النبي صلى الله عليه وآله
في كفالة عمه أبي طالب
وضم أبو طالب النبي صلى الله عليه وآله إليه بعد موت عبد المطلب ، وكان قد انتهت إليه زعامة قريش بعد أبيه (بوصية من أبيه عبد المطلب) ، فكان يحبّه حبّاً شديداً ويُؤثره بالنَّفقة والكِسوة (1) على نفسه وعلى جميع أهله . وكان لا يفارقه ساعة في ليل أو نهار ، وكان لا ينام إلاّ إلى جنبه حتى بلغ ، ولا يأتمن عليه أحداً .
قال أبو طالب : لم ارَ منه كِذبة قط ، ولا رأيته يضحك في غير موضع الضِّحك ، ولا مع الصِّبيان في لعب .
وكانت فاطمة بنت أسد بن هاشم امرأة أبي طالب وأم أولاده جميعاً تحنو عليه كأنَّها أمه .
ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله لما توفيت فاطمة بنت أسد وكانت مسلمة فاضلة ، أنّه قال : اليوم ماتت أمّي ، وكفَّنها بقميصه ، ونزل في قبرها واضطجع في لحدها .
فقيل له : يا رسول الله لقد اشتد جزعك على فاطمة !
قال : إنها كانت أمي ، إن كانت لَتُجيع صبيانها وتُشبِعُني ، وتُشْعِثُهم (2)وتُدْهِنُني (3) .
|