المدخل إلى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي
الباب الثالث : تعريف بالموسوعات التاريخية وأصولها ومصنفيها
الفصل الثالث : تراجم اصحاب الأصول التاريخية التي اعتمد عليها ابن أبي الحديد

ابن أبي رؤبة الدباس محمد بن علي بن نصر

اقول : لم أعثر على ترجمته .

له كتاب افتراق هاشم وعبد شمس من مصادر ابن ابي الحديد .

روايات ابن ابي الحديد عنه :

ج 15/ 232 قصة ظلم نوفل بن عبد مناف لعبد المطلب .

ج 15 باب 28 ص 240 -243 .

طرف من سيرة بني امية :

قال ابن أبي الحديد : نقلت من كتاب (افتراق هاشم وعبد شمس) لابي الحسين محمد بن علي بن نصر المعروف بابن أبي رؤبة الدباس قال كان بنو امية في ملكهم يؤذنون ويقيمون في العيد ويخطبون بعد الصلاة وكانوا في سائر صلاتهم لا يجهرون بالتكبير في الركوع والسجود وكان لهشام بن عبد الملك خصي اذا سجد هشام وهو يصلي في المقصورة قال لا اله إلاَّ الله فيسمع الناس فيسجدون وكانوا يقعدون في احدى خطبتي العيد والجمعة ويقومون في الاخرى .

قال : ورأى كعب مروان بن الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هذا يخطب قاعدا والله تعالى يقول لرسوله (وتركوك قائما) .

قال : واول من قعد في الخطب معاوية واول من أذن واقام في صلاة العيد بشر بن مروان وكان عمال بني امية ياخذون الجزية ممن اسلم من أهل الذمة ويقولون هؤلاء فروا من الجزية وياخذون الصدقة من الخيل وربما دخلوا دار الرجل قد نفق فرسه او باعه فاذا ابصروا الآخية قالوا قد كان هاهنا فرس فهات صدقتها وكانوا يؤخرون صلاة الجمعة تشاغلا عنها بالخطبة ويطيلون فيها إلى ان تتجاوز وقت العصر وتكاد الشمس تصفر فعل ذلك الوليد بن عبد الملك ويزيد اخوه والحجاج عاملهم ووكل بهم الحجاج المسالح معه والسيوف على رؤوسهم فلا يستطيعون ان يصلوا الجمعة في وقتها .

و قال الحسن البصري : وا عجبا من اخيفش اعيمش جاءنا ففتننا عن ديننا وصعد على منبرنا فيخطب والناس يلتفتون إلى الشمس فيقول ما بالكم تلتفتون إلى الشمس انا والله ما نصلي للشمس انما نصلي لرب الشمس افلا تقولون يا عدو الله ان لله حقا بالليل لا يقبله بالنهار وحقا بالنهار لا يقبله بالليل .

ثمَّ يقول الحسن : وكيف يقولون ذلك وعلى راس كل واحد منهم علج قائم بالسيف .

قال : وكانوا يسبون ذراري الخوارج من العرب وغيرهم لما قتل قريب وزحاف الخارجيان ، سبى زياد ذراريهما فاعطى شقيق بن ثور السدوسى احدى بناتهما واعطى عباد بن حصين الاخرى .

وسبيت بنت لعبيدة بن هلال اليشكري وبنت لقطري بن الفجاءة المازني فصارت هذه إلى العباس بن الوليد بن عبد الملك واسمها ام سلمة فوطئها بملك اليمين على رأيهم فولدت له المؤمل ومحمدا وإبراهيم وأحمد وحصينا بني عباس بن الوليد بن عبد الملك .

وسبي واصل بن عمرو القنا واسترق . وسبي سعيد الصغير الحروري واسترق ، وام يزيد بن عمر بن هبيرة وكانت من سبي عمان الذين سباهم مجاعة .

وكانت بنو امية تبيع الرجل في الدين يلزمه وترى انه يصير بذلك رقيقا .

كان معن أبو عمير بن معن الكاتب حرا مولى لبني العنبر فبيع في دين عليه فاشتراه أبو سعيد بن زياد بن عمرو العتكي وباع الحجاج علي بن بشير بن الماحوز لكونه قتل رسول المهلب على رجل من الازد .

فاما الكعبة فان الحجاج في أيّام عبد الملك هدمها وكان الوليد بن يزيد يصلي اذا صلى اوقات افاقته من السكر إلى غير القبلة فقيل له فقرأ (فاينما تولوا فثم وجه الله) .

وخطب الحجاج بالكوفة فذكر الذين يزورون قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بالمدينة فقال تبا لهم انما يطوفون بأعواد ورمة بإلية هلا طافوا بقصر امير المؤمنين عبد الملك ألا يعلمون ان خليفة المرء خير من رسوله .

قال وكانت بنو امية تختم في اعناق المسلمين كما توسم الخيل علامة لاستعبادهم .

وبايع مسلم بن عقبة أهل المدينة كافة وفيها بقايا الصحابة واولادها وصلحاء التابعين على ان كلا منهم عبد قن لامير المؤمنين يزيد بن معاوية إلاَّ علي بن الحسين عليه السلام فانه بايعه على انه اخوه وابن عمه .

قال : ونقشوا اكف المسلمين علامة لاسترقاقهم كما يصنع بالعلوج من الروم والحبشة .

وكانت خطباء بني امية تاكل وتشرب على المنبر يوم الجمعة لاطالتهم في الخطبة وكان المسلمون تحت منبر الخطبة ياكلون ويشربون .

صفحة مكتب العلامة المحقق السيد سامي البدري