وفد بني تميم
ونزول سورة الحجرات

قال ابن إسحاق : فَقَدِمَت على رسول الله صلى الله عليه وآله وفودُ العرب ، فقدم عليه عُطارد ابن حاجب بن زُرارة بن عُدُس التميمي ، في أشراف بني تميم ، منهم الأقرع بن حابس التميمي ، والزبرقان بن بدر التميمي ، أحد بني سعد ، وعمرو بن الأهتموالحَبحاب بن يزيد .

قال ابن إسحاق : ومعهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري ، وقد كان الأقرع بن حابس ، وعيينة بن حصن شهدا مع رسول الله صلى الله عليه وآله فتح مكة وحنيناً والطائف . فلما قدم وفد بني تميم كانا معهم (1) .

واقترح أبو بكر على النبي صلى الله عليه وآله أن يؤمِّر على بني تميم القعقاع بن معبد بن زرارة وقال عُمَر : بل أمِّر الأقرع بن حابس ، قال أبو بكر : ما أردت إلا خِلافي ! قال عُمَر : ما أردت خلافك ، فتماريا (2) حتى ارتفعت أصواتهما فنزل في ذلك :

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْض أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3))الحجرات/1-3 (3) .

______________________

(1) سيرة ابن هشام ج4 ص986 .

(2) أي تجادلا .

(3) صحيح البخاري ج4 ص1587 عن عبد الله بن الزبير . وفي ج4 ص1833 عن ابن ابي مليكة قال : كاد الخيرِّان أن يهلكا أبو بكر وعمر رفعا أصواتهما عند النبي (صلى الله عليه وآله) حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع وأشار الآخر برجل آخر قال نافع : لا أحفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إلا خلافي قال : ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك (وفي رواية النسائي ج8 ص226 فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما) فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم) وفي ج6 ص262 فنزلت (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي (صلى الله عليه وآله)) إلى قوله (عظيم) قال بن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر.