السنة الأولى من الهجرة
لما استقرّ النبي صلى الله عليه وآله في يثرب (1) شرع في بناء مسجده وساعده المهاجرون والأنصار عليه .
وأسلم خلق كثير بالمدينة وتلاحق المسلمون من مكة ولم يتخلَّف إلاّ من حُبس (2) .
قال ابن إسحاق : وتلاحق المهاجرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلم يبق بمكة منهم أحد إلا مفتون أو محبوس ، ولم يوعِب (3) أهل الهجرة من مكة بأهليهم وأموالهم إلى الله تبارك وتعالى ، وإلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، إلا أهل دور مسمَّوْن : بنو مظعون من بني جمح ، وبنو جحش بن رئاب ، حلفاء بني أمية ، وبنو البُكَير ، من بني سعد بن ليث ، حلفاء بني عدي بن كعب ، فإن دورهم غلقت بمكة هجرة ، ليس فيها ساكن . ولما خرج بنو جحش ابن رئاب من دراهم ، عدا عليها أبو سفيان بن حرب ، فباعها من عمرو بن علقمة ، أخي بني عامر بن لؤىّ (4) .
|