|
|
مقال الدكتور مصطفى جواد (رح) خريج جامعة السوربون في التاريخ العربي والاستاذ بجامعة بغداد كلية التربية والعضو بالمجمع العلمي العراقي والمجمع العلمي العربي بدمشق معنى
كربلاء : ذكر
السيد العلامة هبة الدين الشهرستاني ان (كربلاء)
منحوتة من كلمتي (كور بابل) بمعنى مجموعة
قرى بابلية ([1]) ،
وقال الأديب اللغوي (انستاس الكرملي) : (والذي
نتذكره فيما قرأناه في بعض كتب الباحثين
ان كربلاء منحوتة من كلمتين من (كرب) و(إل)
أي حرم اللـه او مقدس اللـه) ([2]) .
قلنا :
ان رجع الأعلام الأعجمية الى أصول عربية
كان ديدنا لعلماء اللغة العربية منذ
القديم . وأنا ارى محاولة ياقوت الحموي رد (كربلاء) إلى الأصول العربية غير مجدية ، ولا يصح الاعتماد عليها ، لانها من بابه الظن والتخمين ، والرغبة الجامحة العارمة في ارادة جعل العربية مصدراً لسائر أسماء الأمكنة والبقاع ، مع ان موقع كربلاء خارج عن جزيرة العرب ، وان في العراق كثيراً من البلدان ليست أسماؤها عربية كـ (بغداد) و(صرورا) و(جوخا) و(بابل) و(كوش) و(بعقوبا) ، وان التاريخ لم ينص على عروبة اسم (كربلاء) فقد كانت معروفة قبل الفتح العربي للعراق وقبل سكنى العرب هناك وقد ذكرها بعض العرب الذين رافقوا خالد بن الوليد القائد العربي المشهور في غزوته لغربي العراق سنة 12 هجرية 634م . قال ياقوت الحموي : (ونزل خالد عند فتحه الحيرة كربلاء فشكا اليه عبد اللـه بن وشيمة النصري ([3]) الذبان : فقال رجل من اشجع في ذلك :
ومن اقدم الشعر الذي ذكرت فيه كربلاء قول معن بن اوس المزني من مخضرمي الجاهلية والاسلام وعمر حتى ادرك عصر عبد اللـه بن الزبير وصار مصاحباً لـه ، وقد كف بصره في آخر عمره . وذكر ياقوت الحموي هذا الشعر في (النوائح) من معجمه للبلدان . و(المعبر) وذكره قبلـه ابو الفرج الاصبهاني في ترجمة معن من الاغاني (12 : 63 دار الكتب) وقال وهي قصيدة طويلة :
وقال
في كلامه على الكوفة : قال أبو عبيدة
معمر بن المثنى : لما فرغ سعد بن أبي
وقاص من وقعة رستم بالقادسية وضمن أرباب
القرى ما عليهم بعث من أصحابهم ولم يسمهم
حتى يرى عمر فيهم رأيه ، كان الدهاقين
ناصحوا المسلمين ، ودلوهم على عورات
فارس ، واهدوا لـهم واقاموا لـهم
الاسواق . ثم توجه سعد نحو المدائن الى
يزدجرد وقدم خالد بن عرفطة حليف بني زهرة
بن كلاب ، فلم يقدر عليه سعد حتى فتح
خالد ساباط المدائن ، ثم توجه الى
المدائن فلم يجد معابر فدلوه على مخاضة
عند قرية الصيادين اسفل المدائن فأخاضوها
الخيل حتى عبروا ، وهرب يزدجرد الى
اصطخر ، فأخذ خالد كربلاء عنوة وسبى
أهلها ، فقسمها سعد بين اصحابه ،
ونزل على قوم في الناحية التي خرج سهمة
فأحيوها ، فكتب بذلك سعد الى عمر ،
فكتب اليه عمر ان حولـهم . فحولـهم الى
سوق حكمة ويقال الى كويفة ابن عمر دون
الكوفة ... ) . ولقائل
ان يقول : إن العرب أوطنوا تلك البقع قبل
الفتح العربي ، فدولة المناذرة بالحيرة
ونواحيها كانت معاصرة للدولة الساسانية
الفارسية وفي حمايتها وخدمتها . والجواب :
ان المؤرخين لم يذكروا لـهم انشاء قرية
سميت بهذا الاسم – اعني كربلاء غير ان وزن
كربلاء الحق بالاوزان العربية ونقل (فعللا)
(فعللاء) في الشعر حسب . فالاول موازن
لجحجحى وقرقرى وقهقرى والثاني موازن
لعقرباء وحرملاء ، زيد همزة كما زيد
برنساء . أما قول الأب اللغوي انستاس ما معناه : أن كربلاء منحوتة من (كرب) و(ال) ، فهو داخل في الإمكان ، لأن هذه البقاع قد سكنها الساميون وإذا فسرنا (كرب) بالعربية أيضا دل على معنى (القرب) فقد قالت العرب : (كرب يكرب كروباً أي دنا) وقالت (كرب فلان يفعل وكرب ان يفعل أي كاد يفعل ، وكاد تفيد القرب ، قال ابن مقبل يصف ناقته :
وقال ابو زيد الاسلمي :
وجاء
في لسان العرب : كرب الامر كروبا : دنا ...
وكل شيء دنا فقد كرب ، وقد كرب ان يكون
وكرب يكون وكربت الشمس للمغيب : دنت . فكرب
البابلية قريبة من العربية . وإذا
فسرنا (ال) كان معناه (اله) عند الساميين
أيضا ، ودخول تفسير التسمية في الإمكان
لا يعني أنها هي التسمية الحقيقية لا
غيرها ، لان اللغة والتاريخ متعاونان
دائماً فهي تؤيده عند احتياجه إليها وهو
يؤيدها عند احتياجها إليه ، فهل ورد في
التاريخ إن موضع كربلاء كان (حرم الـه) قوم
من الأقوام الذين سكنوا العراق؟ أو مقدس
الـه لـهم؟ لا يجيبنا التاريخ عن ذلك ،
ومن الأسماء المضافة إلى (ال) بابل واربل
وبابلي ([8]) .
وعلى
حسبان (كربلا) من الأسماء السامية
الآرامية أو البابلية ، تكون القرية من
القرى القديمة الزمان كبابل واربيل ،
وكيف لا وهي من ناحية (نينوى([9]))
الجنوبية ! قال ياقوت الحموي : (نينوى
بكسر اولـه وسكون ثانية وفتح النون والواو
بوزن طيطوى .. وبسواد الكوفة ناحية يقال
لها نينوى منها كربلاء التي قتل بها
الحسين ، رضي اللـه عنه ([10]) . وقال
في كتاب لـه آخر : (نينوى موضعان :
بكسر النون وياء ساكنة ونون اخرى مفتوحة
وواو والف ممالة ، نينوى بلد قديم كان
مقابل مدينة الموصل . ونينوى كورة كانت
بأرض بابل منها كربلاء التي قتل بها
الحسين بن علي عليهما السلام- ([11]) .
ونينوى من الاسماء الآشورية) . ولا
نشك في ان نينوى السفلى سميت باسم نينوى
العليا إحدى عواصم الدولة الآشورية
المشهورة في التاريخ ، سميت اما
لمعارضتها واما لادامة ذكراها ، على
عادة الناس في تسمية البلدة التي ينشئونها
بعد المهاجرة من بلادهم والجلاء عنها
ويسمونها باسم بلدتهم التي هاجروا منها .
وهذا معروف قديماً وحديثا ، وهو من اجمل
ضروب الوفاء ، وان كان لغير الأحياء .
ونقل
بعض الفضلاء قول أحد الباحثين في تاريخ
كربلاء القديم وهو (كل ([12])
ما يمكن ان يقال عن تاريخها القديم انها
كانت من أمهات مدن طسوج النهرين الواقعة
على ضفاف نهر بالاكوباس (الفرات القديم)
وعلى أرضها معبد للعبادة والصلاة ، كما
يستدل من الأسماء التي عرفت بها قديماً
كعمورا ، ماريا ، صفوراً ، وقد
كثرت حولـها المقابر ، كما عثر على جثث
موتى داخل اوان خزفية يعود تاريخا إلى قبل
العهد المسيحي ، وأما الأقوام التي
سكنوها فكانوا يعولون على الزراعة لخصوبة ([13])
تربتها وغزارة مائها لكثرة العيون التي
كانت منتشرة في أرجائها) ([14])
. ومن
المعلوم ان كربلاء ليست على ضفة الفرات
ولا على ضفافه ، فالقائل لو قال (كورة
كربلاء) لكان القول علمياً . ومما
يدل على قدم كربلاء أيضا ووجودها قبل
الفتح الإسلامي ما ذكره الخطيب البغدادي
بسنده الى أبي سعيد التيمي قال : (اقبلنا
مع علي (ع) من صفين فنزلنا كربلاء ، فلما
انتصف النهار عطش القوم) وروى بعد ذلك
بسنده أيضا عنه قال : (أقبلت من الانبار
مع علي نريد الكوفة وعلي في الناس ،
فبينا نحن نسير على شاطي الفرات اذ لجج في
الصحراء فتبعه ناس من أصحابه واخذ ناس على ([15])
شاطئ الماء ، فكنت ممن أخذ مع علي حتى
توسط الصحراء ، فقال الناس : يا أمير
المؤمنين إنا نخاف العطش ، قال : إن
اللـه سيسقيكم ، وراهب قريب منا ،
فجاء علي إلى مكانه فقال : احفروا هاهنا
فحفرنا ، وكنت فيمن حفر ، حتى نزلنا ـ
يعني عرض لنا حجر ـ فقال علي : ارفعوا
هذا الحجر ، فأعانونا عليه حتى رفعناه ،
فإذا عين باردة طيبة ، فشربنا . فرجع
ناس وكنت فيمن رجع ، فالتمسناها فلم
نقدر عليها ، فقال الراهب : لا
يستخرجها إلا نبي أو وصي . ثم
ذكر الخطيب بسنده إلى إبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني أن (أبا سعيد التيمي) متروك
الحديث وغير ثقة ([16])
والمهم من هذا الحديث أن الإمام عليا (ع)
مرّ بكربلاء ولج في الصحراء قبل سنة
أربعين الـهجرية ، ولم يذكر أحد من
المؤرخين إنشاء مدينة باسم كربلاء في
أثناء تلك السنين الأربعين ، وهذا
مرادنا بقبولنا أنها غير إسلامية ، وقد
أشرنا إلى مثل هذا المعنى آنفا . وهذا
الخبر نقلناه لتأييده وتأكيده ([17]) .
الطف
: ومن
المواضع التي عرفها العرب قديما قرب كربلا
(الطف) قال ياقوت الحموي : (الطف بالفتح
والفاء مشدده وهو في اللغة ما اشرف من ارض
العرب على ريف العراق ) . . . وقال
أبو سعيد : (سمي الطف لأنه مشرف على
العراق من اطف على الشيء بمعنى اطل ،
والطف طف الفرات أي الشاطئ والطف ارض من
ضاحية الكوفة في طريق البرية فيها كان
مقتل الحسين بن علي ـ رضي اللـه عنه ـ وهي
ارض بادية قريبة من الريف فيها عدة عيون
ماء جارية منها الصيد والقطقطانة
والرهيمة وعين جمل ([18])
وذواتها ، وهي عيون كانت للموكلين
بالمسالح ([19])
التي كانت وراء خندق سابور الذي حفره بينه
وبين العرب وغيرهم وذلك ان سابور اقطعهم
أرضها يعتملونها من غير ان يلزمهم خراجا ،
فلما كان يوم ذي قار ونصر اللـه العرب
بنبيه ـ صلى اللـه عليه وآلـه وسلم ـ غلبت
العرب على طائفة من تلك العيون وبقي بعضها
في أيدي الأعاجم ثم لما قدم المسلمون
الحيرة هربت الأعاجم بعد ما طمت عامة ما
كان في أيديها منها ، وبقي ما في أيدي
العرب فأسلموا عليه وصار ما عمروه من
الأرض عشرا ، ولما انقضى أمر القادسية
والمدائن وقع ما جلا عنه الأعاجم من ارض
تلك العيون إلى المسلمين واقطعوه فصارت
عشرية أيضا) . جاء
في معجم البلدان عدة معان للحائر أهمها
قول الأصمعي : (يقال للموضع المطمئن
الوسط المرتفع الحروف حائر وجمعه حوران) . .
قال ابو القاسم علي بن حمزة البصري رادا
على ثعلب في الفصيح : هو الحائر الا انه
لا جمع لـه ، لأنه اسم لموضع قبر الحسين
بن علي ـ رضي اللـه عنه) ـ . . . ثم
ذكر ان كربلاء من مساكن العرب منذ
الجاهلية ، ولذلك سميت اكبر مدينة في
هذا الصقع (عين التمر) وهذا الاسم المركب
الإضافي يحتوي على اسمين عربيين خالصي
العروبة فهل كانت تسمية الحائر قبل
الإسلام ؟ وقد ذكر ياقوت في معجم البلدان
أيضا (يوم حائر ملـهم) قال : (ويوم حائر
ملـهم أيضا على حنيفة ويشكر) فهذا الحائر
كان جزيرة العرب ، فيجوز فيه الأمران
اعني انه سمي في الجاهلية بالحائر وانه
سمي في الإسلام بهذا الاسم . وقد أطال
الكلام مؤلف (تاريخ كربلاء) على الحائر
وسمى كتابه (تاريخ كربلاء وحائر الحسين
عليه السلام) وقال : وهو بحث علمي تحليلي
واسع عن الحائر المقدس وتاريخه في اللغة
والتاريخ والفقه والحديث وثم تاريخ
عمارته وهدمه من الصدر الأول إلى العصر
الحاضر قال : (وقد نعتت كربلاء منذ الصدر
الأول في كل من التاريخ والحديث بأسماء
عديدة مختلفة ورد منها في الحديث باسم
كربلاء الغاضرية ونينوى وعمورا وشاطئ
الفرات وشط الفرات . وورد
منها في الرواية والتاريخ أيضا باسم مارية
والنواويس والطف وطف الفرات ومشهد الحسين
والحائر والحير إلى غير ذلك من الأسماء
المختلفة الكثيرة إلا إن أهم هذه الأسماء
في الدين هو الحائر لما أحيط بهذا الاسم من
الحرمة والتقديس أو أنيط ([20])
به من أعمال وأحكام في الرواية والفقه إلى
يومنا هذا . . ) ([21]) .
وقد
ذكرنا أن (الحائر) اسم عربي وان العرب
سكنوا هذه البلاد منذ عصور الجاهلية ،
فلابد من ان يكون معروفا قبل استشهاد
الحسين (ع) لأن هذه التسمية هي والحير
والحيرة من اصل واحد ، وقد قال ياقوت في
كلامه على الحيرة ـ واكثره مذكور في تاريخ
الطبري ـ : (وفي بعض أخبار أهل السير :
سار اردشير ([22])
إلى الاردوان ([23])
ملك النبط وقد اختلفوا عليه وشاغبه ملك من
ملوك النبط يقال لـه بابا فاستعان كل واحد
منهما بمن يليه من العرب ليقاتل بهم آلاف
فبنى الاردوان حيراً فأنزلـه من أعانه من
العرب فسمي ذلك الحير الحيرة كما تسمى
القيعة من القاع وانزل بابا من أعانه من
الأعراب الانبار وخندق عليهم . .) . أما
التسمية بشط الفرات وبشاطي الفرات فهي
عامة لا خاصة فلا يجب اختصاصها بكربلاء
والحائر وإنما سبيلـها سبيل التحديد
الشعري كقول الشاعر (وقد مات عطشاناً بشط
فرات) ، لان الشاعر لا يستطيع دوما من
التعيين الجغرافي المحقق لالتزامه بالوزن
والقافية . وأما (مارية) فلم يذكرها صاحب
معجم البلدان ، إلا بكونها اسماً
لكنيسة بأرض الحبشة ، وإنما ذكر (نهر
ماري) قال : (بكسر الراء وسكون الياء ،
بين بغداد والنعمانية ، مخرجه من
الفرات وعليه قرى كثيرة منها همينيا وفمه
عند النيل من أعمال بابل) ([24]) .
([3])
او النضري وفي الاصل من طبعة مصر (البصري)
وهو محال لأن البصرة لم تكن يومئذ قد
مصرت ، ولأن العرب القدامى في القرن
الاول والقرن الثاني لم يكونوا ينتسبون
الى المدن والاقطار بل الى الاباء
والقبائل والافخاذ والعمارات والبطون .
اما غير العرب فجائز فيهم كما في سرجويه
البصري الطبيب (مختصر الدول لابن العبري
(ص192) وفي تاريخ الطبري سنة 12ان القائل من
اشجع . ([8])
قال هلال الصابي : (وبنو الفرات من
قرية تدعي بابلي صريفن من النهروان
الاعلى) ، (تحفة الامراء في تاريخ
الوزراء ص 11 طبعة دار احياء الكتب
العربية) وقال ذلك قبلـه الصولي (تاريخ
بغداد لابن النجار . نسخة دار الكتب
الوطنية بباريس 21و24) . ([9])
تمييزاً لـها عن نينوى الشمالية ،
إحدى عواصم الدولة الآشورية السامية
ولا تزال أطلالها معروفة وسنعود الى
ذكرها . ([17])
وقدد اطلق اسم كربلاء على غير موقع واحد
قديم مما يدل على ان اسم كربلاء كان
قديما وقبل الفتح الاسلامي وكانت تسمى
بـ(كاربالا) على ما روي السيد عبد الحسين
آل طعمة منقولا عن (الذريعة) للشيخ آغا
بزرك ، ومعنى (كاربالا) بالفهلوية هو (الفعل
العلوي) ويجوز تفسيرها (بالعمل السماوي)
المفروض من الاعلى ، ثم عربت وصيغت
صياغة عربية وسموها (كربلاء) ، وهذا
يقارب المعنى الذي ذهب اليه الاب انستاس
لكلمة (كرب) و (إل) بانها (حرم اللـه) او (مقدس
اللـه) ومن الادلة على قدم كربلاء او قدم
الاكوار في تلك الجهات هو وجود اطلال
وهضبات لم تزل قائمة على بعد بضعة اميال
عن مدينة كربلاء ، وقد جاء في (بغية
النبلاء في تاريخ كربلاء) للسيد عبد
الحسين آل طعمة قولـه : ((يوجد اليوم
على ما بلغني على بعد بضع أميال في القسم
الشمالي الغربي من مدينة كربلاء باتجاه
ضريح (الحر بن يزيد الرياحي) في ارض
القرطة والكمالية اكم اطلال قيل انها (كربلاء)
الاصلية ، وقبل سني الحرب العالمية
الاولى كان بعض افراد من مطره يستخر جون
من نفس الاطلال (طابوق ، فرشي ، ضخم ،
سلطاني) يحملونه على حميرهم الى كربلاء
لبيعوه على الاهلين كوسيلة ، للعيش
والارتزاق)) ويضيف المؤلف قائلا : ((واذكر
في هذا الخصوص ان السيد كاظم العطار كان
مشغولا ببناء داره الواقعة في حارة باب
الطاق مقابل (امام باره الاميرة تاج دار
بهو الـهندية) يبتاع منهم لبنائه)) .
وفي الجنوب الشرقي من البلدة قطعة ارض
يطلق عليها اليوم لفظة ((كربلة)) وفي
تعيين موقع كربلاء القديمة يقول السيد
عبد الحسين : ((فموقع كربلا على ضوء
التحقيق الذي قمت به واقع على بعد بضعة
اميال في الشمال الغربي من بلدة كربلاء
الحالية مما يلي ارض (القرطه) وهو مكان
مرتفع يسمى باصطلاح اليوم : الظهيرة
او العرقوب ، ويبعد موقعها عن قبر
الحر بن يزيد الرياحي حوالي سبعة آلاف
متر)) الى غير ذلك من الآراء التي اوردها
المؤرخون بالاضافة الى ما تقدم . (جعفر
الخليلي) . ([18])
ثم قال ياقوت ((قالوا وسميت (عين جمل) لان
جملاً مات عندها في حدثان استخراجها
فسميت بذلك ، وقيل ان المستخرج لـها
كان يقال لـه جمل ، وسميت عين الصيد
لكثرة السمك الذي كان بها)) وانا ارى
القول الثاني هو الصواب ، ولو كان
القول الاول هو الصواب لقيل لـها ((عين
الجمل)) كما هو ظاهر .
|