، وكتاب "التصحيف" وكتاب "راحة الارواح" وكتاب "الزواجر والمواعظ" وعاش حتّى علا به السن ، واشتهر في الآفاق . انتهت إليه رئاسة التحدُّث والاملاء للآداب والتدريس بقطر خوزستان ، وكان يملي بالعكسر وبتستر ومدن ناحيته .
توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة .
ج2 باب35 ص263 .
ذكر أبو أحمد العسكري في كتاب الامالي : ان سعد بن أبي وقاص دخل على معاوية عام الجماعة فلم يسلم عليه بامرة المؤمنين .
فقال له معاوية لو شئت ان تقول في سلامك غير هذا لقلت .
فقال سعد : نحن المؤمنون ولم نؤمرك كأنك قد بهجت بما انت فيه يا معاوية والله ما يسرني ما انت فيه واني هرقت المحجمة دم .
قال : ولكني وابن عمك عليا يا أبا إسحاق قد هرقنا اكثر من محجمة ومحجمتين هلم فاجلس معي على السرير فجلس معه فذكر له معاوية اعتزاله الحرب يعاتبه .
فقال سعد : انما كان مثلي ومثل الناس كقوم اصابتهم ظلمة فقال واحد منهم لبعيره : إخ فأناخ حتّى اضاء له الطريق .
فقال : معاوية والله يا أبا إسحاق ما في كتاب الله إخ وانما فيه (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتّى تفى إلى امر الله فو الله) ما قاتلت الباغية ولا المبغي عليها فأفحمه .
______________________
(1) الذهبي : سير أعلام النبلاء 16 / 413 .