المقدمة نشرة القرآن وعلم الآثار

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة على محمد وآله الطاهرين

هذه الكراسة التي بين يديك قارئي الكريم تحاول ان تقدم مبررات تأسيس (علم آثار القرآن) وهو علم يتم فيه الربط بين الكشوفات الآثارية الضخمة في منطقة النبوات في الشرق الأوسط والمعلومات القرآنية والحديثية وبخاصة تلك التي تميزبها تراث أهل البيت(ع).

وليس من شك ان هذا الربط أو القراءة المقارنة سوف يحدث حركة فكرية جديدة يقطف ثمارها الإسلام في مرحلته الراهنة  حين يدخل إلى الساحة العالمية من باب جديد لم يخطر على بال خصومه الذين اتخذوا من علم الآثار أفضل عدة لمحاربته بل محاربة الدين عموما .

ان الفتح الفكري الجديد الذي يسجله القرآن وتراث أهل البيت (ع) في هذا الحقل يقوم أساسا على قضية واضحة جدا وهي انه تحدث عن أمم غابرة مندثرة وقضايا تاريخية قديمة عارض في بعضها ما ذكرته التوراة المتداولة وعارض في بعضها الآخر ما ذكره الاخباريون بلا مستند وثائقي أو حذوا فيه حذو أهل الكتاب في رواياتهم .

والأمر المهم في هذه القضية هو : ان القرآن الكريم قد عرض نفسه بما فيه من معلومات على انه لا يأتيه الباطل من بين يده ولا من خلفه وكذلك أهل البيت (ع) حين عرضهم الرسول الأكرم على انهم عِدل القرآن فيما يبينون من علم وما يسيرون من سيرة لا يخطئون كما لا يخطئ القرآن ولا يتخلفون لما لا يتخلف القرآن .

وفي ضوء ذلك تصبح الكشوفات الآثارية الجديدة التي تتصادق مع المعلومات التي تفرد بها القرآن او رواية اهل البيت (ع) ذات اهمية خاصة وتكون لافتات أو آيات معاصرات تجذب الإنسان المعاصر وتلفت نظره إلى الإسلام ومصادره الأمينة .

ان البحوث المعروضة في هذه الأوراق هي محاولة وإثارات أولية استغرقت خلفيتها سنين من البحث والمتابعة والتنقيب ارجو لها ان تشق طريقها الى المثقفين و المعنيين والعلماء  وأهل الاختصاص  ليقولوا كلمتهم فيها نقدا وإصلاحا وتطويرا وما التوفيق إلا من الله وحده وله الحمد أولا وآخرا .

السيد سامي البدري

ربيع الأول / 1420