علي عليه السلام أول الناس تصديقاً
بالنبي صلى الله عليه وآله

كان أول بيت تأسَّسَ على الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وآله هو بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وكان علي عليه السلام أول من صدَّق برسالة النبي صلى الله عليه وآله واتبعه وكان له من العمر عشر سنين وقيل خمس عشرة سنة ، ثم خديجة .

قال زيد بن أرقم : أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وآله علي بـن أبي طالب عليه السلام (1) .

وقال أيضاً : أول رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله علي عليه السلام (2) .

وقال علي عليه السلام : ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله صلى الله عليه وآله وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي والرّسالة ، وأشُمُّ ريح النبوّة (3) .

ثم أسلم زيد مولى النبي وكان غلاماً كيِّساً ، اشتراه النبي لخديجة فوهبته للنبي صلى الله عليه وآله .

فلما أتى لذلك أيام ، دخل أبو طالب على رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه جعفر ، فنظر إلى رسول الله وعلي بجنبه يصليان .

فقال لجعفر : يا جعفر صل جناح ابن عمك فوقف جعفر بن أبي طالب من الجانب الآخر فلمّـا وقف جعفر على يساره ، برز رسول الله صلى الله عليه وآله من بينهما وتقدم .

وانشأ أبو طالب في ذلك يقول :

إِنَّ   علياً    وجعفراً    ثِقتي

عند  مُلِمِّ  الزَّمانِ  والكُربِ

واللهِ  لا   أخذِلُ   النبيّ  ولا

يخذله من  بنيَّ  ذو  حسبِ

لا تَخذِلا وانصرا ابن عمكما

أخي لأمِّي  من  بينهم وأبي

فكان يصلّي خلف رسول الله صلى الله عليه وآله علي عليه السلام وجعفر وزيد وخديجة (4) .

______________________

(1) تاريخ الطبري ج2 ص310 ، وفي قبال ذلك روايات موضوعة تذكر انّ أول من صدق بالنبي (صلى الله عليه وآله) هو أبوبكر ، أو انّ علياً صدَّق بالنبي (صلى الله عليه وآله) وهو صبي ، وبعضها يذكر انّ أول من صدق زيد وقال راويها وهو الزهري الذي انفرد بها انّه لا يعلم غيره كما في أسد الغابة ج2 ص282 ، قال روى معمر عن الزهري قال ما علمنا أحداً أسلم قبل زيد بن حارثة . قال عبد الرزاق لم يذكره غير الزهري . أقول : والزهري من علماء البلاط الأموي على عهد عبد الملك وولده توفي زمن هشام بن عبد الملك .

(2) تاريخ الطبري ج2 ص310 .

(3) نهج البلاغة الخطبة 190 .

(4) شرح النهج ج13 ص238 ، إعلام الورى للطبرسي ج1 ص103 .